رسالة فلسطين المحتلة – من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى، أن الشهيد الفلسطيني الأسير رائد عبد السلام الجعبري (35 عاما) قد استشهد جراء تعرضه للتعذيب الشديد على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي. فيما اندلعت مواجهات عنيفة متفرقة بعد ظهر الجمعة ، في منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية عقب تشييع جثمان الشهيد الأسير رائد الجعبري في مقبرة الشهداء بحارة الشّيخ في المدينة. واتهم قراقع الاحتلال الاسرائيلي بأنه ارتكب جريمتين بحق الشهيد الأسير الجعبري، حيث سارع الاحتلال للادعاء بأن الجعبري قد شنق نفسه داخل السجن، وحاولت اسرائيل اخفاء السبب الحقيقي لاستشهاده وهو تعرضه للتعذيب. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة قبل الماضية في ديوان آل الجعبري بمدينة الخليل، "لقد اثبت تشريح جثة الجعبري في معهد الطب العدلي في ابو ديس تعرضه للتعذيب الشديد ما ادى الى حدوث نزيف وارتجاج في الدماغ وهو السبب الرئيسي الذي أدى للوفاة". وأضاف" لم يتبين خلال التشريح وجود أية علامات حول رقبة الشهيد الجعبري كما ادعى الاحتلال الاسرائيلي بانه قد شنق نفسه". الى ذلك ، رشق عشرات الشبّان جنود الاحتلال بالحجارة على أحد الحواجز العسكرية بمنطقة باب الزاوية في الخليل، على الشارع الفاصل بين باب الزاوية وشارع الشهداء بالمدينة، حيث نشر جيش الاحتلال العشرات من جنوده. وكان شيع الآلاف في محافظة الخليل ، الشهيد رائد عبد السلام الجعبري ( 34 سنة) من مدينة الخليل بمشاركة رسمية وشعبية، والذي ارتقى قبل يومين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع خلال كلمته في مراسم التشييع إن الشهيد الجعبري ارتقى شهيدا جراء تعرضه لضربة قاتله على الرأس من قبل قوات 'الناحشون' المتخصصة بقمع الاسرى. وأضاف: أظهر تقرير الطب العدلي بعد تشريح جثمان الشهيد بوجود ضربه قاتلة على الرأس تسببت بنزيف وارتجاج في الدماغ الى جانب العديد من الضربات الأخرى في نفس المنطقة. وفند قراقع الادعاءات الإسرائيلية التي تدعي بأن الشهيد الجعبري أقدم على الانتحار داخل السجن، مشيرا إلى أن هذه الادعاءات كاذبه وتريد حكومة الاحتلال منها التهرب من المسؤوليات القضائية والدولية في ظل مواصلة حكومة الاحتلال قمع الأسرى وقتلهم داخل المعتقلات الإسرائيلية. من جهته، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي بتشكيل لجنة متخصصة لتتولى مهام رفع دعوى الى محكمة الجنايات والعدل الدولية للوقوف على جرائم الاحتلال وقضية استشهاد الجعبري. وذكر أن كل الدلائل تظهر بأن هذا الأسير استشهد تحت التعذيب ضمن سياسة ممنهجة لقمع الحركة الأسيرة على صمودها وثنيها عن المطالبة بحقوقهم. أما محافظ الخليل كامل حميد، قال إن هذه الجريمة ستضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة بحق الفلسطينيين، وأن الاحتلال يعتقد بأن باغتيال الجعبري انتزع مقاوما فلسطينيا مطالبا بحقه متناسيا بأن الآلاف من الذين شاركوا بالتشييع هم مناضلون سيعلمون أبنائهم النضال والتمسك بالوطن لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني. وتخلل التشييع إلقاء العديد من الكلمات لقادة القوى الوطنية والإسلامية طالب المتحدثون فيها المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته في ظل الاستهداف الواضح لحكومة الاحتلال المتعطشة للدماء ضمن مسلسل القتل اليومي لأبناء الفلسطينيين. كما طالبوا برفع الشكاوى ضد حكومة الاحتلال في المحاكم الدولية لإرغامها على وقف مجازرها ومعاقبة مقترفي هذه المجازر.ووري جثمان الشهيد في مقبرة الشهداء وسط مدينة الخليل بعد الصلاة عليه في مسجد الحسين ، من جانبه ، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنه في ضوء نتائج التحقيق في قضية الشهيد الأسير رائد الجعبري، وبعد أن اتضح أن إسرائيل تمارس جريمة قتل وإخفاء الجريمة على غرار ما تقوم به عصابات الإجرام، بات من الضروري والملح محاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه بالتوجه إلى القضاء الدولي ومحكمة الجنايات الدولية. وذكّر فارس في بيان صحفي تلقت الوطن نسخة منه بارتقاء 5 شهداء في سجون الاحتلال الاسرائيلي على مدار السنوات الأربع الأخيرة، مضيفا: ما جرى في قضية الأسير الشهيد الجعبري يعتبر سببا إضافيا للإسراع في وضع حد لجرائم الاحتلال المستمرة. وكان ، تقرير تشريح جثة الفتى الفلسطينية محمد سنقرط (16 عامًا) من القدس أكد على أن وفاته نجمت عن إصابته برصاصة من نوع الإسفنج من مسافة لا تزيد على عشرة أمتار، وليس نتيجة سقوطه، كما سبق وادعت إسرائيل. وبحسب ما نشر عن تقرير تشريح الجثة فإن هذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها متظاهر جراء استخدام رصاصة أسفنجية. وأشار خبراء إلى أن الشرطة بدأت باستخدام رصاص إسفنجي بلون أسود، أكثر صلابة وقوة مقارنة بالرصاص الأزرق الذي استخدمته الشرطة في السنوات الأخيرة. وبحسب شهادات أطباء وصحافيين وناشطين فلسطينيين، فإن إصابة الرصاصة السوداء أشد وقد تكون فتاكة مثلما حصل مع سنقرط. ونقل عن مصادر إسرائيلية، مطلعة على التحقيق في ظروف استشهاد سنقرط، أن الأطباء الإسرائيليين يتفقون مع التقرير الفلسطيني أن الوفاة نجمت عن رصاصة إسفنجية وليس نتيجة سقوط، وذلك استنادا إلى حدود الجرح وشكل الكسر في الجمجمة. وبحسب الخبراء فإن قطر الرصاصة الإسفنجية 40 ميلليمترا، وهي مصنوعة من البلاستيك، وعلى رأسها قبة إسفنجية سوداء صلبة وقوية وقد توجهت الشرطة إلى الولايات المتحدة لإجراء سلسلة من الفحوصات بشأن شراء مخزون إضافي من الرصاص الإسفنجي الأسود لاستبدال الرصاص الأزرق، الذي كانت تستخدمه إسرائيل. حيث أن الرصاصة السوداء أطول من الزرقاء، وأثقل بشكل ملموس، ويصل وزنها إلى 62 جرامًا، بدون قاعدتها المعدنية التي تبقى في القاذفة، أي ضعف وزن الرصاصة الزرقاء. من جهتها تؤكد عائلة الشهيد سنقرط أن الرصاص أطلق على ابنها بينما كان يسير في الشارع، على عكس ما تدعي الشرطة أنه كان يسير في الشارع فسقط وارتطم رأسه بالرصيف، ما أدى الى وفاته. وعرضت العائلة صورة لابنها فور إصابته وهو ملقى على الأرض وهو ينزف دمًا.