امرأة تعيش في اجنبية وتضطر في هذا المجتمع لإعانة زوجها في الدخل وتضطر إلى العمل ولا تجد مكاناً مناسباً كونها متحجبة الأمر الذي يُلجئها إلى العمل في المنازل خادمة في البيوت تتعرض أحياناً من قبل ربة المنزل إلى أمرها بأن تشتري لحم خنزير أو أن تشتري خمراً ، ما حكم هذا ؟ وما هو الحل بالنسبة إليها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن على المسلم أن يتقي الله أينما كان ، والله سبحانه وعد من اتقاه بأن يفتح له باب اليسر وأن يرزقه من حيث لا يحتسب ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق : 2-3 ) ، فالمرأة مأمورة على أي حال كما يؤمر الرجل بتقوى الله سبحانه وتعالى في الأخذ والعطاء والمعاملات جميعاً وفي كل دقيقة وجليلة مما يتعلق بشؤون الحياة .
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في قضية الخمر والتعامل معها حديث بَيّن لا يحتاج إلى تعليق من أحد ، فهو عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه .
فمن حمل الخمر ولو كان لا يشربها إلى من يشربها فإنه ولا ريب يكون مشتركا في هذه اللعنة من الله سبحانه وتعالى ، وكذلك بالنسبة إلى ما حرم الله كلحم الخنزير فإنه ليس له أن يعين أحداً على معصية الله ولو كان ذلك في اعتقاده أن هذه المعصية مباحة له ، إذ ليست هنالك إباحة .
إن في الحقيقة هذا تصور خاطئ واعتقاد فاسد ويتبعه عمل غير صالح ، فليس للإنسان المسلم الذي آمن بما أنزل الله تعالى في كتابه أن يعين أحداً على شيء من هذه الأمور ولو كان في اعتقاده أن ذلك مباح ، وإنما على المرأة المسلمة إذا ما اضطرت إلى العمل في مثل هذه الحالة أن تشترط ، ولا أظن أولئك إلا أنهم يقدرون الشرط ، ويقدرون أيضاً استمساك المسلم بدينه ، وقد يكون استمساك هذه المرأة بدينها وحرصها على تطبيقه وبعدها عن مخالفته مما يلفت انتباه ربة البيت ، ولربما كان ذلك سبباً لإسلامها .
فأنا أدعو كل امرأة مسلمة هناك إلى أن تكون صورة إيجابية للإسلام في التمسك بأهداب الدين ، وعدم التفريط في الواجب ، والحرص على ما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، والبعد عما يسخطه ففي ذلك فتح مجالات ، والعالم الآن يتطلع إلى ما ينقذه من الورطة التي فيه ، وقد أدرك العقلاء أن المنقذ من هذه الورطة إنما هو الإسلام ، وهذا ما صرح به الكثير ، فلذلك نحن ندعو المسلمين والمسلمات هناك إلى أن يكونوا رسل إسلام يدعون الناس إلى الخير ، بل يصورون لهم حقيقة الإسلام ويجسدون تعاليم الإسلام ، فأرجو أن يكون في هذا فتح باب لدخول الناس في دين الله تعالى من خلال رؤيتهم للقدوة الحسنة والأسوة الطيبة في سلوك المسلمين والمسلمات ، والله تعالى الموفق .

الآيات القرآنية التي إذا قرأها الإنسان يكون بإذن الله تعالى في حرز وفي مأمن من الشياطين وغيرهم من الجن المردة ، هل هناك آيات معينة تنصحون بها ؟
على أي حال ذكرنا نحن بأن من الصحابة رضي الله عنهم من ذكر عشر آيات من سورة البقرة ، هذا مروي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، وهي أربع آيات من أول السورة إلى قوله تعالى ( المفلحون ) ، وثلاث آيات وهي آية الكرسي والآيتان بعدها إلى قوله تعالى ( خالدون ) ، والثلاث الآيات هي الأخيرة من السورة من قوله تعالى ( لله ما في السماوات وما في الأرض ... ) إلى نهاية السورة ، كذلك قراءة المعوذتين والفاتحة أيضاً ، الفاتحة هي مجمع الخير كله لأنها أم القرآن ، فيها تقديس لله سبحانه وتنزيه له ، وفيها وصل ما بين العبد وربه ووصل ما بين الدنيا والآخرة ، فجدير بالإنسان أن يقرأ الفاتحة الشريفة وأن يسأل الله تعالى بركتها .
كذلك أي شيء من القرآن يقرأه فإنه فيه خير وفيه بركة ، ولكن السور التي فيها التنزيه لله تعالى بركتها أظهر ، ومثلها الآيات الخاصة بذلك كخواتم سورة الحشر وخواتم سورة البقرة أيضا ، هذه كلها فيها خير وبركة إن شاء الله تعالى.

يجيب عن أسئلتكم سماحة الشيخ العلامة احمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسطنة