ادنبره ـ ا.ف.ب: أجرى كبار قادة الأحزاب البريطانية الثلاثة أمس اسكتلندا امس لقاءات موسعة من أجل الحشد لرفض الاستقلال قبل ثمانية أيام من الاستفتاء آملين بمنع حدوث ما يعتبرونه كارثة بالنسبة اليهم، اي فوز المؤيدين للانفصال وتفكك بريطانيا.
واعلن عن توجه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال اد ميلباند وزعيم حزب الاحرار الديموقرطيين نيكولاس كليج الشريك في الحكومة الى اسكتلندا بشكل طارئ بعد يومين من نشر نتائج استطلاع للرأي يظهر تقدم المؤيدين للاستقلال على الرافضين.
واحيط برنامج كاميرون باطار من السرية بسبب قلق اجهزته على ما يبدو من مزاج انصار استقلال اسكتلندا.
وليس من المفترض ان يظهر كاميرون وميليباند وكليغ سوية بسبب رفض العماليين أن يكونوا الى جانب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية في هذه المنطقة، بحسب صحيفة "ذي جارديان".
وقال مصدر في حزب العمال للصحيفة "نوافق على القتال من اجل القضية ذاتها لكن كل واحد من جهته".
وعبر رئيس وزراء اسكتلندا اليكس سالموند عن السخرية ازاء التعبئة المتاخرة لاخصامه. واعتبر انها تظهر بان "نخبة وستمنستر تعاني من مرحلة هلع مطلق في الوقت الذي تهتز فيه ارض اسكتلندا تحت اقدامهم".
كما انتقدت بعض وسائل الاعلام خطوة الزعماء الثلاثة. وبثت صحيفة "صن" صورة مفبركة تجمعهم مرتدين التنورة التقليدية الاسكتلندية في محاولة يائسة لجذب انصار الاستقلال الى جانبهم.
وتشكل زيارة ادنبره في الواقع احدى محطات التدخل الاكثر اهمية لكاميرون في الحملة وتظهر بكل وضوح الضغوط المتزايدة على كاهل قادة المحافظين.
واستبق رئيس الوزراء زيارته هذه، بكتابة مقال في صحيفة "دايلي ميل" يدعو الناخبين الى التفكير بعناية في عواقب فوز مؤيدي الاستقلال في الاستفتاء الذي سيجري في 18 الشهر الحالي.
وكتب كاميرون في المقال "بريطانيا دولة كبرى ومتميزة. هذا هو الرهان اذن لا مجال لاي شكوك بالنسبة للاسكتلنديين : نريدكم بكل قوة ان تبقوا لا نريد تفكك هذه العائلة من الامم".
واضاف "اذا تفككت بريطانيا العظمى فسيكون ذلك الى الابد. والخيار المطروح امامكم واضح: اما قفزة في المجهول مع النعم او مستقبل افضل لاسكتلندا مع الرافضين".
وتابع ان الاسكتلنديين برفضهم الاستقلال سيبقون في بريطانيا لكن مع صلاحيات معززة للبرلمان في ادنبره من حيث الاقتراض والضرائب والنقفات.
وتتساءل وسائل الاعلام البريطانية حول احتمال ان يطلب كاميرون المحشور تدخل العائلة المالكة البريطانية، لكن قصر باكنغهام نفى هذه الفرضية.
وقال متحدث باسم القصر ان "الحياد الدستوري للسيادة مبدا راسخ في ديمقراطيتنا. وقد أثبتت الملكة ذلك طوال فترة ولايتها. ووفقا لهذا المبدأ فان الملك هو فوق السياسة ومن واجبات المسؤولين في الحكومة ابقاء الامور على حالها". وقد اظهرت الاستطلاعات الاخيرة للرأي تراجعا حادا في نوايا تصويت مؤيدي بقاء الوحدة مع بريطانيا مقارنه مع الشهر الماضي ما يجعل الطرفين متقاربين في النتائج.
وافادت بعض وسائل الاعلام ان رئيس الوزراء قد يكون مرغما على الاستقالة بسبب الغضب داخل حزبه اذا لم يكن قادرا على منع اسكتلندا من البقاء ضمن بريطانيا.
وفي اشارة الى اجواء القلق ازاء احتمال فور الاستقلاليين، افتتحت اسواق المال في لندن جلستها أمس متراجعة بنسبة 0,31 في المئة.