■ موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أعدت روسيا إجراءات ردا جديدة على العقوبات التي يستعد الاتحاد الأوروبي لإعلانها وتتضمن خصوصا قيودا على واردات بعض السيارات أو منتجات الصناعة الخفيفة كما اعلن مستشار الكرملين أمس. وقال المستشار اندريه بيلوسوف لوكالة ريا نوفوستي ان «وزارة الاقتصاد اعدت على حد علمي لائحة بالمنتجات» التي ستكون مستهدفة بهذه الاجراءات الجديدة إلى جانب منتجات غذائية خاضعة اساسا لحظر. واضاف «لكن آمل في ان يسود المنطق والا نضطر لاعتماد هذه الاجراءات». ويعتزم الاتحاد الاوروبي اضافة 24 شخصية «بينهم قادة للانفصاليين في الدونباس (شرق اوكرانيا) واعضاء في حكومة القرم اضافة إلى مسؤولين واقطاب اعمال روس» الجمعة إلى لائحته للاشخاص والكيانات التي تستهدفها عقوبات محددة الهدف. واوضح المجلس الاوروبي الذي يمثل الدول الاعضاء الـ28 في مذكرة ان اضافة هذه الاسماء «ترفع الى 119 العدد الاجمالي للاشخاص» الذين تستهدفهم هذه العقوبات المتمثلة في منع الدخول الى اراضي الاتحاد الاوروبي وتجميد الارصدة «بينما يبقى 23 كيانا تحت عقوبة تجميد ارصدتهم في الاتحاد الاوروبي». واتفقت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي أمس على بدء تطبيق العقوبات الاقتصادية المشددة ضد روسيا اعتبارا من الجمعة، كما افادت مصادر دبلوماسية. وقال احد المصادر ان رئيس مجلس اوروبا هرمان فان رومبوي «سيشرح» خلال النهار تفاصيل القرار الذي اتخذ لابقاء الضغوط على موسكو رغم بدء العمل باتفاق وقف اطلاق النار في اوكرانيا. وقال مصدر اخر ان رومبوي سيعلن انه «في ضوء التطورات الميدانية، يمكن مراجعة العقوبات» ان الدول الثماني والعشرين «ستعمل من الآن وحتى نهاية سبتمبر على اجراء مراجعة متأنية لتطبيق خطة السلام» في اوكرانيا.ولن تعرف تفاصيل العقوبات الا بعد نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي. وتم اعتماها رسميا مساء الاثنين لكن الدول وجدت صعوبة في الاتفاق على موعد تطبيقها. وقرر قادة دول الاتحاد الاوروبي مبدأ فرض عقوبات جديدة في 30 اغسطس بعد اشتداد المعارك في شرق اوكرانيا واتهام روسيا بإرسال قوات إليها.
وتم الاتفاق على وقف اطلاق النار بين كييف والانفصاليين منذ ذلك الحين، ويتم الالتزام به اجمالا. ويتوقع ان تعيق العقوبات الجديدة وصول شركات النفط الروسية الكبيرة مثل روسنفت وترانسنفت وجازبروم إلى اسواق المال. وهي تضيف عشرات الاسماء الى مئات الشخصيات الروسية والاوكرانية الموالية لروسيا الخاضعة لعقوبات غربية تشمل تجميد الاصول والحرمان من تاشيرات الدخول. فيما تراجعت العملة الروسية أمس الى مستوى قياسي جديد امام الدولار بعد الاتفاق اوروبي على تشديد العقوبات. وتجاوز سعر الدولار 37,51 روبل وكان اخر مستوى قياسي له في التراجع سجل في 1 سبتمبر. وبلغ 37,57 روبل.
وتراجع الروبل ايضا امام اليورو ليصل الى 48 لكنه بقي فوق المستوى الذي سجله في 1 سبتمبر وكان انذاك ادنى مستوى له منذ مايو. وسجلت اسهم بورصة موسكو تراجعا ايضا.
وبحسب مصدر اوروبي فإن قرار الاوروبيين تعزيز عقوباتهم يهدف الى ابقاء الضغط على موسكو رغم الانفراج الذي سجل على الارض. ويتوقع ان تعيق العقوبات الجديدة وصول شركات النفط الروسية الكبيرة مثل روسنفت وترانسنفت وجازبروم الى اسواق المال. كما انها تضيف عشرات الاسماء الى مئات الشخصيات الروسية والاوكرانية الموالية لروسيا الخاضعة لعقوبات غربية تشمل تجميد الاصول وعدم منح تاشيرات دخول.والعقوبات المشددة التي يفرضها الغربيون تسببت بهرب رؤوس اموال بشكل كثيف ووضعت روسيا على شفير الانكماش.وردا على ذلك فرضت موسكو حظرا على غالبية المنتجات الغذائية من دول تفرض عليها عقوبات. ميدانيا اقرت الحكومة الاوكرانية للمرة الاولى أمس بتوسيع الانفصاليين المقربين من روسيا سيطرتهم على الحدود الشرقية مع روسيا حتى بحر آزوف. وقال المتحدث العسكري اندريي ليسينكو خلال مؤتمر صحافي ان «هذا الجزء من الحدود يقع حاليا تحت سيطرة المرتزقة المقربين من روسيا». ويأتي الاعلان في اعقاب هجوم شنه المتمردون في الجنوب الشرقي الشهر الماضي.وكان مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية افادوا قبل عشرة ايام عن عدم تواجد الجيش الاوكراني في جنوب منطقة دونباس، لكنها المرة الاولى التي تقر فيها السلطات الاوكرانية رسميا بفقدان السيطرة على الحدود في تلك المنطقة. وكان تقدم القوات الاوكرانية على الاراضي الخاضعة لسيطرة انفصاليين والذي بدا منذ يوليو، اصطدم في نهاية اغسطس بهجوم مضاد شنه المتمردون في اتجاه مدن ساحلية استراتيجية في جنوب منطقة دونيتسك المطلة على بحر آزوف. وتحدثت الحكومة الاوكرانية المدعومة من الغربيين عن «اجتياح مباشر» من قوات نظامية روسية قامت بحسب كييف بتغيير المعطيات في هذا النزاع. لكن الكرملين ينفي اي تدخل في اوكرانيا. وقد وقعت كييف اتفاقا الجمعة الماضي مع الانفصاليين لوقف اطلاق النار يجري الالتزام به عموما بحسب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو. وسمع دوي قصف مدفعي في دونيتسك، معقل المتمردين. ■