■ إسلام آباد وكالات: قال مسؤول امس أن الفيضانات قد تؤثر على أكثر من 5 ملايين شخص، في الوقت الذي أمرت فيه الحكومة بإجراء تقييم أولي للخسائر وإجراءات لحماية مدينتين عبر تحول مسار السيول باستخدام المتفجرت، وبدأت المساعدات الدولية تتدفق.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث أن الانهيارات الطينيّة والفيضانات أودت بحياة نحو 270 شخصا في إقليم البنجاب وأنحاء من منطقة كشمير المقسمة بين باكستان والهند.
وقال أحمد كمال، المتحدث باسم الهيئة، أن الفيضانات شردت نحو مليوني شخص من إقليم البنجاب وإقليم السند الذي يقع في الجنوب.
وقال وزير الماليّة إسحاق دار أن ثلاثة ملايين شخص آخرين على الأقل يمكن أن يتأثروا في العاصمة إسلام آباد، في الوقت الذي اتجهت فيه الفيضانات نحو إقليم السند حيث يقوم الجيش بإجلاء السكان.
وقد أمر «دار» الإداراة الخاصة بإدارة الكوارث بإعداد تقييم أولي للخسائر.
في الوقت نفسه، قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الباكستاني أنّ رئيس الوزراء التركي المنتخب حديثا أحمد داود أغلو اتصل بنظيره الباكستاني نواز شريف وعرض عليه تقديم مساعدات مالية وتقنية.
هذا وقد أرسلت الصين الجار الشمالي لباكستان بالفعل مواد إغاثة للضحايا.
فيما سارعت السلطات الباكستانية الى تدشين حملة لحماية مدينتين كبيرتين من الفيضانات المستمرة مستخدمة المتفجرات لتحويل مياه انهار في هذه الأزمة التي ألحقت أضرارا بأكثر من مليون شخص وطاولت مساحات زراعية شاسعة.
وادت الفيضانات وانزلاقات التربة اثر ايام من الامطار الغزيرة الى مقتل اكثر من 450 شخصا في باكستان والهند فيما تحاول المستشفيات بصعوبة التعامل مع هذه الكارثة.
ولا يزال هناك 300 الى 400 الف شخص عالقين في كشمير حيث قطعت الخطوط الهاتفية منذ ايام وبدأت المواد الغذائية والمياه تنفد رغم ان الفيضانات بدأت تنحسر.
وتتجه المياه نحو اقليم البنجاب الباكستاني الذي يشكل منطقة زراعية مهمة والمنطقة الاكثر ازدهارا.وزرع الجيش أمس متفجرات لنسف ثلاثة سدود مائية استراتيجية من اجل تحويل مياه الامطار بعيدا عن بلدتي مولتان ومظفر قاره في جنوب البنجاب وهما مركزان زراعيان كبيران وتزدهر فيهما ايضا صناعة القطن المهمة جدا للاقتصاد الباكستاني.
واتخذت اجراءات اخرى لحماية مدينة جانغ حيث تم اجلاء عشرة الاف شخص ليلا بحسب مسؤول انقاذ يدعى رضوان ناصر.
وقال حافظ شوكت علي المسؤول البارز في ادارة مولتان ان المدارس في المنطقة ستبقى مغلقة في اليومين المقبلين.
والجيش الذي يلعب في معظم الاحيان دورا بارزا في جهود الاغاثة والكوارث قال ان قواته انقذت 22 الف شخص كانوا عالقين في محيط البنجاب وكشمير في القسم الخاضع لسيادة باكستان.واعلنت هيئة ادارة الكوارث الوطنية ان 257 شخصا قتلوا وتضرر 1,1 مليون شخص بما يشمل هؤلاء العالقين في منازلهم والذين نزحوا بعد حصول الفيضانات.وفي الهند عقد رئيس الوزراء نارندرا مودي اجتماعا طارئا حول الكارثة بعدما أشارت تقارير الى التعرض لبعض عمال الاغاثة حيث ساد الغضب لدى السكان بسبب بطء جهود الانقاذ.
وقال مودي ان نقل المواد الغذائية وامدادات المياه للمواطنين في المناطق الاكثر تضررا في محيط سريناغار تشكل اولوية.
وامر مودي «بالقيام بجهود كبرى لضمان تامين وسائل النظافة الاساسية الى المناطق المتضررة في سريناغار» كما جاء في بيان حكومي وسط مخاوف من انتشار اوبئة.
وامر مودي ايضا وزير الداخلية بارسال مسؤولين الى هذه الولاية في الهملايا التي واجهت حكومتها انتقادات شديدة من السكان المحليين والجيش بسبب فشلها في تنسيق جهود الاغاثة.
ومع انتشار الاف الجنود وعمال الاغاثة في العمليات في وادي كشمير الهندية وانحسار المياه، قال رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير عمر عبد الله لشبكة سي ان ان-اي بي ان «لقد كان حجم المشكلة اكبر من قدراتنا .. وتعرقلت قدراتنا على امداد الناس باحتياجاتهم بسبب عدم تمكننا من الوصول الى كل المناطق. هناك اجزاء واسعة من المدينة لا تستطيع حتى القوارب الوصول اليها».
واضاف «انا اتفهم غضبهم .. فقد مروا بأوقات صعبة للغاية».وتعاني المستشفيات في سريناجار من نقص كبير في التجهيزات وانقطاع الكهرباء.وسبق ان شهدت باكستان فيضانات قوية في نفس الفترة في كل سنة تقريبا منذ 2010 حين سجلت اسوأ فيضانات في تاريخها. ■