نيوبورت (ويلز) ـ (الوطن) ـ وكالات:
أسفرت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ختام يومين من الانعقاد في ويلز ببريطانيا عن قيادة الأخيرة إلى جانب الولايات المتحدة تحالفا من 10 دول لمواجهة مسلحي ما يسمى تنظيم داعش الناشطين خصوصا في سوريا والعراق فيما شكل الحلف ما أسماه قوة التدخل السريع في أوروبا.
وقالت مصادر بالحكومة البريطانية إن عشر دول شكلت تحالفا ضد تنظيم داعش على هامش قمة الحلف في نيوبروت بويلز.
وتضم المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا، أيضا ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك وبولندا وتركيا وكندا إضافة إلى أستراليا غير العضو في الناتو.
وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل " هذه الدول التي أظهرت استعدادها قد قامت بعمل الترتيبات للبقاء على اتصال فيما بينها ومناقشة اتخاذ المزيد من الاجراءات" مضيفة أن هذه الدول عرضت المساعدة بدون أن يطلب منها ذلك.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد صرح في وقت سابق أمس أن بلاده وبريطانيا ناقشتا تشكيل ائتلاف مع حلفاء آخرين بالناتو لمكافحة داعش بما في ذلك " اتخاذ إجراء عسكري تماما".
من جانبها أعلنت السفارة الأميركية بأنقرة أن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا مؤقتا إلى تركيا ، مشيرة إلى وجود "تحديات إقليمية ملحة".
ومن المقرر أن يطير المبعوث الأمريكي المؤقت روس ويلسون إلى أنقرة اليوم.
واستلزم الأمر الاستعانة بويلسون ، وهو دبلوماسي متمرس كان سفيرا لبلاده لدى تركيا في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش ، في الوقت الذي لايزال فيه جون باس المرشح من جانب الرئيس باراك أوباما للعمل سفيرا لبلاده بأنقرة بانتظار موافقة مجلس الشيوخ .
وأشارت الحكومة الأميركية إلى أن أكثر من خمسين مرشحا لمناصب سفراء ينتظرون تصديقا من جانب مجلس الشيوخ المزدحم جدول أعماله بالكثير من القضايا.
وقال بيان صادر عن السفارة إنه "لمواجهة شغور هذا المنصب البالغ الأهمية وإدراكا لمحورية العلاقات الأميركية ـ التركية في مواجهة التحديات الإقليمية الملحة، طلب وزير الخارجية جون كيري من روس ويلسون العودة لأنقرة بشكل مؤقت".
والتقى أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان في قمة الناتو ، ومن المقرر أن يقوم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل بزيارة لتركيا خلال الأسبوع.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الأدميرال جون كيربي الأسبوع الماضي إنه عندما يزور هاجل أنقرة ، سيناقش على الأرجح مخاوف تتعلق بالمقاتلين الأجانب في سوريا ، والذين وصل عدد كبير منهم عبر الحدود السورية الطويلة مع تركيا والتي تتسم بضعف الإجراءات الأمنية.
بموازاة ذلك أرسل حلف (الناتو) رسالة قوية إلى روسيا بالموافقة على تشكيل قوة للرد السريع قادرة على الانتشار خلال وقت قصير للغاية في أي مكان في العالم.
وفي الوقت الذي ستعمل فيه القوة على أساس التناوب، لكيلا تعد انتهاكا لاتفاق عام 1997 مع موسكو الذي يقضي بعدم تمركز قوات دائمة بطول الحدود مع روسيا ، أعربت جمهوريات البلطيق وبولندا ورومانيا عن استعدادها لاستضافة المنشآت الخاصة بتجهيزات تلك القوة.
وهذا يعني أن القوة، التي يتوقع أن تتكون من نحو 3 آلاف إلى 5 آلاف جندي ستكون جاهزة للانتشار بطول الحدود الروسية في غضون أقل من أسبوع.
وقال أمين عام حلف (الناتو) أندرس فوج راسموسن :" أعتقد أن القرار الذي اتخذناه لإعداد خطة للرد السريع يرسل رسالة واضحة جدا إلى روسيا بأننا مصممون بقوة على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتوفير الحماية الفعالة والدفاع عن حلفائنا ".
وفي إشارة إلى الصراع الدائر في شرق أوكرانيا أضاف راسموسن:" في ظل الوضع الأمني الراهن، أجد أنه من الملائم كنتيجة لقوة الرد السريع سترون تواجدا أكثر وضوحا للناتو في الشرق ".
وفي خطوتين أخريين تهدفان إلى إظهار عزيمة حلف الناتو ضد روسيا، اتفق الحلف على عقد القمة المقبلة في العاصمة البولندية وارسو ومواصلة مفاوضات العضوية مع جورجيا.
وأكد قائد الناتو أيضا أنه لن يكون هناك أية تغييرات على القانون التأسيسي بين الناتو وروسيا لعام 1997 الذي وضع نهاية للحرب الباردة.