أكد الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده للعمل وتقديم الدعم والتعاون للخلاص من "الإرهاب".فيما دعا دي ميستورا لمواجهة الإرهاب بالتوازي مع تسريع حل سياسي جامع للأزمة. وأضاف الرئيس السوري خلال اللقاء أمس في دمشق، إن أي تقدم في مجال مكافحة الإرهاب من شأنه أن يسهم في دعم المصالحات الوطنية التي نجحت حتى الآن في العديد من المناطق لتشكل نقطة انطلاق نحو حوار سوري ـ سوري شامل. معربا عن استعداد الحكومة السورية لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي وتقديم الدعم والتعاون اللازمين لإنجاح مهمته بما يحقق مصلحة الشعب السوري في الوصول إلى حل يضمن الخلاص من الإرهاب والقضاء على تنظيماته بمختلف مسمياتها. وقالت " سانا " إن أجواء اللقاء كانت إيجابية وخاصة فيما يتعلق بالقرار الدولي 2170 المتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث كانت وجهات النظر متفقة على أهمية هذا القرار وضرورة تطبيقه بشكل صحيح. من جهته أكد دي ميستورا أنه لن يدخر جهدا في العمل مع جميع الأطراف داخل سوريا وخارجها من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا عبر عملية سياسية بالتوازي مع مكافحة الإرهاب والمضي في المصالحات الوطنية. وفي مؤتمر صحفي بعد لقائه الأسد، دعا دي ميستورا إلى "مواجهة التنظيمات الإرهابية"، بالتوازي مع تسريع مسار سياسي "فعال وجامع" لحل الأزمة السورية. وأتت تصريحات دي ميستورا في زيارته الأولى إلى دمشق منذ تعيينه في منصبه في العاشر من يوليو، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عزمه شن "حرب بلا هوادة" ضد تنظيم "داعش" ، بما يشمل توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا. وقال دي ميستورا "يجب مواجهة المجموعات الإرهابية وهذا واضح، والمجتمع الدولي يقترب أكثر فأكثر من التحرك في هذا المجال". وأضاف "لا يوجد تعارض، بل ثمة تكامل في محاربة الإرهاب من خلال إجراءات أمنية، وأيضا من خلال مسار سياسي متسارع وفعال وجامع، يساهم في عزل الإرهابيين عن باقي الشعب". وأشار إلى أنه يجب "مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي خاص بهم" للأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، مضيفا إن "المبادىء التوجيهية والنتائج التي توصل إليها سلفا المرموقان كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي لن تتم إضاعتها، لكن علينا أيضا في هذا الوقت أن نأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة والتطورات". واعتبر أن من هذه التطورات "تصاعد أخطار التنظيمات الإرهابية التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 2170" الصادر بالإجماع منتصف أغسطس، والذي يستهدف المقاتلين الإرهابيين في سوريا والعراق، لا سيما "داعش" و"جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة. وقال دي ميستورا "ثمة أولوية مهمة حددها القرار 2170، والخبر الجيد هو أن الجميع بات يشعر بالحاجة إلى وجود مبادرة معينة في ما يتعلق بالإرهاب الذي أصبح تهديدا للجميع في المنطقة وما بعدها"، مشيرا إلى أن "الخطر الإرهابي أصبح هما عالميا يتشارك به الجميع". إلا أنه اعتبر أن "محاربة الإرهاب" تتطلب كذلك "تسريع المسار السياسي الذي سيقود إلى وضع أمني مختلف ووضع أفضل للعائلات في سوريا". وأضاف "هذا أيضا أولوية بالنسبة إلينا، الأمران يسيران بالتوازي". وأكد أن "الأمم المتحدة ستتعامل بجدية أكبر مع أولوية محاولة خفض مستوى العنف وإعادة نوع من الحياة الطبيعية للسوريين". وقال دي ميستورا إنه عقد "لقاءات مفيدة" في دمشق ووصف لقاءه مع الأسد بأنه كان "طويلا ومفيدا جدا"