عقد محادثات منفصلة مع عبد الله وغاني
كابول – ( وكالات) : دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في كابول المرشحين للرئاسة الافغانية "الى ايجاد اتفاق سريعا" لانهاء الازمة السياسية حول هوية الرئيس المقبل . وحث شتاينماير الوزيرين السابقين على التوصل إلى اتفاق سريع، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى حكومة أفغانية قادرة على التحرك واتخاذ قرارات سريعة حتى تتمكن القوات الدولية من الإبقاء على قوة تدريب في
أفغانستان بعد انسحاب هذه القوات بحلول نهاية العام. واجرى شتاينماير الذي وصل امس السبت الى العاصمة الافغانية "مشاورات معمقة ولكن صعبة" مع المرشحين عبدالله عبدالله المدعوم من الطاجيك واشرف غني الذي يحظى بدعم الباشتون. واوضحت المصادر ان هذه المشاورات تأتي "في مرحلة دقيقة جدا بعيد انتهاء عملية تدقيق (اشرفت عليها الامم المتحدة وشملت 8,1 مليون صوت تم الادلاء بها في الانتخابات) ولكن قبل نشر نتائجها". وابلغ المرشحان الوزير الالماني ان "المفاوضات بين الجانبين حول احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية احرزت بعض التقدم ولكن لا يزال ثمة مسائل سياسية صعبة لم تتم تسويتها". تجدر الإشارة إلى أن نتيجة الانتخابات لا تزال محل جدل بين كل من غاني وعبد الله حتى الآن. ويعتزم شتاينماير عقد لقاء مع حامد كرزاي الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته والذي بقي حتى الآن في منصبه لحين الفصل في نتيجة الانتخابات والإعلان عن رئيس جديد. وقال الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا إن أفغانستان "في مرحلة حرجة مرة أخرى" وعلى كل المعنيين أن يكونوا على دراية بأن البلاد تمر "بنقطة تحول" في تطورها السياسي. كان وزير الخارجية الأفغاني السابق عبد الله فاز بأعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى من الانتخابات وفي جولة الإعادة في يونيو الماضي . أظهرت النتائج الأولية فوز وزير المالية السابق غاني ولكن عبد الله رفض الاعتراف بهذه النتائج. وفي ظل اتهامات للجنة الانتخابات بالتزوير، تم الاتفاق على إعادة فرز الأصوات البالغ عددها أكثر من ثمانية مليون صوت غير أنه لم يتحدد بعد موعد الإعلان عن نتيجة عملية إعادة الفرز. ولاعتبارات أمنية، لم يعلن عن زيارة شتاينماير لأفغانستان حتى هبوط طائرته في قاعدة الجيش الألماني في مدينة مزار الشريف ومن هناك استقل شتاينماير طائرة طراز ترانسال توجهت به إلى كابول. وهناك التقى شتاينماير مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان جان كوبيس. وأكد شتاينماير أن بلاده ستدعم أفغانستان في الفترة المقبلة أيضا.يذكر أن ألمانيا لها في الوقت الراهن أكثر من 1700 جندي في أفغانستان. ومن المنتظر أن تنسحب جميع القوات الدولية من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري على أن تبقى قوة صغيرة لتدريب ودعم القوات المسلحة
الأفغانية شريطة توقيع حكومة كابول على اتفاقية أمنية وهي الاتفاقية التي رفض كرزاي التوقيع عليها تاركا هذا الأمر لمن يخلفه في منصب الرئاسة. وتشارك ألمانيا بثاني أكبر عدد من المراقبين بعد الولايات المتحدة في بعثة المراقبين الدوليين (64 مراقبا) المعنية بمراجعة نتائج الانتخابات الرئاسية في أفغانستان. وقال شتاينماير إن اتفاق غاني وعبد الله على الاعتراف بنتيجة مراجعة الانتخابات واحترام الدستور يجب أن يكون أساسا لكل الخطوات التي سيتم اتخاذها لاحقا.