موسكو ـ عواصم ـ وكالات: عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس خطة لحل الازمة في اوكرانيا مؤلفة من سبع نقاط معربا عن الامل في التوصل الى "اتفاق نهائي" بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا الجمعة.
وقال بوتين في تصريحات أوردتها محطة "روسيا 24" خلال زيارته منغوليا "لقد وضعت بعض الأفكار، خطة عمل" لتسوية النزاع في اوكرانيا مضيفا انه يجب قبل كل شيء "وقف العمليات الهجومية" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق اوكرانيا.
وقال بوتين انه يجب اولا "وقف الهجمات" التي يشنها الجيش الاوكراني والمتمردون الموالون لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق).
واقترح بوتين ايضا سحب القوات المسلحة الاوكرانية الى مسافة كافية لوقف القصف المدفعي على القطاعات الواقعة في منطقة النزاع وانشاء الية مراقبة دولية لتطبيق وقف اطلاق النار ووقف استخدام الطيران ضد المدنيين.
والنقاط الثلاث المتبقية تنص على تبادل الاسرى "دون شروط مسبقة" وفتح ممرات انسانية للاجئين وتسليم المساعدات الانسانية في شرق اوكرانيا وارسال معدات لإعادة اعمار البنى التحتية التي دمرتها المعارك الى المنطقة.
واضاف "اعتقد انه يمكن التوصل الى اتفاق نهائي بين السلطات الاوكرانية وجنوب شرق اوكرانيا في الخامس من سبتمبر خلال اجتماع مجموعة الاتصال" لتسوية النزاع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
واوضح "لقد تحدثت هاتفيا صباحا مع الرئيس (بترو) بوروشنكو ووجهات نظرنا لتسوية النزاع قريبة جدا في اي حال هذا ما اعتقد". واعلنت كييف أمس اتفاقا مع موسكو على وقف لإطلاق النار في شرق اوكرانيا ، لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما تعامل بحذر مع هذا الاعلان، فيما اكد الكرملين ان روسيا لا تستطيع ان تتخذ قرارا يتعلق بهذا التدبير "لأنها ليست طرفا بالنزاع".
وأعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان ان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ناقش في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وقفا شاملا لإطلاق النار ... لقد اتفقا على وقف لاطلاق النار في حوض دونباس" المعروف بمناجمه في الشرق الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك حيث تدور معارك عنيفة.
واوضحت موسكو ان "بوتين وبوروشنكو ناقشا في الواقع تدابير من شأنها ان تكون ملائمة لوقف لاطلاق النار بين المتمردين والقوات الاوكرانية". لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اكد ان "روسيا لا تستطيع في الواقع التفاوض على وقف لاطلاق النار لأنها ليست طرفا معنيا بالنزاع".
وتعليقا على اعلان كييف الذي حصل قبل اقل من ساعتين من مؤتمره الصحافي في تالين باستونيا وعشية قمة للحلف الاطلسي في ويلز، قال الرئيس الاميركي ان "من المبكر جدا" الحكم على اهميته الحقيقية.
وفي تصريح صحافي قال اوباما الى جانب نظيره الاستوني توماس هندريك ايلفيس، "من المبكر ان نقول ماذا يعني هذا الوقف لإطلاق النار".
واضاف "اذا كانت روسيا فعلا ... مستعدة للتوصل الى اتفاق سياسي، فهذا امر نتمناه جميعا. وهذا يعني احترام المعايير الدولية. وهذا لا ينطبق على ما رأيناه في اوكرانيا".
واعرب الاتحاد الاوروبي عن الحذر نفسه. وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي مايا كوسيانجيتش "اذا ما تأكدت هذه الانباء (عن وقف اطلاق النار)، سيكون ذلك تطورا ايجابيا، لكننا نحتاج الى مزيد من المعلومات".
وشدد اوباما من جهة اخرى أمس على التزام الولايات المتحدة "الثابت" الى جانب استونيا. وقال ان "استونيا لن تكون ابدا وحيدة"، مؤكدا على البند الخامس من ميثاق الحلف الاطلسي الذي ينص على التضامن بين الدول الاعضاء في حال تعرض احداها لاعتداء.
واعلن ايضا ان قوات جوية اضافية ستأتي لاجراء تدريبات في المنطقة.
ميدانيا: قتل 87 جنديا اوكرانيا على الاقل في معركة ايلوفايسك حيث بقوا محاصرين من قبل انفصاليين موالين لروسيا طيلة اسبوع، بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس اوكرانيا عن مسؤول عسكري محلي أمس.
وقال المسؤول العسكري في منطقة زابوريجيا المجاورة لمنطقة دونيتسك ميخائيلو لوغفينوف "خلال اليومين الماضيين وصلت 87 جثة لاشخاص قتلوا قرب ايلوفايسك الى المشرحة وغالبيتها تعود لأفراد من كتائب المتطوعين".
وبلدة ايلوفايسك الواقعة على بعد عشرين كلم من معقل الانفصاليين دونيتسك، تعرضت للحصار طيلة اكثر من اسبوع من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا من دون الحصول على تعزيزات ما اثار موجة تعاطف معها حتى داخل كييف حيث تظاهر مئات الاشخاص الاسبوع الماضي امام مقر الرئاسة للمطالبة بارسال تعزيزات.
واشار رئيس البرلمان الاوكراني اولكسندر تورتشينوف هذا الاسبوع الى "عدد كبير من القتلى" في هذه المعركة وطالب بالوقوف دقيقة صمت تكريما لأرواح الضحايا.
لكن لم يصدر حتى الآن اي رقم رسمي حول عدد الجنود الاوكرانيين الذين قتلوا خلال هذه المعركة.
وكان ممثلون لكتائب المتطوعين الذين يقاتلون الى جانب الجيش في المكان نددوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالوضع الحرج في ايلوفايسك.