وقد غطى الإعلام من هذه النماذج العديد باعتبار أن "الختيارية" من الرجال فئة الــ(+50) ما هم إلا مغفلون يستحقون الرأفة والإنقاذ مما وقعوا فيه من "أفخاخ مغفلين" منصوبة لهم من قبل أجمل الشابات من اللائي لا يجدن ما يشبعن به خيلائهن وتعطشهن للتظاهر بسوى استغفال الأغنياء من الرجال، أي هؤلاء الرجال الذين إذا "سعلوا" فإنهم يسعلون مالا.
[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedaldaamy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]أ.د. محمد الدعمي[/author]
لم يعد من الممكن التسامح مع "آفة المحاكاة" العمياء التي تنخر في لب ثقافتنا العربية الإسلامية على نحو صامت وبطيء، درجة أن لا يتم رصد حالاتها بسرعة ومعالجتها على نحو مبكر يسمح باستئصال شأفتها.
للمرء أن يعلن ذلك بعد ما تم رصده من أعداد لا بأس بها من حالات "التشبيك" على رجال وأحيانا، نساء من كبار السن بتدبير شابات مراهقات وشبان يافعين يجرون وراء كسب المال بأية طريقة، وإن كانت لا شرعية، للأسف.
أزعم أن هذه حال محاكاة سلبية، نظرا لشيوعها في العالم الغربي، وفي الولايات المتحدة على نحو خاص، إذ يتم استمكان كبار السن من "الصيادات" المعنيات في سبيل اصطيادهم، كنوع من حرفة غدت شائعة: إذ تعرفك من تصطاد برفيقها من "الإكبارية"، بالقول: "أعرفك بــ"بابا السكري" Sugar dad بمعنى أنه ضحيتها فقط من أجل تغطية نفقاتها من ملابس ومواد تجميل و"كوافيرات"، ناهيك عما تطلبه من هذا "الختيار" من دعوات من أغلى المطاعم وأرقى الفنادق و"كازينوات" القمار والــ"روليت"، ومضامير سباقات الخيول، على سبيل محاباة خيلائها ومغازلة أنوثتها والتباهي بما هو ليس منها ولا فيها من ثروات، وأموال. وقد غطى الإعلام من هذه النماذج العديد باعتبار أن "الختيارية" من الرجال فئة الــ(+50) ما هم إلا مغفلون يستحقون الرأفة والإنقاذ مما وقعوا فيه من "أفخاخ مغفلين" منصوبة لهم من قبل أجمل الشابات من اللائي لا يجدن ما يشبعن به خيلائهن وتعطشهن للتظاهر بسوى استغفال الأغنياء من الرجال، أي هؤلاء الرجال الذين إذا "سعلوا" فإنهم يسعلون مالا.
وتنطبق ذات الحال على ما طفا فوق السطح (الإعلامي) من عمليات استغفال لــ"ختيارات" على أيدي شبان يافعين أقوياء، حري بهم الخدمة في الجيش، ولكنهم فضلوا السحت الحرام من خلال استدراج العجائز الغنيات اللائي يرغبن بإشباع ما بقي بهن من شبق الأعوام الخوالي ومن رواسب الرغبة الناضبة. بل إن الأنكى هو ظهور صيادين لهذا النوع من كبيرات السن، عبر البحار، إذ أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي قنوات تمكنهم من نصب "أفخاخ للمغفلات" كذلك. هن قد لا يظنن بأنهن مغفلات بهذه الدرجة من السذاجة، ولكن ربما كن ممن فاتهن "قطار العمر"، ويرغبن بإنفاق أموالهن على ما لم يفزن به وما لم يشبعن منه من ملذات "العشرة" والتعاشر، وغالبا ما يسقطن في أفخاخ شبان يحترفون صيد واستغفال هذا النوع من "المتصابيات" للحصول على أموالهن، أو لخداعهن ووعدهن بالاقتران الرسمي (زواجا) حال معاونتهن إياهم للهجرة إلى بلدانهن، كأميركا أو كندا أو أستراليا أو سواها من الدول الغنية. لذا، تنشغل المحاكم المدنية هناك بالكثير من حالات الطلاق، بل وحتى الجرائم بسبب طلبات الطلاق المقدمة من هؤلاء الشبان الذين ما يلبثون أن يطلبوا التفريق للخلاص من كبيرات السن المتورطات.