طالبان تتبنى الهجوم وتتحدث عن إمكانية خوضها محادثات

إسلام أباد ـ وكالات: أعلن مسؤولون أمنيون أن 22 جنديا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 30 آخرين أمس الأحد إثر انفجار بإحدى مركبات قافلة لقوات الأمن في مدينة بانو بإقليم خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان. وذكر مسؤول أمني أن متفجرات زرعت في مركبة خاصة يستأجرها فيلق حدودي.
ووقع الانفجار صباح امس خلال تجمع القافلة التي تحمل قوات ولوجستيات جديدة إلى وزيرستان الشمالية في الطريق بين مدينتي بانو وميرانشاه. وقالت المصادر إن قوافل قوات الأمن تتحرك ذهابا وإيابا من بانو (150 كيلومترا جنوب غرب بيشاور عاصمة خيبر باختونخوا) إلى ميرانشاه في وزيرستان الشمالية كل أحد من كل أسبوع بعد القيام بعمليات لفرض حظر التجوال. وأفادت المصادر أنه يتم أيضا استئجار مركبات خاصة لهذا الغرض، ومن المرجح أن تكون إحدى هذه المركبات المؤجرة قد زرع فيها العبوات الناسفة التي انفجرت واحدثت دويا هائلا سمع في كل أنحاء المدينة. ومن ناحيته أدان الرئيس الباكستاني ممنون حسين الهجوم قائلا "مثل هذه الهجمات الجبانة لا يمكن أبدا أن تضعف عزيمة سلطات فرض القانون والدولة لمواصلة كفاحهم ضد بلاء القتال المسلح والإرهاب". وذكرت المصادر أن قوات الأمن بدأت التحقيق لمعرفة من الذي استأجر السيارة التي كانت بها العبوات الناسفة والجهة التي تم استئجارها منها. وقد تم احتجاز أربعين من سائقي المركبات الخاصة التي استأجرها الفيلق الحدودي على الفور عقب الحادث لاستجوابهم. من ناحية أخرى أعلن مسلحو طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم، وهدد شهيد الله شهيد المتحدث باسم الحركة باستمرار الهجمات. يذكر أن الهجوم هو الأكثر دموية منذ اختارت طالبان باكستان قيادي يدعى مولانا فضل الله ليتزعمها في نوفمبر المضي بعد مقتل سلفه حكيم الله محسود في غارة لطائرة أميركية بدون طيار. وفي اتصال هاتفي بوكالة الانباء الفرنسية قال شهيد الله شهيد المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية من مكان لم يكشف عنه "نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم في إطار قتالنا نظاما علمانيا". واضاف "سنشن هجمات أخرى من هذا النوع في المستقبل" مشيرا إلى ان حركة طالبان تنتقم لمقتل قائدها السابق حكيم الله محسود ونائبه ولي الرحمن، اللذين سقطا في ضربات من طائرات اميركية بدون طيار. وكانت حركة طالبان الباكستانية تعهدت بأنها لن تجري اي حوار مع حكومة رئيس الوزراء نواز شريف بعد مقتل محسود. لكن شهيد قال امس إن الحركة "مستعدة لمفاوضات ذات معنى رغم مواجهة خسائر كبرى في قيادتها، اذا اثبتت الحكومة سلطتها وصدقها" عبر وقف الهجمات بالطائرات بدون طيار وسحب قواتها من المناطق القبلية. وكانت بانو مسرحا لعدد من الهجمات التي استهدفت قوات الأمن. وتتصدى القوات الباكستانية منذ سنوات لتمرد في هذه المناطق القبلية الجبلية التي تعتبرها واشنطن معقلا لطالبان والمتمردين الذين يدورون في فلك تنظيم القاعدة حيث يعدون لهجمات على البلدان الغربية وافغانستان. وشنت حركة طالبان باكستان الإسلامية المسلحة التي تدين بالولاء للقاعدة والملا عمر زعيم طالبان الأفغان، والتي أنشئت في 2007، مئات الهجمات في السنوات الأخيرة في افغانستان وخصوصا في الشمال الغربي. كما شهدت بانو في السابق عملية اقتحام سجن في ابريل الماضي حين قام حوالى 150 اسلاميا مسلحا بالدخول إلى سجن واطلقوا سراح حوالي 400 معتقل بينهم الكثير من الإسلاميين. وقال شهود ان الآلية التي وقع قربها الانفجار تعرضت لأضرار كبيرة مضيفا "لقد جمعت اشلاء بشرية بيدي". واشار إلى ان اشلاء الجنود واغراضهم كانت مبعثرة في ارض الانفجار. ورأى طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد ومحلل امني ان الهجمات الاخيرة على الجيش هدفها "اختبار صبره" مشيرا الى انها "تحبط معنويات العناصر". وكانت الحكومة المدنية برئاسة نواز شريف والتي وصلت إلى السلطة بعد انتخابات السنة الماضية اعلنت انها تسعى لفتح حوار مع حركة طالبان. لكن لم يتم احراز تقدم كبير في هذا المجال فيما ارتفع معدل الهجمات بنسبة 20% في 2013 بحسب المعهد الباكستاني لدراسات السلام.