عندما يطأ الزائر عتبة معرض إنجازات طلاب صيف بيت البرندة لهذا العام يستلهم الفن عينيه وترنو خيالاته على جماليات اللوحات الفنية المعلقة في الجدران البيضاء . ما بين لوحة اكتستها زرقة البحر ومشهد الشروق الجميل تجسده الشمس الذهبية، مختبئة خلف الجبال السمراء وكأنها تعلن بداية جديدة وأمل لمستقبل أفضل معبرة عن حال المواهب التي أشرقت وسطع نجمها في صيف بيت البرندة. تجد مشهد الشمس يتكرر في لوحة أخرى ولكنها كانت قد سطعت وغذت حقول الورد وأشجار النخيل بشعاعها الدافئ . وحين تجول بناظرك على بقية الأعمال تجد جنون اللون وثرثرة الخيال في اللوحات الصامتة؛ مزيج من المعاني والأفكار التي صبغها الأطفال بريشة وألوان لا يسعك نكران صدى المعاني التي تهمس بها.
تلك لمسات تربو على 300 عمل توشحت بهما ردهات بيت البرندة وأروقته بأنامل 150 طفلا وطفلة تناغمت مواهبهم بين براعة التصميم وريشة الفنان ونحت وطلاء وألوان بذائقة تسبك معاني الإبداعات الجمالية في نظم الإيقاعات التشكيلية والهندسة الفنية، أعمال فردية وأخرى جماعية ازدان بها المكان في يوم الختام .
وكانت الأعمال الفنية بخام الجوخ والأزرار تحكى رواية الإبداع والابتكار في التصميم واللون والأداء المتقن تباينت الأعمال التي أنجزها المشاركون وتنوعت وحمل كل عمل طابعه الفريد والمميز، أفكار جديدة ومبتكرة ألوان أخاذه تستحوذ على النظر منذ الوهلة الأولى. قد استخدم المشاركون خام الجوخ والأزرار في عمل الزينة على الأكواب وأغلفة الدفاتر والملفات وأغلفة الهواتف الذكية وكذلك لوحات فنية مبتكرة. وقد شغلت أعمال الجبس حيزا مهما ضمن المعرض تجلى فيها جمال الإبداع الهندسي والزخرفة الاسلامية وصبغت بألوان تزهر بالفرح والتفاؤل.
وكانت نظره الرضا والانجاز قد ارتسمت على ثغر كل طفل في حفل الختام، الأختان ملاك ومآثر خالد البلوشي قد عبرتا عن عظيم سرورهما بانضمامها لحلقة الجوخ حيث كانت هذه أول مشاركة لهما في حلقات بيت البرندة الصيفية. وقد اجمعتا على مدى استفادتهما من الحلقة ، تقولان: استلهمنا أفكارا جديدة ومبتكرة لاستغلال خام الجوخ حيث تعلمنا أسلوب القص واللصق والرسم على قماش الجوخ ومن ثم تزيينه بالغرز لتنتج أشكال فنية جميلة سعداء بصنعها.
حنين أسامة مشاركة في حلقة الألوان والجوخ، مُحبة للألوان وكان الرسم والتلوين على اللوحات بمثابة متنفس لها لتعبر عن شغفها باللون والرسم فأعلنت لفرشاتها الممتزجة بخليط الألوان أن تمضي على اللوحة لتجسد رسومات جميلة باهية اللون.
محمد مصطفى اللواتي مشارك في حلقة الجبس والجوخ يحكي عن سعادته بما انجزته يداه في هاتين الحلقتين . وعن عمل الجبس يقول: استمتعت بكل خطوات العمل الفني الذي قدمته حتى أنجزته بدءًا من الرسم على الورق الشفاف ومن ثم عمل قالب الجبس وتلوينه ليفرز الشكل النهائي من العمل. ويضيف: أحببت أجواء العمل في الحلقات الصيفية وأرغب دون شك بالالتحاق بحلقات أخرى في العام المقبل بإذن الله.
ناصر بن حمود العامري مشارك في حلقة الجبس، ويقول: استفادتي كبيرة من الحلقة وقد تعلمت أشياء جديدة ومبتكرة وسعيد بأجواء العمل الجماعي الذي ساد في الحلقة. وقد وجدت العمل بالجبس سهلا سلسا بفضل الأساتذة المشرفين علينا، و شاركت في الأعمال الجماعية وكان لي عملي الخاص أيضا الذي أفتخر به.