باراديس ـ ا.ف.ب : ارتفعت حصيلة الحرائق في كاليفورنيا إلى 59 قتيلا فيما نشرت السلطات لائحة تضم 130 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين في أفدح كارثة حرائق غابات من نوعها في تاريخ هذه الولاية الأميركية. ومعظم المفقودين من مقاطعة بيوت ببلدة باراديس في شمال كاليفورنيا، والتي مسحت فعليا عن الخريطة من جراء الحريق الذي أطلق عليه "كامب فاير" واندلع الأسبوع الماضي.وقال قائد الشرطة المحلية في المقاطعة كوري هونيا للصحافيين الأربعاء إن 461 شخصا و22 من الكلاب المدربة يشاركون في عمليات البحث عن المفقودين، وبأنه تم تسريع فحوص الحمض النووي للتعرف على الضحايا. وأعلنت السلطات عن مقتل 59 شخصا على الأقل حتى الآن من جراء الحرائق المدمرة فيما تقوم فرق الإغاثة بالبحث عن جثث بين أنقاض المنازل في باراديس، مستعينة بالكلاب المدربة. وتزيد أعمار معظم الأشخاص في قائمة المفقودين عن 65 عاما. وكان العدد الأولي للمفقودين في الحريق المميت الذي يعرف بكامب فاير نحو 230 مفقودا.واحترق أكثر من 8900 منزل ومبنى في باراديس ومحيطها وما زال نحو 50 ألفا من سكان المنطقة يخضعون لأوامر إجلاء.وفاقم من معاناة بعض الناجين انتشار فيروس نوروفيروس، وهو مرض معوي شديد العدوى، في ملجأ يؤوي نحو 200 شخص من النازحين بمدينة تشيكو القريبة.وقالت المتحدثة باسم هيئة الصحة العامة ليسا ألماجير إن من المحتمل إصابة 20 شخصا على الأقل بالفيروس.وبلغت المساحة التي أتى عليها الحريق خلال ستة أيام 135ألف فدان حتى الأربعاء رغم أن تراجع الرياح وارتفاع مستوى الرطوبة ساعدا جهود فرق الإطفاء.وقال حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون، الذي تجول هو ووزير الداخلية الأميركي رايان زينكي ومسؤولون آخرون في المناطق المنكوبة أمس الأول الأربعاء، "يبدو المكان مثل ساحة حرب. إنها ساحة حرب".جاء الحريق الذي أججه جفاف الأشجار، بعد موسمي حرائق غابات متعاقبين في كاليفورنيا، يقول علماء إن السبب الأساسي فيهما هو الجفاف المستمر منذ وقت طويل الذي يعد من آثار تغير المناخ.وتزامن ذلك مع موجة حرائق في جنوب كاليفورنيا أبرزها حريق وولزي فاير الذي قتل شخصين على الأقل ودمر أكثر من 500 مبنى وأدى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص في الجبال والتلال قرب ساحل ماليبو إلى الغرب من لوس انجليس.وقال مسؤولو الإطفاء بكاليفورنيا إنه تم احتواء هذا الحريق بنسبة 52 في المئة بحلول مساء الأربعاء.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء عناصر الإغاثة وهم يقومون بإزالة الأشجار وإصلاح السياجات على الطرق ورفع السيارات.وسمحت السلطات لأصحاب المواشي بالدخول إلى مناطق ممنوعة لفترات وجيزة لإطعام الحيوانات لكن لم يتضح متى سيسمح للمواطنين بالعودة.