اسلام اباد ـ وكالات: ألقى البرلمان الباكستاني بثقله خلف رئيس الوزراء نواز شريف أمس وسط أزمة سياسة متصاعدة فجرتها احتجاجات تطالب باستقالته, فيما تعرض معسكر المحتجين لضربة جديدة باستقالة رئيس حزب حركة الانصاف الباكستانية التي ينتمي إليها القيادي في الحراك الميداني عمران خان, معزيا استقالته بسبب التنسيق الذي يقوده عمران مع قيادات الجيش والمخابرات من أجل الاطاحة بنواز شريف.
من ناحية أخرى قال عمران خان إنه سيلتقي سياسيا محافظا يسعى منذ بدء المواجهة للوساطة بينه وبين الحكومة وذلك في خطوة ربما تشير إلى تخفيف موقفه.
وعقد شريف الذي يتمتع بأغلبية كبيرة في البرلمان جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان بينما يسعي لتأكيد سيطرته التامة على مقاليد الحكم وذلك بعد أكثر من أسبوعين من تفجر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومته.
وذكر مكتب شريف أن البرلمان سيكون منعقدا طوال الاسبوع للسماح لجميع الأعضاء بالتعبير عن آرائهم. وتحدث عدد من السياسيين في اليوم الأول من الجلسات وعبر معظمهم عن تأييده المطلق لشريف.
وقال وزير الداخلية تشودري نزار للبرلمان "هذا ليس احتجاجا أو اعتصاما أو تجمعا سياسيا .هذا تمرد. تمرد ضد مؤسسات الدولة وتمرد ضد دولة باكستان."
وأضاف "التوجيه الواضح من هذا البرلمان سيمنح الشرطة قوة... ليسوا ثوريين.. إنهم دخلاء وإرهابيون."
وقال اعتزاز أحسن من حزب الشعب الباكستاني المعارض "كما قلتم.. لن تستقيل. ليس بمقدور أحد أن يجبركم على الاستقالة. البرلمان كله معكم."
ولم يتحدث شريف الذي كان يرتدي الزي الباكستاني التقليدي وأخذ يدون ملاحظات ويستمع للمتحدثين. وقال متحدث باسم شريف إنه قد يتحدث في وقت لاحق خلال الأسبوع بعد أن يلقي كل النواب كلماتهم حسب الترتيب الأبجدي لأسمائهم.
وفقد حزب المعارض عمران خان الذي يطالب باستقالة الحكومة إحدى ركائزه عندما وقف رئيسه امام البرلمان ليقول ان البرلمان وحده قادر على حل الازمة السياسية التي تتخبط فيها باكستان، ثم يعلن استقالته.
ويعتصم انصار عمران خان زعيم حركة الانصاف الباكستانية المعارضة وحليفه محمد طاهر القادري الامام الباكستاني الكندي، منذ 15 اغسطس في وسط العاصمة الباكستانية مطالبين باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف وحكومته لكن التظاهرات تحولت الى مواجهات نهاية الاسبوع الماضي.
وكثف رئيس حركة الانصاف الباكستانية جواد هاشمي وهو من الشخصيات السياسية التي تحظى باحترام كبير، خلال الأيام الأخيرة الانتقادات تجاه حزبه حتى انه تخطى الاعتصام أمام البرلمان ليخطب في النواب.
وقال هاشمي قبل اعلان استقالته "اقف هنا امام المجلس لاقول ان وحده الدستور والنظام البرلماني... يمكن ان ينقذا البلد" واضاف "فقط عندما يصبح البرلمان برلمانا حقيقيا سيحل مشاكل الشعب وسيحظى باحترامه".
وقد أعلنت حركة الانصاف الباكستانية وهي ثاني حزب معارض، قبل اسبوعين استقالة كل نوابها من البرلمان لكن رئيس البرلمان لم يقبل تلك الاستقالة خشية ان يكون النواب ارغموا على ذلك من طرف حزبهم.
وقال هاشمي "استقيل بمحض ارادتي واعود الى الشعب".
واتهم هاشمي عمران خان بتنسيق عملياته مع الجيش من أجل الإطاحة بحكومة نواز شريف عبر الشارع.
وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار أمس في حين تجتمع الاحزاب من أجل ايجاد حل للأزمة، "هذه ليست تظاهرة أو تجمعا سياسيا، إنه تمرد على باكستان انه تمرد على مؤسسات الدولة".