القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اعتزامه محاسبة إسرائيل على جرائمها معبرا عن اتجاه نحو حل سياسي يرفض المماطلة من الجانب الإسرائيلي ،فيما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن حركته ترفض أي نزع لسلاح المقابلة.
وفي لقاء تليفزيوني جرى في مقر القيادة الفلسطينية في مبنى المقاطعة عقب وقف إطلاق النار قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن نسامح ولن تفلت إسرائيل بجرائمها وفعلتها ولدينا أساليب كثيرة وعندنا وسائل كي لا يفلت المجرم من عقوبة جرائمه .
وحول الحل السياسي الشامل قال عباس إن هناك موافقة على حدود 1967 وبقي أمام المفاوضين ترسيم الحدود لأن الحدود هي الأمر الأهم في تعريف كل مساحة، وأضاف لن نقبل أن ندخل في تفاصيل جزئية في المفاوضات حول مناطق " أ " و " ب " و " ج " وما شابه وإنما نريد وبشكل نهائي أن تعرف كل دولة حدودها، فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي
لا حدود معروفة لها.
كما أكّد الرئيس أن الدكتور صائب عريقات واللواء ماجد فرج سيلتقيان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع القادم، دون أن يحدد مكان اللقاء المقرر، وذلك في إطار سؤال واحد واضح: هل هناك حل أو لا يوجد حل؟
وأضاف: نحن سنسأل الولايات المتحدة وإسرائيل، وسننتظر يوما وأسبوعا وشهرا . وإن وافقوا فنحن أحرار بحدودنا . ولكننا لن ننتظر 20 سنة أخرى فقد طفح الكيل ولن نقبل كل سنتين أن تشن إسرائيل علينا حربا . وأن رفضت إسرائيل فأنا عندي ما أقول وعندي ما أفعل.
وحول تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، قال أبو مازن بكل صراحة موجها كلامه للدول التي تحاول أن تسلب استقلال القرار الفلسطيني وتتدخل في شؤون فلسطين ( لا داعي أن تقوم بعض الدول العربية بإرسال حصان أعرج لها ليلعب في ساحتنا، فانا اتشاور مع العرب واستشير جامعة الدول العربية في كل قرار ولو قال لي العرب لا ، فإنني سألتزم بالقرار العربي ولن أخذ قرار إلا بالتشوار مع الأشقاء العرب، ونحن لم نتدخل في شؤونهم فلماذا يتدخلون في شؤوننا ) . وامتدح مصر ومبادرتها ودورها ومواقفها كما كرر رفضه للمبادرة الفرنسية وقال نحن لدينا حل سياسي بدل من حلول المساعدات وإعادة الإعمار فقط.
ولم يغفل الرئيس عباس الخطر الذي تعيشه القدس وهو في خطرين، خطر التهويد والاستيطان وخطر تقسيم المسجد الاقصى زمانيا وقال إن هذا خط احمر.
وحول العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قال ابو مازن : كان بالامكان ان نتفادى 2000 شهيد وآلاف المنازل والدمار ولكن بدأت الفوضى حول المبادرة وأنا تحركت في كل الاتجاهات ، وكنا نعرف ان مصر هي التي تملك الحل والمبادرة لأنها أولا جارة جغرافيا لفلسطين وثانيا ان لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، وبجهود جبارة شكلنا وفدا مفاوضا، وبعد خمسين يوما عدنا لما قلناه أولا. والعدوان الاسرائيلي الغاشم كان يريد فرصة للقتل والتدمير والاحتلال يتمنى ان يغمض عينيه ويفتحها فلا يجد فلسطينيا أمامه.
وقال عباس ان قرار الحرب والسلام ليس بيد فصيل واحد وانما بيد القيادة، واذا كانت حماس تريد ان يكون قرار السلم والحرب بيدها فلتتصرف لوحدها إذن. وأنا أصرّ على الانتخابات منذ 7 سنوات، ولن نقبل الا بسلطة واحدة وبندقية واحدة، وقرار السلم والحرب بيد السلطة وإلا ستكون فوضى.
وإلى الموضوع الأكبر حسياسية وهو الوضع الداخلي في قطاع غزة قال ابو مازن بكل وضوح : هناك لدى حماس حكومة ظل في غزة ولديهم وكلاء وزارات وإذا استمر هذا الأمر فان هذا سيهدد استمرار الوحدة الوطنية والامتحان قادم قريبا . وانا اعرف ان الامر ليس بسرعة بل يحتاج إلى اشهر لانهاء الانقسام ولكننا سنعرف من اول يوم تدخل فيه المساعدات الى غزة واذا كانت تصل المساعدات للناس أم لا وهذا كلام محدد وصريح ، هل تستطيع حكومة التوافق الوطني أن تحكم وتعمل في غزة ام ان هناك جهات ستمنعها وأشار بمرارة إلى تعرض وزير الصحة إلى الاعتداء حين دخل غزة .
وردا على سؤال مباشر قال الرئيس : التطمين الوحيد لأهل غزة ان هناك حلا سياسيا والى حين ذلك حماية دولية مثل كوسوفو . وقال ان تجاربنا مع اسرائيل مريرة ولكننا سنجربها مرة اخرى وهذه المرة من دون لف ودوران من جانبها .
من جانبه رفض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة اي محاولة لنزع سلاح حماس في قطاع غزة، وهو المطلب الرئيسي لاسرائيل للتوصل الى اتفاق على الأمد الطويل.
وقال خلال مؤتمر صحفي في الدوحة حيث يقيم، ان "سلاح المقاومة مقدس ولا نقبل ان يكون على جدول الأعمال" خلال المفاوضات المتوقعة، وفقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف مشعل ان سلاح حماس "لن يكون مجالا للمساومة او التفاوض ولا يستطيع العالم كله ان ينزع سلاح حماس والمقاومة" متحديا بذلك رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يشترط نزع السلاح في غزة قبل أي اتفاق طويل الأمد.
وأكد مشعل أن "سلاح المقاومة هو الضمانة تجاه أي التفاف على مطالبنا". وأكد مشعل من جهة اخرى ان محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس نجا من محاولة تصفية إسرائيلية قتل فيها ابناه وزوجته. وقال "محمد الضيف بخير على عكس ما يريد الاحتلال"، دون أي تفاصيل إضافية.
وشدد مشعل على أن حرب غزة "مرحلة هامة على درب التحرير وانهاء الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مشيرا إلى أنه "لم نحقق كامل مطالبنا لكن جزءا مهما منها" مشيرا بالخصوص الى قرب رفع الحصار.
ودعا في هذا السياق السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح وقال "من واجب اشقائنا في مصر أن يسارعوا بفتح معبر رفح" مشيدا في الآن ذاته بالوساطة المصرية التي أتاحت التوصل إلى الاتفاق مع إسرائيل.
واعتبر مشعل أن المقاتلين الفلسطينيين تمكنوا من "ضرب نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بصفة غير مسبوقة ... المقاومة أذلت جيش العدو" وأنه "في هذه الحرب تم تحقيق معادلة توازن الرعب والأمن المفقود المتبادل والألم المتبادل".
كما جدد مشعل تأكيد التزام حماس بمواصلة المصالحة الفلسطينية وأكد في هذا الإطار "نقف صفا واحدا مع حكومة الوفاق الوطني ، وتمارس صلاحياتها في غزة كما في الضفة" الغربية.
من جانبه اعتبر موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس أن اعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب هو "الجهاد الأكبر"، مطالبا فصائل "المقاومة بإعداد العدة" للمرحلة القادمة.
ووصل أبو مرزوق بعد الظهر إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر قادما من مقر اقامته في القاهرة.
وقال لدى وصوله إلى الصالة الفلسطينية في معبر رفح للصحفيين "رجعنا من الجهاد الأصغر (الحرب) إلى الجهاد الأكبر، البناء لابد من إعادة بناء ما دمره الاحتلال".
ورأى أنه "لا بد للمقاومة أن تبني نفسها بشكل افضل على كل كتائب المقاومة ان تعد العدة".
واعتبر ابو مرزوق الذي تقيم عائلته في غزة ان الحرب كانت "معركة فاصلة".