كتب ـ يوسف بن سعيد المنذري:
للطبيعة أسرار وتفاصيل عميقة ومحتويات دفينة ومناظر خلابة، تدعو المصورين لملامسة الشغف الذي تتخلله رحلات الاستكشاف والمغامرات، سعيا في البحث عن أبرز ما تختزله الطبيعة في أرجاء السلطنة، نظرا للتنوع الذي تزخر به في الصحراء والأودية والأفلاج والشواطئ والكهوف، وسيجد المتجول بعدسته بين هذا الكم من التنوع، مئات المواقع الزاخرة بآفاق الجمال التي يتحتم على المصور تسليط ضوء عدسته عليها، وتوثيق أدق تفاصيلها حتى تصبح لكل صورة قصة ضوء يرويها المصور، وفق الرؤية التي تناسب نظرته من حيث اختيار الزاوية المناسبة لعينه الثالثة، والتي يرى من خلالها نقاط القوة الكامنة، التي تعزز من محتواها وجودتها بين الأضلاع.
ولعل أهم ما ينبغى على مصور الطبيعة، التركيز فيه قبل الشروع في التصوير، بوضع خطة للمكان المراد تصويره، والتوقيت المناسب للالتقاط، وهذا ما يحرص عليه المصور موسى بن سالم الرزيقي الذي بدأ ملامسة العدسة عام 2011، وواجه صعوبة ببداية مشواره في التعامل مع الإعدادات، لكنه سرعان ما توصل لمفاتيح الضبط، عبر خوض العديد من التجارب، وتعرف على أهم الأساسيات، وتقبل النقد من المختصين في المجال، حيث كان حريصا للتغلب على المصاعب، حتى تمكن أن يصبح اسما لامعا في سماء التصوير الضوئي وعدسة ذات نتاج فني رائع.
وحول تجاربه المستمرة بين أحضان الطبيعة تحدث الرزيقي وقال: تطرقت في رحلتي مع العدسة لثلاثة محاور وهي: تصوير الوجوه وحياة الناس والطبيعة، وأجد ميولي يبحر في مجال الطبيعة، لأنه دعاني للتجول بين إبراز واستكشاف الأماكن، التي تشتهر بها السلطنة، حيث قمنا بتنسيق العديد من رحلات التصوير، مع أصدقاء الضوء، واعتبرها فرصا ثمينة حيث جمعتنا عن قرب من أصحاب الخبرات في التعامل مع العدسة، التي اكتسبوها عبر تجاربهم ورحلاتهم، كما أن التقرب من هذه الأماكن يعد فرصة للتأمل في جماليات الطبيعة، ومشاهدها الأخاذة، ففي الصحراء ابحث دائما عن تكوينات الكثبان الرملية الممتدة التي تجذب عدستي نحوها، أما أكثر الأماكن الملهمة التي زرتها صحراء الربع الخالي في نيابة الحشمان، التابعة لولاية ثمريت لنعومة رمالها وصفائها واشكال تلالها الرملية، أما دوليا فقد سافرت بهدف التصوير، اضافة إلى التعرف على ثقافات الشعوب، وقد نتج من تجاربي المحلية والدولية تحقيق العديد من الإنجازات في مجال التصوير، والمنافسة في المسابقات العالمية.
يطمح الرزيقي في تجواله مع العدسة، للتوغل بين معالم الطبيعة في عمان، وتوثيقها والتعريف عنها عبر الصورة، من خلال المواقع المتخصصة، كما يسعى إلى شد الرحال نحو جبال الانديز في البيرو ومنغوليا في قارة آسيا.