[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
في سنة 1909م ظهرت (الزهور) وأصدرها نسيم يوسف سومخ ورشيد أفندي الصفار، وبين السنوات 1924-1928م صدرت المصباح مجلة شهرية أدبية علمية ترأس تحريرها ابن سمول و(الحصاد) صدرت 1929-1939م وترأس تحريرها أنور شاؤول وهي أسبوعية، إضافة إلى (البرهان) و(الميثاق) و(العصبة) و(بريد اليوم).
ومع أن اليهود عملوا قليلًا في السياسة بسبب وضعهم الخاص، فقد نظموا عدة صحف يومية صدرت هناك باسم المسلمين مثل صحف (الشعب) و(الحوادث) و(الزمان) و(العراق) و(الأهالي) وغيرها ومن بين الصحفيين اليهود: منشي زعرور، نعيم طويج، سليم الباسون، وجاك شاؤول وماكس داني وآخرون.
أما من حيث المبدأ فيمكن القول بأن أي روح صهيونية لم تكن سائدة أو مؤثرة بين يهود العراق إلا بعد سنين عديدة من بداية القرن العشرين (صادق السوداني النشاط الصهيوني في العراق ص31). وهذا ما دفع بقيادة الحركة الصهيونية إلى تكثيف نشاطاتها وتوسيع رقعة تحركها مستفيدة من المستوى التعليمي المتقدم، الذي بدأ يركز على الجالية اليهودية منذ عدة عقود قبل نهاية القرن التاسع عشر، ولهذا نجد أن هناك صهاينة نشطين برزوا من بين صفوف يهود العراق وأشرنا إلى بعض أسمائهم، وفي بداية الحرب الأولى طلب كل من أهرون ساسون وبنيامين ساسون بصورة تحريرية من المنظمة الصهيونية العالمية تخويلهما تشكيل جمعية في العراق فرعاً لمنظمة الكيرن كمث الصهيونية (وهي كلمة عبرية تعني الصندوق القومي اليهودي) إلا أن مكتبها الرئيس في كولون طلب منهما إرجاء ذلك لحين استكمال إنشاء فرع المنظمة في الأستانة. ولكن بقيا على اتصال مع كولون يتسلمون المطبوعات ويديمون الصلة مع ما يستجد من أفكار وتوجيهات.
أما في البصرة فقد بدأ الاهتمام بالصهيونية قبيل الحرب العالمية الأولى، إلا أن أول اتصال بالحركة الصهيونية من قبل اليهودي (اسحاق) كان في آذار/مارس 1913م حين وصلته نشرات ورسالة وكتب وأدبيات صهيونية واستفسار من برلين، حيث كان هناك مركز للصهيونية عما إذا كان هناك استعداد لفتح جمعية صهيونية في البصرة، وكون إسحاق بن إسحاق أهرون مجموعة صهيونية صغيرة ضمت حوالي عشرة أشخاص باشرت نشاطها في آب/ أغسطس 1913م وخمد النشاط الصهيوني أثناء الحرب، ولم يستعد نشاطه إلا في عام 1919م.
ولم يلبث النشاط الصهيوني الذي تجمد أثناء الحرب بسبب ظروفها وملابساتها، إن عاد ثانية بعدها، فعاد الاتصال بين صهاينة العراق والمؤسسات الصهيونية في الخارج إلى ما كان عليه سابقاً، ففي رسالة لأهرون ساسون، الذي زار فلسطين في أواخر 1918م إلى مسؤول صهيوني في يافا في نيسان/أبريل 1919م جاء فيها (أننا نتشرف بإعلامكم بأن الفكرة الصهيونية قد رسخت جذورها في قلب كل واحد من أبناء طائفتنا، وتلبية لطلب الجمهور فقد قررنا أن نؤسس هنا جمعية صهيونية حتى لا يكون نصيبنا في مساعدة الشعب أقل من نصيب بقية إخوتنا، ومساعدة أولئك الراغبين في الهجرة إلى البلاد بهدف الاستيطان وإحياء اللغة العبرية في أوساط شبان طائفتنا في العراق التي يربو عددها على المئة ألف، وطلب إعلامه عن مستلزمات تأسيس الجمعية.
في سنة 1920م وزعت 400 شيكل "شهادة تمنح لمن يدفع بدل الاشتراك في المنظمة الصهيونية العالمية، على أعضاء الجمعية في بغداد" وفي عامي 1922-1923م، أرسلت إلى العراق ما لا يقل عن 5000 (شيكل). وقد ازداد جمع الأموال بعد الزيارة التي قام بها مبعوث الصندوق التأسيسي اليهودي "كيرن هايسود" في عام 1923م وهو بن يسرائيلي، وقد استقبل من قبل الملك فيصل الأول، وحصل على ترخيص رسمي بتنظيم جباية لصالح الصندوق التأسيسي وكان بن تسيون يسرائيلي، قد قام بنقل شتلات النخيل من العراق إلى فلسطين.