12 قتيلا باشتباكات في طرابلس
طرابلس ـ وكالات: اتهمت الحكومة الليبية المؤقتة امس الأحد السودان بدعم مليشيات "إرهابية" مناوئة للسلطات الليبية مطالبة بسحب الملحق العسكري السوداني من ليبيا باعتبار انه "شخص غير مرغوب فيه". وقالت الحكومة في بيان إن "طائرة نقل عسكرية سودانية دخلت المجال الجوي الليبي من دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني الليبي" معتبرة أن ذلك يعد "خرقا للسيادة الليبية". وعبرت الحكومة الليبية عن استنكارها ورفضها التام لهذا الإجراء، موضحة أن الطائرة "كانت محملة بشحنة من الذخائر لم تطلبها الدولة الليبية ولم تكن على علم بها أو تنسق فيها مع السلطات السودانية".
وأشارت الحكومة إلى أن "وجهة الطائرة كانت نحو مطار معيتيقة" في العاصمة الليبية طرابلس والذي تسيطر عليه مليشيات إسلامية متشددة تابعة لقوات "فجر ليبيا" التي تنحدر في مجملها من مليشيات مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس). ولفتت الحكومة إلى أن "الشحنة تم اكتشافها بعد توقف قائد الطائرة في مطار الكفرة الحدودي مع السودان للتزود بالقود"، دون أن تحدد الزمان التي دخلت فيه الطائرة الأجواء الليبية. واعتبرت الحكومة أن "هذا العمل من قبل الدولة السودانية يتجاوز الدولة الليبية ويتدخل في شؤونها ويقحم السودان كطرف داعم بالأسلحة لجماعة إرهابية تتعدى على مقدرات الدولة الليبية".
وتابعت إن "ذلك يعد أيضا مخالفة صريحة للقرارات الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا". وطالبت الحكومة الليبية المجتمع الدولي ومجلس الأمن مساعدة ليبيا في مراقبة أجوائها لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات التي تعمل على تأجيج الصراع، بحسب البيان. ووفقا للبيان ذاته، فإن الحكومة الليبية دعت السلطات السودانية إلى الكف عن التدخل في الشأن السياسي الليبي وعدم الانحياز لأي من اطراف الأزمة في ليبيا والتوقف عن مثل هذه الإجراءات المرفوضة شكلا ومضمونا. وقالت إن "لليبيا الحق في اتخاذ كافة الإجراءات لحفظ أمن واستقرار وسيادة السودان". وفي ظل التخبط السياسي والإداري الواضح في ليبيا، نفى العقيد سليمان حامد الزوي رئيس المجلس العسكري لمدينة الكفرة 1700 كلم (جنوب شرق طرابلس) أن تكون الطائرة متجهة إلى مطار معيتيقة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية الخميس عن الزوي وهو أيضا يشغل صفة آمر القوات الليبية السودانية المشتركة قوله إن "هذه الشحنة كانت عبارة عن إمدادات عسكرية ولوجيستية للقوة المشتركة من الجيش الوطني التي يترأسها والمكلفة بالتمركز في نقطتي السارة والعوينات" الحدودية مع السودان. وأضاف أن "هذه النقاط تعتبر عسكرية يتمركز بها الجيش الوطني لحماية الحدود"، مؤكدا أن "تفريغ هذه الشحنة تم أمام مرأى بعض الضباط العسكريين ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب بمدينة الكفرة وذلك لتفنيد أي شائعات بهذا الخصوص". من جهته أكد الجيش السوداني موقفه الثابت بعدم
التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا ، نافيا تقديم أي شكل من أشكال الدعم
لأي طرف من الأطراف المسلحة ، موضحا أن الطائرة التي وصلت مطار معيتقة
كانت تحمل معينات للقوات السودانية الليبية المشتركة. ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح خاص لـ"شبكة الشروق" أن تكون الطائرة تحمل أي مساعدات عسكرية للجماعات المسلحة بليبيا. وأكد أن "الشعب الليبي هو الأقدر على حل وتجاوز جميع خلافاته الداخلية دون تدخل من أحد". وأشار إلى أن قائد القوات المشتركة السودانية الليبية العقيد الليبي سليمان حامد قد صحح المعلومة في حينها بدولة ليبيا. حذر الاحد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من "مغبة التدخل الدولي" في ليبيا. وصدر هذا التحذير عن السيسي خلال اجتماع عقده مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، المتواجد في القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، ورئيس الاستخبارات السعودية خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، بحسب ما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ايهاب بدوي في بيان. واكد بدوي ان السيسي اكد خلال الاجتماع "حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، والحيلولة دون سقوطها في براثن الإرهاب مستعرضا الجهود المصرية المبذولة في هذا الشأن". وأضاف أن الرئيس المصري "حذر من مغبة التدخل الخارجي في ليبيا وأكد أن مصر لن تتهاون في الحفاظ على أمنها القومي". ميدانيا قال طبيب امس الأحد إن نحو 12 شخصا قتلوا وأصيب عشرة في اشتباكات بين جماعات مسلحة متناحرة قرب العاصمة الليبية طرابلس. وتعيش ليبيا حالة من الفوضى بعدما حمل المقاتلون - الذين أطاحوا بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي قبل ثلاث سنوات - السلاح في وجه بعضهم البعض في صراع على النفوذ السياسي وعلى احتياطات النفط. واستولى تحالف جماعات مسلحة تطلق على نفسها اسم عملية فجر ليبيا واغلبها من مدينة مصراته بغرب ليبيا على العاصمة طرابلس الشهر الماضي بعد طرد جماعة منافسة من الزنتان. وقال سكان إن الأوضاع هادئة إلى حد كبير في طرابلس منذ ذلك الحين لكن مقاتلي عملية فجر ليبيا يحاولون السيطرة على منطقة ورشفانة القبلية جنوب غربي العاصمة. والمنطقة متحالفة مع قوات الزنتان. وسحب دبلوماسيون غربيون وموظفون بالأمم المتحدة من ليبيا بسبب أعمال العنف. وانتقلت حكومة البلاد الضعيفة والبرلمان المنتخب مؤخرا إلى طبرق في أقصى بشرق البلاد.