[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedabdel.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]محمد عبد الصادق[/author]


في مجال الصحة، أمنت السلطنة العلاج المجاني لكافة المواطنين في مستشفيات ومراكز صحية تغطي محافظات وولايات السلطنة مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والكوادر البشرية لتقديم خدمة صحية لائقة، ويتم إرسال من تستدعي حالته السفر للخارج لتلقي العلاج، دون تمييز أو انتقاء رغم التكلفة العالية.


لم أعاصر في حياتي حاكما، أعطى وطنه وأنصف شعبه كما فعل جلالة السلطان قابوس ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي تولى الحكم وهو في ريعان شبابه، فآلى على نفسه أن يهب عمان كل ما يملك من جهد ووقت وفكر، وضرب مثالا ونموذجا للشباب في كيف يكون الانتماء وحب الوطن، ليس بالخطب والشعارات والكلمات الرنانة، لكن بالبذل والعطاء والتضحية من أجل بناء دولة قوية عصرية حديثة، من الصفر حتى أصبحت السلطنة على ما هي عليه الآن من تطور وقوة وازدهار.
وكان بناء وتنمية الإنسان العماني ديدنه وشغله الشاغل، فلم يبخل عليه بأرقى الخدمات التعليمية، وأكفأ المؤسسات والبرامج الصحية، وأعلى مواصفات إنشاء الطرق والبنى الأساسية من شبكات مياه ومحطات تحلية مياه البحر بتكنولوجيا متقدمة ومكلفة وشبكات الصرف الصحي ومحطات تنقية مياه الصرف وتوصيل هذه الخدمات إلى كافة مناطق عمان، مهما كانت التضاريس والموانع الطبيعية.
أسس جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ جيشا حديثا للدفاع عن حياض الوطن وزوده بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية النوعية والتدريب الراقي الذي شاهدنا ثماره مؤخرا من خلال المستوى المذهل للجيش العماني في تدريبات "الشموخ 2" و"السيف السريع 3"، وشرطة عصرية تعتمد على العلم والتكنولوجيا، وتحترم حقوق الإنسان وتضمن الأمن لكل من يعيش على أرض السلطنة، وبفضلها صار الإرهاب "صفرا" في عمان.
منذ تولى جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970م، وهو حريص على التواصل مع مواطنيه بشكل مباشر، فلم يكتفِ كما يفعل معظم الحكام حول العالم بالتواجد في مقرات الحكم بالعاصمة، والاكتفاء بإصدار القرارات وسن القوانين وتسيير دفة الحكم من المكاتب المكيفة، ولكنه أعاد إلى الأذهان مصطلحا إسلاميا أصيلا وهو "تفقد أحوال الرعية"، فكانت الجولات السامية التي قطع خلالها جلالته ـ أعزه الله ـ آلاف الكيلومترات وتعرف من خلالها على الأوضاع المعيشية للمواطنين على أرض الواقع، وكان يصطحب معه في هذه الجولات معظم الوزراء الخدميين "تعليم، صحة، زراعة، إسكان، تنمية اجتماعية", وعن هذه الجولات يقول جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ في أحد لقاءاته الصحفية: "أعترف بأنني أتمتع كثيرا بهذه الرحلات الداخلية التي أقوم بها في طول البلاد وعرضها، في هذه الرحلات ألتقي بالناس مواجهة وأستمع إلى مطالبهم وهم يسمعون وجهة نظري .. إنني أشعر بالألفة هنا وهم كذلك، إن تفقد أحوال الرعية شأن موجود في تاريخ الإسلام ويعد من واجبات القائد .. هناك مواطنون قد لا تسمح لهم ظروفهم بأن يطرقوا أبوابا معينة، فآتي إليهم بشكل مباشر، وإني مرتاح وأجد متعة نفسية بهذه الجولات السنوية، أجتمع فيها بأهلي، وأختلط بأنفس كثيرة، أسمع منهم ويسمعون مني، ونعطي جميعا الثمار المطلوبة، إنني أستمتع وأنا أرى أهلي يستمعون إلى توجيهات ولي الأمر ويعملون بها، من هنا تخلق ثقافة الضبط والربط التي هي سر تفاعل الرعية براعيها، هذا التفاعل هو الذي يخلق بدوره الولاء المتبادل بين الطرفين".
لم يحط ركب جلالته ـ أعزه الله ـ الرحال في أرض ـ أثناء هذه الجولات ـ إلا ونال المكان ومن يقطنون فيه الخير العميم، فلم يبخل جلالته بتلبية طلبات المواطنين بعد دراستها، فغالبا ما نتج عن هذه الجولات الميمونة مشاريع خدمية وتنموية يستفيد منها الأهالي في هذه المناطق، سواء إنشاء طرق أو موانئ أو مطارات أو مدارس ومستشفيات أو توصيل خدمات ناقصة في هذه المناطق البعيدة، دون التقيد بإدراجها في خطط وموازنات الدولة، فقد كان جلالته يأمر بتمويلها من بنود أخرى.
المتابع لنهج جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ يلحظ حرصه أن يحصل المواطن العماني على أحسن خدمة، وأن يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فنجد السلطنة من أوائل الدول الخليجية والعربية التي استخدمت الطائرات في المجال الشرطي منذ أواخر السبعينيات، واستعانت بأحدث اللنشات والقطع البحرية على مستوى العالم لحماية الشواطئ من التهريب والجريمة، وكانت من أوائل أجهزة الشرطة في المنطقة التي استعانت بالحاسب الآلي ومواكبة كافة مراحل تطوره حتى الآن.
في التعليم حققت السلطنة إنجازات مشهودة في تطوير المناهج وتدريب الكوادر التعليمية والإدارية، ويكفي أن هناك مدرسا لكل 11 طالبا، وهذا من أعلى المعدلات العالمية، وإنفاق السلطنة على التعليم من أعلى المعدلات على مستوى الدول الخليجية والعربية ويفوق المعدلات العالمية.
وفي مجال التعليم العالي وفرت السلطنة مكانا في الجامعات لمعظم مخرجات التعليم العام دون الإخلال بجودة ونوعية الخدمة التعليمية المقدمة، فأتاحت الفرصة للمتفوقين منهم للالتحاق بجامعة السلطان قابوس بالمجان، ورغم التكلفة العالية تحافظ الجامعة على المعدلات العالمية في عدد الطلبة بالنسبة لهيئة التدريس الذي يصل في بعض التخصصات إلى عضو هيئة تدريس لكل طالب، وتزويد الكليات بأرقى المعامل والمرافق التعليمية والإمكانيات الفنية اللازمة لتخريج كادر وطني قادر على المنافسة والبحث العلمي والابتكار، ووفرت بعثات داخلية وخارجية لبقية مخرجات التعليم العام حسب مجموعهم ورغباتهم.
وفي مجال الصحة، أمنت السلطنة العلاج المجاني لكافة المواطنين في مستشفيات ومراكز صحية تغطي محافظات وولايات السلطنة مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والكوادر البشرية لتقديم خدمة صحية لائقة، ويتم إرسال من تستدعي حالته السفر للخارج لتلقي العلاج، دون تمييز أو انتقاء رغم التكلفة العالية.
في العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد يحظى المواطن العماني برعاية سامية من لدن جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ جعلته آمنا على يومه مستبشرا بمستقبله، رعاية يغبطه عليها كثير من شعوب الأرض التي تعاني من غياب الأمن وانعدام الاستقرار ومرارة العيش نتيجة غياب الحكمة وسوء الإدارة.