إسلام أباد ـ وكالات: قال مسؤولون باكستانيون إن الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير والمحكمة العليا كثفا الجهود أمس لحل الأزمة السياسية ، بعدما احتل محتجون مناهضون للحكومة مبنى التليفزيون الرسمي لمدة قصيرة.
كان آلاف المحتجين قد توجهوا في وقت سابق إلى مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء نواز شريف وطالبوا باستقالته ،وقابلتهم الشرطة على بعد كيلومتر واحد من مقر الإقامة.
وانفصلت مجموعة من حوالي ألف محتج عن المسيرة الرئيسية وفي مقدمتها السياسي المعارض عمران خان وعالم الدين الباكستاني الكندي طاهر القادري واقتحمت مبنى التليفزيون الباكستاني.
وقال مدير التليفزيون الباكستاني ،آثار فاروق، إن المحتجين المسلحين بالهراوات دمروا المعدات في الغرفة المركزية لبث الأخبار وفي مكتب التحكم الرئيسي.
كما قال وزير الإعلام بيرفيز رشيد إن جنود الجيش الباكستاني أخلوا المبنى من المحتجين ، ما أتاح إعادة البث بعدما توقف 40 دقيقة.
وبعد ذلك بقليل ، بدأ قائد الجيش الجنرال رحيل شريف اجتماع طوارئ مع شريف.
وقال المعلق السياسي مظهر عباس إنه من الممكن أن يمثل هذا الاجتماع "مسألة حياة أو موت".
وحطم المتظاهرون منشات للشبكة وازالوا صورا لرئيس الوزراء نواز شريف. وبعد نصف ساعة قام الجيش الذي يتقرب إليه المتظاهرون مع عناصر شبه عسكريين باخراج المتظاهرين دون مواجهات من المقر حيث استؤنف البث بشكل طبيعي.
وتشهد العاصمة اسلام اباد منذ اواسط اغسطس تظاهرات لمعارضين بزعامة عمران خان نجم الكريكت السابق والداعية طاهر القادري للمطالبة باستقالة شريف.
ويزعم المعارضون ان انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم ان مراقبين محليين واجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.
واتسمت التظاهرات بالسلمية حتى مساء السبت عندما دعا الزعيمان المعارضان مؤيديهما الى التوجه الى مقر رئيس الوزراء القريب من الحي الذي يضم السفارات الرئيسية.
وامام توافد الاف المتظاهرين، لجأت الشرطة للمرة الاولى الى الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وأوقعت هذه المواجهات التي لا تزال مستمرة الاثنين في وسط اسلام اباد ثلاثة قتلى على الاقل وقرابة ال500 جريح من بينهم مئة امراة وطفل، بحسب الاجهزة الصحية.
وفي بلد يحفل تاريخه بالانقلابات، يشتبه المحللون في ان يكون العسكريون وراء تحرك خان والقادري بغية اضعاف شريف تمهيدا لاحداث فوضى تستدعي تدخلا قويا من الجيش.
وياخذ الجيش على شريف بحسب هؤلاء المحللين التاخر قبل اطلاق عملية عسكرية في يونيو ضد معاقل حركة طالبان في شمال وزيرستان، ومحاولته للتقرب من الهند ومحاكمة الجنرال برويز مشرف بتهمة "الخيانة العظمى" وهو ما يشكل سابقة في تاريخ باكستان.
ميدانيا، يشيد المتظاهرون بالجيش الذي يحمي المباني الرئيسية في وسط المدينة لكن دون ان يتدخل في المواجهات، كما يدعون العسكريين الى حسم الموقف لصالحهم.
وقالت احدى المؤيدات لطاهر القادري والتي تخيم منذ أسبوعين في العاصمة "نتوقع مساعدة من الجيش فنحن نؤمن به. وان شاء الله سينقذنا الجيش اذ سيتدخل لصالحنا".
من جهته، صرح القادري "اهنئكم على احترامكم لتوجيهات الجيش" حول إخلاء مقر التلفزين.
وعقد قادة الجيش اجتماعا في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي القريبة من إسلام اباد أصدروا في ختامه بيانا قالوا فيه انهم "وإذ يجددون تأكيدهم على دعمهم للديموقراطية" فانهم تباحثوا خلال الاجتماع "بكثير من القلق في الأزمة السياسية الراهنة والمنحى العنيف الذي اتخذته".
وسبق أن قام الجيش الأسبوع الماضي بدور "الوسيط" في الأزمة لكن دون تحقيق نجاح اذ اشترط المعارضة استقالة شريف وهو ما رفضته الحكومة.