صنعاء ـ من حمود منصر والوكالات:
أقرت الحكومة اليمنية البدء في تنفيذ التسعيرة الجديدة التي أقرتها مبادرة الحل الوطني الأربعاء الماضي برئاسة الرئيس هادي والمكونات السياسية من أجل إنهاء الأزمة الراهنة في اليمن . ورغم المبادرات التي أطلقها هادي وبتوافق من جميع الأطراف لمراجعة الزيادات السعرية للمشتقات النفطية وتشكيل حكومة جديدة في غضون اسبوع ووضع آلية للحكومة الجديدة لإجراء مراجعات وإصلاحات اقتصادية شاملة واستكمال تنفيذ مخرجات الحوار لم يثن جماعة الحوثي الخروج إلى شوارع صنعاء وقطعها . وأكدت الحكومة تطبيق الأسعار الجديدة لمادتي الديزل والبنزين ابتداء من اليوم ـ أمس ـ معربة عن تفهمها الكامل لمعاناة المواطنين وحرصها على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بالتخفيف من الآثار الجانبية لتصحيح أسعار المشتقات النفطية خاصة على المزارعين والصيادين وفقا للتوجيهات الرئاسية وقرارات الحكومة بهذا الشأن. حيث أقرت الحكومة تعديل أسعار بيع مادتي البنزين والديزل في السوق المحلية،على النحو التالي سعر مادة البنزين 175 ريالا للتر الواحد، وبحيث تصبح قيمة الدبة البنزين سعة 20 لترا 3500 ريال،سعر مادة الديزل 170 ريالا للتر الواحد وبقيمة 3400 ريال للدبة.الواحدة سعة 20 لترا. وقال الرئيس عبده ربه منصور هادي:"لقد واجهنا منذ العام 2011م ظروفا ومراحل أصعب من هذه الاوضاع التي نمر بها اليوم،لذلك نحن على ثقة من قدرتنا وبتعاون ابناء شعبنا اليمني العظيم على تجاوزها،والسير قدما نحو بناء اليمن الجديد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل،التي توافقت عليها جميع القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية". وأكد الرئيس على حكومة الوفاق الوطني الاستمرار في أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بناء على توصيات اللجنة الوطنية الرئاسية المشكلة من جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع .. مؤكدا على أهمية الدور والمسئولية التي يتحملها الجميع في هذه الظروف للعبور بالوطن الى بر الامان. وقال:"ان الظروف الصعبة الماثلة تحتم على الجميع التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية، فالشعب اليمني لن يرتضي للنجاح بديلا حتى استكمال تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية الجارية". وأضاف:"علينا أن نعمل جميعا كفريق واحد لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمعت عليها كافة القوى الوطنية والسياسية،فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد والدفع به الى اتون العنف والفوضى". وأشار الرئيس الى اهمية تفويت الفرصة على الدعوات التي تستهدف الاضرار بالوطن وأبنائه،واخذ العبرة من التجارب المريرة التي تعيشها بعض الدول العربية التي انزلقت الى العنف وزهقت في اتونها ارواح بات من الصعب احصاؤها، ناهيكم عن الدمار المادي والمآسي الانسانية التي خلفتها ومازالت دوامة العنف التي تعيشها تلك البلدان. وأكد هادي ان الرهان كان وسيظل دائما ، على يقظة ووعي ابناء شعبنا اليمني العظيم، والذي يثبت دوما انه عند مستوى المسئولية والثقة،ويستحق منا أن نتكاتف جميعا من اجل ان نجنبه دفع أثمان جديدة قد تنجم عن اي صراعات جديدة ، وان نعمل في سبيل تحقيق مكتسباته الوطنية التي جسدتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل،وذلك للانطلاق نحو التنمية والازدهار وطي صفحة الماضي بكل الآمها وعثراتها. وأكد هادي أن الدولة والحكومة ستعمل بكل حزم تجاه استمرار مليشيات الحوثي بالتصعيد في العاصمة صنعاء ومحيطها. وقال:"إننا سنعمل من اجل استتباب الأمن واستقرار في ربوع الوطن والحفاظ على السكينة العامة للمجتمع مهما كان الامر،ولن نتهاون فيما يتعلق بأمن العاصمة صنعاء". وأضاف:"اننا اليوم امام اختبار حقيقي فإما أن نكون أو لا نكون،فالتحديات جسيمة وكبيرة وعلينا القيام بمسؤوليتنا جميعا كل من موقعه لتجاوزها". ولفت هادي الى الدعم والتأييد الدولي الذي تحظى به اليمن،وحرص المجتمع الدولي على امن وسلامة اليمن .. مجددا شكر وتقدير اليمن قيادة وحكومة وشعبا للأشقاء والأصدقاء وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي خاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والدول الراعية للمبادرة الخليجية على هذه المواقف الداعمة للشعب اليمني في هذه الظروف ومساندتهم الفاعلة لاجتياز هذه المرحلة من أجل إنجاح عملية الانتقال السلمي لإرساء نموذج ناجح يحتذى به لدول المنطقة. وأشار عدد من أعضاء الحكومة إلى ضرورة التلاحم والتضامن الحكومي والمجتمعي من اجل مواجهة جميع التحديات التي يمر بها الوطن،والعمل بمسئولية وطنية وتاريخية من اجل مصلحة الشعب دون اعتبار للمصالح الشخصية والحزبية،وتغليب المصالح العليا للوطن على ما سواها من المصالح. على صعيد اخر تظاهر الآلاف من أنصار الحوثيين امس الاربعاء في صنعاء مؤكدين الاستمرار في الاحتجاجات بالرغم من المبادرة السياسية التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي الثلاثاء وقرر بموجبها تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود. وسار المحتجون في عدة تظاهرات صغيرة تفرعت في شوارع وسط صنعاء مرددين شعارات مطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود. وقام المتظاهرون بقطع عدة طرق في وسط صنعاء مؤقتا. من جانبها، قامت قوات الأمن بقطع الطرقات المؤدية الى مقر الحكومة في وسط صنعاء.