[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يسقط سهوا اعتراف إسرائيلي بأن "النصرة" من عظام الرقبة وهي الأقرب إلى إسرائيل من الرئيس بشار الأسد .. إنه كلام موزون جدير بالانتباه والقراءة، وجدير بأن يؤكد لنا ما ذهبنا إليه سابقا وحاليا وما سنذهب إليه في المستقبل من أن كل من يقاتل سوريا والعراق بل جميع التنظيمات المسلحة الإرهابية ولادة إسرائيلية أميركية غربية.
هذا الإيمان ليس مجرد تصور، إنه من باب معلومات المعلومات، ومن باب القراءة المنطقية حقيقة .. كل من يعادي سوريا إسرائيلي بالنتيجة، وهو بتوقيع إسرائيل سواء قبل أم لم يقبل، وأعتقد أن تلك التنظيمات تتباهى اليوم بهذا الانتماء الذي يوضح هويتها، وخصوصا تلك الإسلامية منها، التي لبست لبوس الإسلام واتخذته تجارة رابحة، فيما تعقد الصفقات الخارجة عن كل دين من أجل تخريب وطن بحجم سوريا، ومحاولة اقتلاع قيمة حضارية عنوانها سوريا.
لم يكن كلاما غريبا أو مفاجئا ما قاله الإسرائيليون عن النصرة وما سيقولونه غدا عن "داعش" وما ستكتشفه الأجيال الصاعدة التي تورطت مع كل تلك التنظيمات من رأسها المدبر هو العقل الصهيوني، وحاميها هو الأميركي، وممولها هو العربي. ليس في هذا التفنيط غرابة، فمعجم المؤامرات على الأمة مليء بالمعاني التي تكشف ذلك. وبات معروفا، أن هذا الجمع المتآمر على الأمة على تنسيق دائم، ومتفق مع بعضه على تقاسم الأدوار وتأمين متطلباتها.
ولا نكتشف جديدا لو قلنا إن في صلب وجود العدو الصهيوني وجوهره ما كان أبعد من فلسطين، ولهذا السبب نفهم ما تفهمه قوى الممانعة من أن الصراع معه قومي وجودي لا يجوز التنازل عنه بأي شكل من الأشكال. إن فهم تلك المعادلة يؤمن استحالة الانكسار أمامها، ولهذا يتعثر المشروع الصهيوني رغم أنه يبرز تنظيمات من هنا وأخرى من هناك كي تطيل بعمره، ويحاول هذا العدو ومن معه من أميركي وعربي وغربي بكل اليأس الذي يضربه، أن يولد المؤامرة تلو الأخرى لتحقيق أهدافه في النهاية .. ويقينا فهو لن يصل إلا إلى نهايته، فبعد هزيمته في العام 2006م، ومن ثم عدوانه الفاشل على غزة، سيكون أمامه أن يتأمل نهايته .. فهو كلام ليس من اختراعنا، قرأناه عند اليهودي الأميركي هنري كيسنجر الذي أكد أن نهاية إسرائيل لن تتعدى العام 2020 إضافة إلى تقارير أميركية وروسية وكلها تشير إلى أن تلك النهاية لن تتجاوز العام 2022، وإذا ما رجعنا إلى خطاب هام ألقاه رئيس وزراء إسرائيل المتوفى مناحيم بيجن عقب اجتياح جيشه لبنان عام 1982م والذي قال فيه إن إسرائيل سترتاح 40 سنة وبعدها ستتغير الأحوال نكون تحديدا أمام العام المشار إليه أي 2022م.
هذا العمر الافتراضي للكيان الصهيوني، يعطي الأمل بأن ملحقات هذا الكيان ستذهب معه .. لكن ذلك لا يعني الصبر على الظواهر الإسرائيلية بأشكالها التنظيمية التي تسعى إلى حرق المجتمعات العربية سيقف عند حدود التأمل، بل كلنا على ثقة أن دولتي العراق وسوريا ستقبران تلك الظواهر في جذورهما، وهو قد بدأ وسنجد له تواجدا في الميدان.
تكشف "النصرة" عن وجهها الصهيوني، وغدا تكشف "داعش" وبقية التنظيمات، لنعرف كما كان ملحا وحاسما ما فعله الرئيس الأسد في مقاتلة تلك الظواهر المجرمة منذ أول رصاصة أطلقت عليه ولم تكن طائشة، بل مسددة الهدف.