[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/adelsaad.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]عادل سعد[/author]
إن العالم الآن عائلة واحدة متنوعة الاتجاهات بموجب توصيف ميثاق الأمم المتحدة، عائلة لا يمكن لها أن تتوفق بدون التعاون والتضامن والمنافسة الشريفة العادلة على اقتسام فرص الحياة، ومواجهة تحديات كبيرة ترتطم بأهداف الشعوب، كل الشعوب بما فيها الشعب الأميركي رغم ثرائه وامتيازات العيش.

يسقط أصحاب الوظائف بالمحظور إذا تجاهلوا الحقائق غير المطابقة لتوجهاتهم، يشمل هذا المحظور أصحاب الوظائف السياسية والإدارية والاستشارية وغيرها من الوظائف، لأنهم بذلك يعتمدون انغلاقات تتعارض كليا مع متطلبات الواقع بوصفه متنوع المسالك، وليس منمطا باتجاه واحد على غرار لعب الأطفال الصينية رخيصة الثمن.
هكذا، حين يسقط هؤلاء الموظفون في ذلك حتى وإن كانوا محترفين يدفعون الأوضاع باتجاهات لا تساعد بأي حال من الأحوال على امتلاك عنصر الجودة أصلا، لأنهم بالضرورة يصطدمون بحقائق تقتضي منهم أن يتوقفوا عندها، ولكنهم يتجاوزونها تحت ضغط عدم الاعتراف بالأخطاء، وعدم الانتباه المتعمد إلى ما يدور حولهم.
إن كل الذين يغلقون آذانهم وعيونهم عما يجري يتشبثون بالعزلة، وتلك من علامات التقصير والتقاعس الملبي لهذه النمطية، وبمقتضى التوضيح أكثر نشير إلى أن منظمة العفو الدولية كانت عادلة عندما سحبت من السيدة أونج سان سوكي جائزة (سفير الضمير) التي منحت لها عام ٢٠٠٩.
إن قرار منظمة العفو الدولية سحب هذه الجائزة من سوكي منصف حقا؛ لأن زعيمة ميانمار سكتت على الفظائع التي ارتكبها جيش بلادها ضد سكان الروهينجا، وللرواية الانتهاكية المؤلمة تلك محطات ما زالت شاخصة يمكن الاستدلال عليها من عدد المنازل التي حرقت وسكانها الذين فروا إلى بنجلاديش بعد عمليات قتل وتمثيل بالجثث ازدحمت فيها شوارع أحيائهم، كما يمكن الاستدلال على الانغلاقات بالجدران السياسية التي أقامها الرئيس الأميركي ترامب تحت خط أحمر (أميركا أولا).
إن العالم الآن عائلة واحدة متنوعة الاتجاهات بموجب توصيف ميثاق الأمم المتحدة، عائلة لا يمكن لها أن تتوفق بدون التعاون والتضامن والمنافسة الشريفة العادلة على اقتسام فرص الحياة، ومواجهة تحديات كبيرة ترتطم بأهداف الشعوب، كل الشعوب بما فيها الشعب الأميركي رغم ثرائه وامتيازات العيش.
الحال أن موظفين سياسيين من هذا النوع لا يمكن أن يكونوا مؤهلين لتحقيق السلام الدولي العادل، ولا الانسجام مع محيطهم بدليل ما دونه الصحفي الأميركي مايك وولف في كتابه (النار والغضب) مختصرا كل تفصيلاته بجملة واحدة أن ترامب لا يستحق منصبه، واستقالة وزير خارجيته تيلرسون والمدعي العام، وكان آخر المسلسل إجبار وزير العدل على الاستقالة مع وجود احتمالات على مغادرة وزير الدفاع ماتيس لمنصبه.
لا شك أن هذه المتغيرات وإملاء تلك الوظائف بموالين صاغرين له لا يمكن لها أن تعطي الأرجحية لسياسته، فسوف تتم محاصرته أكثر خلال السنتين المتبقيتين من ولايته مع المتغير الانتخابي في سيطرة (الديمقراطيين) على مجلس النواب خصوصا إذا نجح الأوروبيون في شق طريق لهم لا يمر بالمحيط بالأطلسي، وكذلك إذا نجح الصينيون والروس في التأسيس لمعادلة دولية جديدة، بل وإذا نجح الفلسطينيون والإيرانيون على صناعة مطبات له.
بالمقابل إن صاحب الوظيفة السياسية وغيرها الذي يقع بالتحسس الإيجابي في مواجهة طوارئ وحالات تجاوزت سياقات عمله، إنما يربح موقفه المبدئي والأخلاقي عندما يتخلى عن وظيفته بالاستقالة رفضا لأداء المؤسسة التي كان يديرها.
إن استقالة الوزيرين الأردنيين عزمي محافظة ولينا عناب بسبب كارثة حافلة الطلبة الذين جرفتهم سيول الأمطار تقع ضمن هذه التحسسات الإيجابية، وينسحب الموقف على قرار وزير الأشغال الكويتي حسام الرومي حين استقال للسبب نفسه، وكأنه يقول أنا أتحمل مسؤولية وفاة المواطن الكويتي الذي جرفته السيول، وأتحمل أيضا الأضرار المادية الكبيرة التي أصابت البلاد، والأسبق من ذلك، الاستقالات التي طبعت مواقف وزراء وموظفين مصريين إثر غرق عبارة ركاب خلال رحلة لها في البحر الأحمر وكوارث قطارات.
وما دام الشيء بالشيء يذكر فلنا في العراق صور مغايرة من خلال ما ينشر الآن عن وجود (سوق) في المنطقة الخضراء تعرض فيها الوظائف الوزارية الشاغرة وغيرها، فعلى حد ما تسرب حتى الآن هناك (شراة سياسيين معينين) وصلت عروضهم إلى دفع ٥٠ مليون دولار مقابل الحصول على حقيبة وزارية (سيادية) واحدة، مع أن كل الحقائب الوزارية هي سيادية والتصنيف الحالي غير صحيح.
السؤال هنا: هل يتجاوز وزير من هذا النوع جيبه أعني خزينته المالية ويستقيل إذا أخل بالتزاماته الوظيفية؟
لا شك أن التعاطف سيكون مع رئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبدالمهدي الذي سبق لي أن سمعته بعظمة أذني يقول أحمل ورقة استقالتي في جيبي دائما.