واشنطن ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
اتخذت الولايات المتحدة من تعاملها مع الوضع الصومالي نموذجا لما تعتزم القيام به في مكافحتها للإرهاب فيما تسعى روسيا التي استبعدتها واشنطن من التحالف المزمع إلى تعزيز تحالف شنغهاي المتمثل في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يريد، من أجل "الحرب بدون هوادة" ضد تنظيم داعش، أن يستلهم العمليات التي جرت في الصومال وتوجت بمقتل زعيم حركة الشباب في مطلع سبتمبر.
وتبقى الحملة المتوقعة في الوقت الراهن غير واضحة المعالم بغض النظر عن هذا التشبيه الضعيف. فالمثال الصومالي يستدعي توقع عمليات جوية في القسم الأكبر منها ـ طائرات من دون طيار أو طائرات مقاتلة، يمكن أن تضاف إليها عمليات دقيقة للقوات الخاصة على الأرض.
وعلى الرغم من إعلان واشنطن أنها ضمت عشر دول عربية إلى تحالفها إلا أن دورها لايزال غامضا. فقد أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن "أي دولة لا تتحدث عن ارسال قوات إلى الأرض ونحن لا نعتقد أنه ستكون هناك حاجة إليها".
وعلى غرار ما يحصل في الصومال، فإن فعالية العمليات ستستند أساسا إلى الاستخبارات: اعتراض اتصالات ومراقبة عبر الأقمار الصناعية واستخبارات العنصر البشري ومحاولات تسلل.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن ثقته بالنجاح في تشكيل تحالف عالمي من الدول الأوروبية والعربية يدعم الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش.
وقال كيري في أنقرة "أنا مرتاح: سيكون تحالفا كبيرا مع دول عربية ودول أوروبية والولايات المتحدة وآخرين يساهمون في كل من أوجه الاستراتيجية التي عرضها الرئيس (باراك) اوباما".
ويواصل كيري جولته الاقليمية لبناء هذا التحالف الذي يضم نحو أربعين بلدا.
كما أعلن كيري أن الولايات المتحدة ترفض حضور إيران للمؤتمر الدولي حول العراق ومحاربة تنظيم داعش المقرر الاثنين في باريس.
واعتبر كيري أن مشاركة طهران في هذا المؤتمر "لن تكون في محلها" وخصوصا بسبب "ضلوع إيران في سوريا".
وحاول كيري اقناع تركيا بدعم التصدي لداعش ذلك أن هذه الدولة الحليفة للولايات المتحدة والعضو في الحلف الأطلسي ترفض أي مشاركة عسكرية في مكافحة هذا التنظيم.
ولا ترغب انقرة أيضا في السماح للأميركيين باستخدام قاعدتها الجوية في انجرليك (جنوب) القريبة من الحدود السورية، لشن هجمات ضد المسلحين المتطرفين.
وتخشى تركيا من تعريض حياة 46 من رعاياها يحتجزهم المتطرفون منذ يونيو في الموصل شمال العراق.
وعلق دبلوماسي أميركي ردا على سؤال حول رفض أنقرة بالقول "على ما يبدو هناك حساسيات في الجانب التركي نحترمها".
وفي المجالس الخاصة، قلل مسؤولون أميركيون آخرون من شأن التحفظات التركية مؤكدين أن حليفهم يفضل التحرك من وراء الكواليس في الملف السوري بدلا من الظهور في تحالف مناهض للمتطرفين.
واجتمع كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط سعيا لتشكيل الائتلاف الذي سيضم أكثر من 40 دولة، في انقرة بوزير الخارجية مولود شاويش أوغلو وقال وهو إلى جانبه أن الولايات المتحدة وتركيا "شريكان مهمان وبالتأكيد داخل الحلف الأطلسي وانما ليس فيه وحسب"، مشددا على التعاون "في مكافحة الارهاب".
واكتفى الوزير التركي بالتطرق الى "التحديات والتهديدات" التي يمثلها "العراق وسوريا".
والتقى كيري لاحقا الرئيس رجب طيب اردوغان ثم رئيس الوزراء احمد داود أوغلو.
ونقلت وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية عن مصدر في الرئاسة التركية قوله ان تركيا ستقف الى جانب التحالف المناهض لتنظيم داعش من دون اللجوء مع ذلك الى الخيار العسكري.
وأوضح هذا المصدر رافضا كشف هويته أن "تركيا والولايات المتحدة ستواصلان مكافحة كل المنظمات الارهابية في المنطقة معا كما كانت عليه الحال في الماضي".
وفي المقابل أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستسعى خلال رئاستها لمنظمة شنغهاي للتعاون إلى توسيع هذه المنظمة الدولية وزيادة فعاليتها. الأمر الذي يفتح الباب لأن تكون هذه المنظمة حلفا آخر لمواجهة الارهاب.
وأشار بوتين في كلمة ألقاها في جلسة موسعة لقمة المنظمة في دوشنبه إلى أن زعماء هذا المنتدى سيوقعون على اتفاقات مهمة تسمح بتهيئة الظروف اللازمة لانضمام دول جديدة إليه.
من جهة أخرى أكد الرئيس الروسي أن زعماء المنظمة بحثوا عددا من القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن مواقف دول المنظمة في هذا المجال متطابقة أو متقاربة.
من جانبه أعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف أن الهند وباكستان طلبتا رسميا الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، معربا عن أمله في أن تحصل الدولتان على عضوية كاملة فيها.
من جهة أخرى ربط نزاربايف بين نجاح المفاوضات حول قضية الملف النووي الإيراني وآفاق انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
ووجهت "منظمة شنغهاي للتعاون" إنتقاداً ضمنيا للولايات المتحدة في ختام قمتها أمس قائلة: "إن تطوير أنظمة دفاع صاروخي بشكل أحادي يقوض الأمن العالمي".
ولم تذكر المنظمة التي تضم أربعة بلدان أخرى في آسيا الوسطى، الولايات المتحدة الأميركية بالاسم، في بيانها الصادر خلال اجتماع قمة في دوشنبه.
وقال البيان: "إن الإمكانات الأحادية غير المحدودة لمنظومات الدفاع الصاروخية لدى دول منفردة أو مجموعة من الدول تضر بالأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي".
وأضاف البيان أن أعضاء المنظمة يرون: "أن الأمن القومي لا ينبغي أن يتحقق على حساب أمن بلدان أخرى".
كذلك دعت القمة إلى تسوية الأزمة في سوريا بالطرق السياسية الدبلوماسية حصراً وذلك عبر حوار سوري شامل.