تنظمها "التراث والثقافة" بالتعاون مع "اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم" و"المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"

تدشين كتاب "التعليم في نزوى" وتكريم مجموعة من الباحثين العمانيين والعرب وعرض "فيلم قصير عن التراث الثقافي غير المادي" في حفل الافتتاح

مديحة الشيبانية: برامج صون التراث توزع على العديد من المناهج الدراسية ولدينا مجموعة من المبادرات والأنشطة التي تنفذ داخل المدارس تعزز هذا الجانب

سعيد البوسعيدي: السلطنة صادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية وماضية في وضع البرامج وسن التشريعات المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي

محمد اليعقوبي: يأتي انعقاد هذه الندوة الإقليمية حرصا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على إبراز هذا التراث العربي الأصيل وضرورة المحافظة عليه وصونه
كتب ـ إيهاب مباشر:
في إطار الحرص على تنفيذ القرار الصادر عن المؤتمر الثامن عشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، الذي عقد في المنامة 2012م، ونص على دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع اليونسكو إلى وضع روزنامة لتنظيم دورات في مجال التراث غير المادي، وتنفيذها في كل دولة عربية حسب احتياجاتها خلال الفترة 2013-2015م.
انطلقت صباح أمس "الندوة الإقليمية حول تعزيز المفهومية القانونية للتراث الثقافي غير المادي" بحضور صاحب السمو السيد هيثم بن طارق، وزير التراث والثقافة، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم (رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم) وتنظمها وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، بفندق سيتي سيزن في مسقط، وتستمر حتى العاشر من سبتمبر الجاري.

أهداف
وتسعى هذه الندوة الإقليمية من خلال محاورها إلى تحقيق جملة من الأهداف تشتمل على العمل لوضع قانون استرشادي للتراث الثقافي غير المادي في الدول العربية تشترك في صياغته جميع الدول العربية، وقراءة واقع التراث غير المادي وعلاقته بالتنمية المستدامة في الدول العربية ووضع برنامج يتوافق والمجتمعات العربية في تنمية هذا القطاع وربطه بخطط التنمية في كل دولة، وكذلك وضع منهاج متكامل لصون هذا القطاع تشترك فيه المنظمات الإقليمية والدولية بجانب المؤسسات الوطنية في كل دولة، والعمل على رفع مستوى الوعي بأهمية هذا الإرث بصفته الهوية الثقافية وعنصر الوجود للمجتمعات والأفراد الحاملين للعنصر، إضافة إلى دراسة متطلبات العمل الدولي وفق الاتفاقية الدولية لصون التراث غير المادي وذلك من أجل زيادة فاعلية الدول العربية وحضورها في الاتفاقية.

حفل الافتتاح
بدأ حفل افتتاح الندوة بكلمة وزارة التراث والثقافة، تبعتها كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، بعدها جاءت كلمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، ثم عرض "فيلم قصير عن التراث الثقافي غير المادي"، تلاها تكريم معالي راعية حفل افتتاح الندوة لمجموعة من الباحثين العمانيين والعرب، وتدشين كتاب (التعليم في نزوى) ضمن مشروع (جمع التاريخ المروي).

بناء قدرات الشباب
وفي تصريح لها عقب حفل الافتتاح، قالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، راعية الحفل: يأتي انعقاد هذه الندوة في إطار اهتمام السلطنة بصون التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، ومن المعلوم أن السلطنة من أوائل الدول التي سجلت رموزها التراثية في قوائم التراث العالمي، سواء المادي أو غير المادي، وكذلك فإن السلطنة من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية صون التراث غير المادي.
وفي إجابتها عن سؤال: هل من خطط لإدخال التراث في المناهج الدراسية، أجابت معاليها قائلة: انعقاد هذه الندوة يأتي في إطار التوصيات التي صدرت بالمؤتمر الخاص بالوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، وكانت بتكليف منظمة (الألكسو) بالتعاون من (اليونسكو) لوضع برامج تدريبية من أجل بناء قدرات الشباب في الوطن العربي في هذا الجانب. أما بالنسبة لقطاع التعليم، فهو قطاع هام جدا وفلسفة التعليم تعزز هذه الجوانب، سواء من خلال المناهج أو الأنشطة والفعاليات المختلفة لتعزيزز الجانب التراثي الثقافي المادي وغيره.
واختتمت معاليها تصريحها قائلة: برامج صون التراث لا توجد بمنهج واحد فقط، ولكنها توزع على مناهج مختلفة، بالإضافة إلى أنه لدينا مجموعة من المبادرات والأنشطة التي تنفذ داخل المدارس وتعزز هذا الجانب.

رؤية مستقبلية
وقد ألقى السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي مدير دائرة الفنون الشعبية، رئيس اللجنة المنظمة للندوة كلمة وزارة التراث والثقافة وجاء فيها: يسرنا أن نؤكد بأن سلطنة عمان ماضية في وضع البرامج وسن التشريعات المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي، وذلك امتثالا للتوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، المتعلقة بربط الحاضر بالماضي وجعل التراث الفكري والثقافي للمجتمع العماني كقاعدة للانطلاق في بناء دولة عصرية.
وأضاف: وقد صادقت السلطنة على العديد من الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بهذا المجال كاتفاقية 2003، لحماية وصون التراث الثقافي غير المادي، واتفاقية تعزيز أشكال التعبير الثقافي 2005، وتفعيلا لتلك الاتفاقيات، قامت وزارة التراث والثقافة بإنشاء سجل وطني للتراث الثقافي غير المادي ضم العديد من أبواب هذا الإرث، كما نجحت في تسجيل العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي العمانية في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية.
واختتم كلمة الوزارة قائلا: إن الندوة الإقليمية حول تعزيز المفهومية القانونية للتراث الثقافي غير المادي، سوف تشمل العديد من المناقشات وستتضمن الكثير من الأطروحات الهادفة إلى استعراض تجارب الدول العربية وتبادل الخبرات في هذا المجال، كما ستتناول بالبحث والدراسة التشريعات والقوانين الدولية والإقليمية المتصلة بالتراث الثقافي غير المادي؛ لتستطلع الطموحات، وتضع الأهداف الرامية إلى ترسيخ رؤية مستقبلية تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الكنوز المعرفية والموروثات الشعبية في الوطن العربي بما يساهم في تعزيز التنوع الثقافي للعالم أجمع.

أولوية
وجاءت بعد ذلك كلمة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي، أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، قال فيها: إن وطننا العربي يزخر بموروث ثقافي كبير، ومتنوع متفرد، مما يحتم علينا بأن يعطى أولوية من الاهتمام في خططنا المستقبلية، لأجل المحافظة عليه من الاندثار، ونقله للأجيال القادمة، ومحاسبة كل من يحاول التعدي عليه بأي شكل من الأشكال.
ويأتي انعقاد هذه الندوة الإقليمية ضمن سلسلة برامج تقوم بتنفيذها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حرصا منها على أهمية إبراز هذا التراث العربي الأصيل، وضرورة المحافظة عليه وصونه وضمان ديمومته واستمراريته جيلا بعد جيل، والحرص على أهمية تدريب العاملين في هذا القطاع.

أطروحات
وتقدم خلال فترة انعقاد الندوة مجموعة من أوراق العمل التي تنضوي تحت عدة محاور وهي: المحور الأول (نحو إعداد قانون نموذجي للتراث الثقافي غير المادي في الدول العربية) وتقدم خلاله ورقة بعنوان (دور المنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية القانونية للتراث الثقافي غير المادي في الدول العربية) وتقدمها الدكتورة حياة القرمازيمن تونس، تتبعها ورقة (التدابير القانونية لصون التراث الثقافي غير المادي في الدول العربية) ويقدمها الدكتور وحيد الفرشيشي من تونس، تليها ورقة (التنمية المستدامة في ظل قانون التراث غير المادي) وتقدمها الدكتورة آسية البوعلي من السلطنة.
أما المحور الثاني فيحمل عنوان (دور المنظمات والمجتمع المدني في صون التراث الثقافي غير المادي) وتقدم خلاله ورقة (تجارب الدول العربية في إعداد قانون للتراث الثقافي غير المادي .. دولة الكويت نموذجاً) ويقدمها الدكتور وليد السيف من دولة الكويت، تتبعها ورقة (دور المجتمع المدني في صون التراث الثقافي غير المادي) ويقدمها الدكتور أحمد مرسي من جمهورية مصر العربية، بعدها تقدم ورقة (تجارب من الدول العربية في صون التراث الثقافي غير المادي) للدكتور محمد البيالي من المملكة العربية السعودية.
وفي المحور الثالث (نحو توحيد المفاهيم والمصطلحات في الدول العربية في ضوء الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي) تقدم ورقة (حماية الملكية الفكرية) ويقدمها الأستاذ يوسف بن ابراهيم، من الجمهورية التونسية، تتبعها ورقة (إعداد قوائم حصر التراث الثقافي غير المادي) ويقدمها الدكتور هاني هياجنه، خبير التدريب الدولي، تليها ورقة (إعداد الملفات المفردة والمشتركة للتراث الثقافي غير المادي) ويقدمها الدكتور ناصرالحميري، مدير إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

تكريم
قامت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية راعية حفل افتتاح الندوة بتكريم مجموعة من الباحثين العمانيين وفريق إعداد الملفات الخليجية وهم: الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية، الباحث حمود بن حمد الغيلاني، الباحث جمعة بن خميس الشيدي، ناصر بن سالم الصوافي، الدكتور محمد بن إبراهيم البيالي، من المملكة العربية السعودية، الدكتور ناصر بن علي الحميري، من دولة الإمارات العربية المتحدة، حمد بن حمدان المهندي، من دولة قطر.