إصابة محافظ الأنبار بجروح خلال إشرافه على الهجوم
بغداد ـ وكالات: شنت القوات العراقية امس الاحد عملية عسكرية على المناطق المحيطة بسد حديثة في غرب العراق فيما استهدفت غارات اميركية للمرة الاولى مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة المذكورة. وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية ان "قوات مشتركة بمساندة الجهد الجوي وابناء العشائر شنت هجوما واسعا لتطهير المناطق المحيطة بقضاء حديثة من عصابات داعش الارهابية". وقالت القيادة الاميركية الوسطى "بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الاميركي ارهابيي الدولة الاسلامية قرب حديثة في محافظة الانبار دعما للقوات الامنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة". وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي في بيان "لقد نفذنا هذه الضربات لمنع الارهابيين من ممارسة تهديد اضافي لامن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الامنية العراقية بدعم من عشائر سنية". واضاف "ان احتمال فقدان السيطرة على السد او انهياره الكارثي والفيضانات التي يمكن ان تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الاميركيين ومنشآت في بغداد ومحيطها الى جانب الاف المواطنين العراقيين". بدوره، قال محافظ الانبار احمد خلف الدليمي الذي يقود العمليات العسكرية في حديثة ان "عملية تحرير المناطق الغربية بدات صباح امس باسناد طائرات اميركية". واكد المحافظ "تحرير منطقة الخفاجية والتقدم نحو بروانة وحرق اكثر من عشرة مواقع لمسلحي داعش". وافاد مراسل الانباء الفرنسية ان القوات العراقية دخلت بروانة وهي مدينة مجاورة لحديثة ورفعت العلم العراقي على مدخلها الرئيسي بعد ان فر عناصر الدولة الاسلامية وتركوا اسلحتهم. وشاهد المراسل خمس جثث لعناصر الدولة الاسلامية لافتا الى ان القوات العراقية بدات تطارد الفارين في البساتين. والى جانب الضربات الجوية ارسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين الى العراق فيما وعدت مع عدة دول بارسال اسلحة الى القوات الكردية التي تقاتل المتطرفين. والسبت، رحب العراق بمساعي اوباما لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر الدولة الاسلامية.
وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي لوكالة فرانس برس "اننا نرحب" بهذه الخطة مضيفا ان بلاده "دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لان هذا التهديد بالغ الخطورة ... ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لاوروبا واميركا والحلف الاطلسي". واضاف "انها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات". وتابع "لا احد يتحدث عن ارسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الاكراد (البشمركة) وقوات الامن العراقية وايضا لتامين معلومات استخباراتية واستطلاعية". وعبر المجتمع الدولي عن مخاوفه حيال هذا التنظيم الذي نفذ العديد من عمليات القتل والخطف واستهداف الاقليات الدينية في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا. لكن قطع راسي الصحفيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف الذي تبناه التنظيم، زاد من موجة الاستنكار الواسعة في الغرب لممارسات التنظيم واعطى زخما اكبر للتحرك ضده. وتتخوف دول غربية عدة ايضا من ان يعود مواطنوها الذين يذهبون للقتال في سوريا الى بلدانهم ويشنوا هجمات فيها.
وما يؤكد هذه المخاوف ان صحافيا احتجز رهينة في سوريا قال ان احد خاطفيه كان مهدي نموش الفرنسي من اصل جزائري الذي يشتبه في انه اطلق النار داخل المتحف اليهودي في بروكسل ما ادى الى اربعة قتلى هم اسرائيليان وفرنسية متقاعدة وبلجيكي يعمل في المتحف. على صعيد اخر اصيب محافظ الانبار احمد خلف الدليمي بجروح بالغة امس الاحد اثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منه خلال اشرافه على الهجوم الذي تشنه القوات العراقية ضد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة بروانة المجاورة لحديثة غرب العراق. واوضح مراسل وكالة الانباء الفرنسية الذي كان في المكان ان "قذيفة هاون سقطت قرب المحافظ ما اسفر عن اصابته بجروح بالغة بالراس واصابة سبعة جنود اخرين". وبحسب المراسل الذي يرافق القوة المكلفة حماية المحافظ ان الاخير سينقل الى بغداد لغرض العلاج. من جهته، بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية" وذلك قبيل الاجتماع الوزاري للجامعة في القاهرة الاحد المخصص لبحث التغيرات في المنطقة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري والعربي "بحثا ضرورة ان تتخذ الجامعة العربية واعضاؤها موقفا قويا في التحالف الذي يجري تشكيله في مواجهة +الدولة الاسلامية+". واضاف انهما "بحثا ايضا اهمية القيام بتحرك حازم لوقف تدفق المقاتلين الاجانب والتصدي لتمويل +الدولة الاسلامية+ ومحاربة التحريض الذي تقوم به". واتفقا على ان العراق في مقدمة المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "وان الولايات المتحدة والمنطقة والمجموعة الدولية يجب ان يتعاونوا لمساعدة العراق في مواجهة هذا التهديد". من جهته اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيقدم الاربعاء "خطته للتحرك" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مكررا تاكيده انه لن يرسل قوات اميركية الى الارض. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة "ان بي سي نيوز" بثت الاحد وكانت اجريت السبت في البيت الابيض بعيد عودته من قمة الحلف الاطلسي في ويلز "ان المرحلة المقبلة الان هي في الانتقال الى نوع من الهجوم (...) سألتقي زعماء الكونجرس الثلاثاء والقي الاربعاء خطابا اشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك".