شهد نقاشات إيجابية وتفاعلا كبيرا
انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى الابداع والمبادرات الشبابية والتي تنظمه وزارة الشؤون الرياضية في فندق الميلينيوم بالمصنعة ويستمر حتى ظهر اليوم ويتخلله جلسات حوارية وورش عمل جميعها تنصب في المبدعون والمبادرون، حفل الافتتاح كان برعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وبحضور معالي الشيخ سعد بن محمد السعدي وزير الشؤون الرياضية وعدد من أصحاب السعادة والمدعوين.
الجدير بالذكر ان الملتقى يشهد مشاركة 120 شابا وشابة من عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية، على أن يختتم الملتقى اليوم ويشهد اليوم الثاني من الملتقى جلسة حوارية مفتوحة تحت عنوان البيئة الملائمة للإبداع، ليختتم الملتقى بإعلان وزارة الشؤون الرياضية عن البرامج الجديدة وتوزيع الشهادات للمشاركين.

دور الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

وكانت الجلسة الأولى في الملتقى تحت عنوان دور الجهات الحكومية في دعم الابداعات والمبادرات الشبابية، والتي قاد فيها الحوار راشد السعدي وأول من حاور فيها الشيخ صلاح بن هلال المعولي مدير عام بالهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث تحدث المعولي عن دور الهيئة في دعم الابداعات والمبادرات والفرص التي تقدمها الهيئة ومؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة استغلال الفرص التي تقدمها الجهات الحكومية بشكل عام وتطبيقها في أفكار ابداعية، وتناول الشيخ صلاح المعولي في حديثه عن ضرورة أن تكون هناك رؤية سليمة وتخطيط صحيح حتى يكون المشروع ناجحا، فغياب هذا العاملين فإنه قد يأثر على السير للمشروع، كما أن المتفرغ للمشروع يعطي نسبة نجاحه أكبر عن ذلك الشخص غير المتفرغ، كما أنه الشخص الذي يريد بأن ينجح مشروعه لا بد أن يكون لديه الحماس في العمل والدراية بالعمل الذي يقوم به وأيضا الرغبة الكبيرة التي يريد أن يحققها الشخص نفسه في هذا العمل.

مجلس البحث العلمي

وفي الورقة الثانية من الجلسة الأولى قدم عبدالله بن سالم المحروقي مدير الاتصالات بمجلس البحث العلمي ورقة بعنوان مجلس البحث العلمي (السياسات والبرامج) والتي تحتوي الورقة على رؤية صاحب الجلالة للبحث العلمي ومهام مجلس البحث العلمي ومفهوم البحث العلمي واستراتيجية البحث العلمي والبرامج البحثية والبرامج الابتكارية ومسابقة البيوت الصديقة للبيئة والبرامج والمشاريع المساندة، وتناول المحروقي استراتيجية البحث العلمي والتي تتمثل في نقل المعرفة واكتساب القيمة وتحقيق التميز البحثي وبناء السعة البحثية وإيجاد البيئة المحفزة، أما عن البرامج البحثية العامة فهي برنامج دعم التكيف نحو التنمية المستدامة والمنح البحثية المفتوحة ودعم مكافآت الباحثين، وفيما يتعلق بالبرامج الابتكارية فقد أشار عبدالله المحروقي إلى أن هناك برامج ابتكارية ممثلة في برنامج دعم الابتكار الصناعي وبرنامج دعم الابتكار التعليمي وبرنامج دعم ابتكارات الافراد والمجتمع وبرنامج دعم الابتكار الاكاديمي.

دور وزارة الشؤون الرياضية

وتحدث بعد ذلك خليفة بن سيف العيسائي مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الشؤون الرياضية وكانت الورقة التي قدمها العيسائي في الجلسة تحت عنوان دور وزارة الشؤون الرياضية في دعم الإبداع والمبادرات الشبابية (برامج وأنشطة للمبدعين والمبادرين) حيث تحدث العيسائي عن تطلعات وتوجهات الوزارة والتي تهدف إلى نشر الرياضة وممارستها والاهتمام بالجانب الشبابي والثقافي والاجتماعي للمؤسسات الرياضية، وإتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم المختلفة التي تلبي ميولهم المتنوعة، إضافة إلى تهيئة المناشط الشبابية وتوسيع مجالاتها لاستيعاب فئات الشباب والاستفادة المثلى من طاقاتهم واستثمار أوقات فراغهم في خدمة المجتمع، وأيضا توفير المناخ والبيئة الرياضية والاجتماعية المناسبة التي قد تنتج عنها مواهب وإبداعات تعود بالنفع على المجتمع. كما تطرق العيسائي إلى البرامج التي تنفذها وزارة الشؤون الرياضية خلال العام الجاري والتي جميعها تهدف إلى استغلال طاقات الشباب وصقل مهاراتهم وهواياتهم وهذه البرامج هي مسابقة الأندية للإبداع الشبابي وبرنامج شبابي وبرنامج معسكرات شباب الأندية وبرنامج صيف الرياضة وبرنامج شجع فريقك وأخيرا ملتقى الإبداع والمبادرات الشبابية، حيث ويهدف برنامج إبداعات شبابية إلى تحقيق عدد من الأهداف من أهمها العمل على تطوير العمل الشبابي المؤسسي لتشجيع واستقطاب المجيدين والمبدعين في مختلف الأنشطة الشبابية وتنمية قدراتهم وتمكين شباب الأندية من التفاعل مع مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية وربطها بقضايا المجتمع .
أما برنامج شبابي فيهدف إلى تعزيز روح المواطنة والانتماء ورفع المستوى الاجتماعي والثقافي والفني لأبناء المحافظات وتنمية قدرات الشباب، من خلال الأنشطة المختلفة، وأيضا صقل المواهب الرياضية وتعزيز العلاقات الاجتماعية وغرس الثقافة والعادات الاجتماعية التي من شأنها زيادة الوعي لدى قطاع الشباب، فيما يهدف برنامج معسكرات شباب الأندية إلى توفير بيئة ملائمة للشباب للتعارف وتبادل الخبرات والتأثير الإيجابي على سلوكياتهم وتعزيز روح العمل الجماعي وإذكاء قيمة التضامن والتآزر من خلال خدمة الفرد لمجتمعه، وتلبية الاحتياجات الأساسية للشباب من تعلم وترفيه وإكساب المهارات الحياتية والاجتماعية، وأيضا تكريس قيم العمل التطوعي لدى الشباب استثمار طاقاتهم وغرس قيم التعاون في نفوسهم. ويهدف برنامج صيف الرياضة إلى توسيع ونشر ثقافة الممارسة الرياضية لدى مختلف فئات المجتمع، ورفع مستوى الوعي بأهمية ممارسة الرياضة، وتحسين مؤشرات الصحة واللياقة البدنية العامة لدى مختلف الفئات وشرائح المشاركين، وإكساب المشارك مبادئ العادات الصحية السليمة عن طريق تعليمه وممارسته المبادئ الصحية الأساسية، أما برنامج شجع فريقك فيهدف إلى توفير أجواء رياضية تنافسية بين شباب الفرق، وإيجاد علاقة وطيدة بين الأندية والفرق الأهلية وإتاحة الفرصة للمواهب والمجيدين لرفد فرق الاندية الرياضية ومنها للمنتخبات الوطنية، إضافة إلى تشجيع الأندية لوضع ضوابط ولوائح تنظم الأنشطة الرياضية المنفذة للفرق الأهلية، وأيضا إبراز دور القطاع الخاص والشخصيات الرياضية الداعمة، وأخيرا برنامج ملتقى الابداعات والمبادرات الشبابية حيث بلغ عدد المشاركين 120 شابا وشابة يمثلون الجهات التالية الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة الأندية للإبداع الشبابي ومؤسسات التعليم العالي واللجنة الوطنية للشباب ومؤسسات المجتمع المدني والأندية الرياضية وأصحاب المبادرات الشبابية.

نقاشات ايجابية

بعد الانتهاء من تقديم أوراق العمل للمتحدثين الثلاثة فتح باب النقاش من قبل الحضور والمشاركين وكان السؤال الاول موجها للشيخ صلال المعولي والذي تساؤل فيه السائل عن الكيفية التي تعملها الهيئة على توازن بين المشاريع والفرص التي تقدمها الهيئة ويتقدم لها الشخص نفسه وخاصة بأن المشروع قد ينجح وقد يفشل، فكان جواب المعولي بأنه لا بد من أن يكون هناك ثقافة الفشل مثل ما يكون هناك ثقافة النجاح، كما أن المبدع أو المبادر والذي يريد أن يؤسس مشروع له لا بد بأن يكون الشخص نفسه أن يدرس المشروع دراسة جيدة ومتأنية قبل الشروع في التنفيذ ولا يدع في نفسه مجالا للخوف لأنه لا بد له بأن يتوقع حدوث أي شيء في جميع الاحوال، أما السؤال الثاني لعبدالله المحروقي والذي كان يسأل فيه السائل عن دور مجلس البحث العلمي في نشر افكار المبدعين ومساعدتهم في مشاريعهم فكان جواب المحروقي بأن المجلس أوجد منهج الابتكار الاكاديمي في المدارس وآخر في الجامعات، كما أن براءة الاختراع قد لا تصلح لجميع المشاريع والسبب يعود إلى أن فكرة المشروع قد تكون موجودة سابقا وليست حديثة، كما أن المشروع لا بد أن يحمل حقوق الملكية الفكرية لكي يحقق فائدته، وفي سؤال وجه لخليفة بن سيف العيسائي ممثلة وزارة الشؤون الرياضية عن ماذا أنتجت هذه البرامج الشبابية التي تقدمها الوزارة ليجيب عليه العيسائي بأن هذه البرامج عملت حراكا واسعا في شرائح المجتمع كما أن هؤلاء الابداعات والطاقات مثلت وستمثل السلطنة في المشاركات الخارجية سواء كانت على المستوى الخليجي أو على المستوى الآسيوي، كما أن الملتقى اتاح الفرص لهؤلاء المبدعين والمبادرين لعرض تجاربهم وأن يكونوا محل الاهتمام الكبير.
وفي سؤال لاحد المشاركين عن دور مجلس البحث العلمي في تبني البرامج البحثية المختلفة في جميع المجالات ليجيب عنها المحروقي بأن هناك برامج بحثية مختلفة تقدم لها الدم ولكن هذه البرامج تخضع لشروط معينة لا بد من الالتزام بها وعدم الخلل في موضوعها، كما أن المجلس يتيح الحرية للجميع في الابتكار الفردي، بغرار الابتكار الجماعي والذي يفضل أن يضمن معه في البحث الهيئة أو الجهة التي تختص بموضوع البحث نفسه.

تسويق الهيئة

وجه عدة مشاركين سؤالهم للشيخ صلاح المعولي يتحدثون فيه عن دور الهيئة وما هو العمل والتسويق التي تقوم به، ليجيب عليهم المعولي بأن التسويق للهيئة موجود ولا يعتقد بأن الهيئة مقصرة لأنه يوجد بها دائرة مختصة في الاعلام وغيره، ولكن طالب الشباب بالمبادرة وعدم الانتظار من قبل الشباب نفسهم مبادرة الهيئة، فالمحتاج سيسعى لحاجته حتى يحصل عليها ولا بد من الشباب المبادرة بأنفسهم وأن يبحثوا في الجهات المختلفة.

فجوة لا بد من سدادها

وفي مداخلة من راعي الحفل معالي الدكتور عبدالله الحراصي أشار فيها إلى أن هناك فجوة بين الشباب وبين الجهات الحكومية أو الخاصة والتي تتمحور حول بأن الشباب يرون بأن الهيئات والجهات لا تروج عن فعالياتها وفرصها والخدمات التي تقدمها الجهة نفسها، في حين بأن الجهات تؤكد بأنها دائما ما تسلط الضوء على الاعلام وتعلن عن خدماتها والفرص التي تقدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتساؤل معالي الدكتور عبدالله الحراصي هل الموضوع يتعلق بالطريقة التي نصل بها إلى الشباب وتقديم المشاريع الموجودة لهم، أم هل هناك طريقة لتعزيز الاعلام الحديث؟، ليؤكد الحراصي في ختام مداخلته بأنه لابد أن يدرس بتعمق أين مكمن هذه الفجوة، وما هو السبب لهذه الفجوة؟

ارتفاع وعي الشباب

قدم معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي إشادته للشباب بعدما لاحظ ارتفاع الوعي لدى الشباب وارتفاع الوعي بقضاياهم وسبل الحل لهذه القضايا، كما أشاد الحراصي بالروح الوطنية الوثابة لهؤلاء الشباب وصناعة مستقبل متقدم ونام في هذا الوطن، مؤكدا في الوقت نفسه بأن هذا الوطن هو ملك لشبابه الذي سيشكلون مستقبله والواعي الذي لاحظناه في هذا الملتقى سيشكل ضمانه بأن هذا المستقبل لهذا الوطن سيكون مستقبل نامي، وأبدى رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون سعادته الكبيرة بافتتاح هذا الملتقى، وأضاف بأنه لا شك بأن هذا الملتقى بورشه وبالنقاشات التي تتم فيه سوف تلقي الضوء على كثير من القضايا التي تهم الشباب والتي تدفع في التعامل مع قضايا الشباب في مختلف الجوانب.

قضية مهمة

وقد أوضح الحراصي بأن الجلسة الأولى من الملتقى ناقشت فضية مهمة وهي عن دور الجهات الحكومية في دعم الشباب، وأضاف معالي الدكتور بأن المتحدثين كانوا من جهات حكومية مختلفة وعرضوا الخدمات التي تقدمها كل جهة للشباب، من جانب آخر فإن الحضور كانوا من فئة الشباب والذين قالوا بأن هذه الخدمات والبرامج لا تصل الينا ليؤكد الحراصي بأن هنا هو المقصود بالفجوة، وتابع الحراصي بأنه من الواضح بأن هناك فجوة ولم أقصد بالفجوة بان هناك جانبا مخطئا ولا بد أن يصلح خطأه وما أردته هو أنه علينا أن ندرس الوضع دراسة متعمقة وواضح بأن الوصول للشباب وحلقة الوصل بين الشباب والجهات الحكومية أو الخاصة تعتريه فجوات ومن الواضح أن هذه الفجوات لا بد من دراستها حتى يصبح التفاعل أكبر ودائما وواضحا ليستطيع الشباب الوصول إلى ما هو متوفر لديهم، وأشار الحراصي الى أنه لربما الاعلام على الرغم من أن القنوات الاعلامية سوى المسموعة أو المتلفزة تقدم برامج متنوعة وخاصة وتخدم شريحة الشباب ومع ذلك لم توصل الرسالة لذلك لا بد من دراسة هذه الوضع دراسة متأنية ومسؤولة حتى يصبح الشباب قادرين على معرفة التواصل بينهم وبين الجهات الاخرى .

اهتام متواصل

من جانبه فقد أوضح معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي بأن هذا الملتقى يأتي تواصلا من وزارة الشؤون الرياضية لاستهداف فئة الشباب وتفجير الطاقات الابداعية التي يمتلكها فئة الشباب، وأضاف معالي الشيخ بأن الوزارة دائما ما تطرح برامج مختلفة ومتنوعة تنصب في فئة الشباب بمختلف شرائحه والتي دائما ما عملت حراكا واسعا في مختلف المجتمعات، كما ثمن معاليه الطاقات التي يمتلكه المبدعون والمبادرات والتي سيستفيد منها المجتمع بلا شك في تطوير المجتمع والسلطنة بشكل عام.