سماحة الشيخ: شاعت في زماننا فكرة تقول بأن الزواج
لا يمكن أن يكون إلا بعد أن يسبقه حب ، فما رأي سماحتكم في هذه الفكرة الشائعة؟
أنا أقول بأن الحب ينبغي أن يكون مؤطرا في إطار الزواج لا أن يكون الحب هو الذي يسبق الزواج ، هذه الأمور كثيرا ما انجرف الشباب وراءها بسبب المغريات الكثيرة والمؤثرات المتنوعة، ووسائل الإعلام الهادرة ،
وما انتشر من القصص الماجنة والمسلسلات الهابطة
والأفلام الخليعة ..وكثير من هذه الأشياء ، حتى صار الحب موضة العصر.
وكثيرا من الناس انجرفوا وراء ذلك غبر مبالين بالأخلاق والفضائل وغير مبالين بعواقب الأمور ،وقعت أزمة عظيمة ، ولا يلبث هذا الحب أن يتلاشى لأنه حب عاطفي ، والعاطفة هكذا من شأنها أن تغور بعد أن تثور ،
وأن تخبو بعد أن تتقد ، ويجب أن يكون هذا الحب ليس عاطفيا فحسب بل مسبوقا بعقل، وينبغي أن يكون بين الزوجين الحب والحنان والرحمة ،ويختلف حب من يخشى الله ويتقه ، وحب من لا يخشى الله ويتقه، لأن حب الذي يخشى الله لا يكون حب شهوة فحسب ، بل يكون حب رحمة قبل أن يكون حب شهوة ، وأما من لا يخشى الله ولا يتقه فلا يكون إلا حب شهوة ، ولذلك بعد ما يقضي أحدهم شهوته لا يبالي بهذا الحب أن تتحطم أسطورته، هذه المقولة الشائعة ليست هي من الصحة في شيء ، هذه المقولة إنما هي إتباع لموضة العصر،
والانسياق وراء هذا الحب ، بل يربوا الفضيلة قبل كل شيء، وأن يكون حب كل واحد للآخر في إطار الفضيلة وفي إطار الخير، أن يعجب الذكر والأنثى بالآخر بسبب الفضل والتقوى والبر والإحسان لا بسبب الانسياق وراء العواطف الرعناء.

سماحة الشيخ: لو أحبت فتاة شاب مرتضا في دينه وخلقه إلا أنها تخشى أن تزوج بسواه ، فهل لها أن تعرض له بذلك أو أن ترسل له رسالة؟
إن كان ذلك في إطار الفضيلة والخلق فلا يمنع ، وقد كان ذلك من السيدة خديجة رضي الله عنها ، عندما رغبت في أن ترتبط بالنبي صلى الله عليه وسلم لفضله وأخلقه
وأمانته ، وما كان عليها من المزايا التي رأتها قبل نبوته ، وكانت هذه الحفيصة في رأيها وكانت العاقلة المفكرة، ورأت أن تصرح له بذلك فلا مانع من التصريح أو التلويح ، كل من ذلك ما دامت اتبعت الخير لا مانع منه.