كاميرون في محاولة أخيرة لإنقاذ (الوحدة)
ادنبره (بريطانيا) ـ عواصم ـ وكالات: بذلت بريطانيا المزيد من الجهود لمواجهة احتمالات استقلال اسكتنلدا عبر الاستفتاء المزمع إجراؤه الخميس المقبل، ولأول مرة تدلي الملكة اليزابيث الثانية بتصريح بشأن الاستفتاء حيث دعت الأسكتلنديين للتمهل قبل اتخاذ القرار والنظر إلى المستقبل، فيما أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عددا من اللقاءات مع قادة المجتمع الاسكتلندي لحثهم على رفض الاستقلال والتصويت على استمرار الوحدة،
من جانبها دعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الاسكتلنديين إلى التأني في اتخاذ قرارهم بشأن الاستقلال عن المملكة المتحدة، وذلك قبل أيام قليلة من الاستفتاء الذي من المقرر إجراؤه لحسم هذا الأمر الخميس المقبل. وقالت ملكة بريطانيا أثناء تواجدها في قلعة بالمورال في اسكتلندا التي اعتادت قضاء فترة الصيف فيها كل عام: "أمل أن يفكر الشعب مليا في المستقبل". وتجدر الإشارة إلى أنه حتى إذا اختار الاسكتلنديون الاستقلال عن المملكة المتحدة في هذا الاستفتاء، ستبقى الملكة إليزابيث الثانية على رأس دولة اسكتلندا وهي مستقلة؛ حيث أعلن أنصار الاستقلال ذلك بشكل واضح من البداية. من جانبه أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقاءات متنوعة في اسكتلندا أمس في محاولة اخيرة لاقناع الناخبين بقول "لا " للاستقلال عن المملكة المتحدة. وفي ظل اظهار استطلاعات الرأي ان استفتاء يوم الخميس في موقف صعب، من المتوقع ان يقول كاميرون للاسكتلنديين انه " لن يكون هناك عودة " في حال صوتوا على انهاء أكثر من 300 عام من الاتحاد مع بقية المملكة المتحدة البريطانية. ومن ناحية أخرى من المنتظر ايضا ان يلتقي الوزير الأول الاسكتلندي اليكس سالموند بقادة الأعمال في محاولة لإلقاء الضوء على الفرص الاقتصادية التي يمكن ان يجلبها الاستقلال .
وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) مطلع الأسبوع إن التصويت "فرصة تأتي مرة واحدة في الجيل لاسكتلندا".
واظهرت ثلاث استطلاعات للرأي نشرت أمس الاول تقدم الحملة الموالية للاتحاد، بينما اظهر استطلاع أجرته مؤسسة " آي سي ام " للأبحاث تقدم الحملة الموالية للاستقلال بفارق ثماني نقاط. وأشار الخبراء إلى توخي الحذر بشأن الاستطلاعات، بسبب وجود عينة أقل من المعتاد. وأشار " استطلاع الاستطلاعات " - وهو تحالف لاخر ست استطلاعات اجراها جون كورتيس استاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد - إلى ان 51 بالمئة من الاسكتلنديين ضد الاستقلال بينما يؤيده 49 بالمئة.
وانضم القائد السابق للمنتخب الانجليزى لكرة القدم ديفيد بيكهام إلى النقاش، حيث طلب من الاسكتلنديين عدم التخلي عن الاتحاد وهو " موضع حسد العالم بأسره". وقال في خطاب مفتوح اصدرته حملة "فلنبق معا" الموالية للاتحاد :"الانجاز الذي منحني أكثر شعور بالفخر هو ان ألعب من أجل بلادي وان أصبح كابتن (المنتخب الوطني)". وتردد ان الملكة اليزابيث الثانية الملتزمة دستوريا بأن تظل فوق السياسة، قالت لشخص يتمنى الخير لغيره خلال التجول في اسكتلندا انها تتمنى ان "يفكر الأفراد بعناية شديدة بشأن المستقبل " عندما يدلون بأصواتهم.
وأصدر قصر باكنجهام بيانا نادرا الأسبوع الماضي يؤكد على " حيادها " ورفضها أي تلميحات تشير إلى انها تحاول التأثير على التصويت ووصفها ذلك بانه "حطأ تماما ".
وسوف تظل الملكة رئيسة في اسكتلندا المستقلة ولكن تردد على نطاق واسع انها قلقة للغاية بشأن احتمال انقسام المملكة المتحدة .
من جهة اخرى قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن امس انه لا يعتقد ان الاستفتاء على الاستقلال الذي سيجري في اسكتلندا هذا الاسبوع سيؤثر على مساهمة بريطانيا في الحلف بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.
وقال راسموسن ردا على سؤال طرح في مناسبة نظمها معهد كارنيجي يوروب للابحاث "دون ان اتدخل في الجدل المؤدي الى الاستفتاء لا أرى ان اي نتيجة للاستفتاء الاسكتلندي ستؤثر على مساهمة المملكة المتحدة في حلف شمال الاطلسي."
وفي حالة اختيار الاسكتلنديين الاستقلال عن بريطانيا سيكون على البلاد التقدم بطلب للانضمام الى الحلف ولم يذكر راسموسن الوقت الذي سيستغرقه ذلك.
وأضاف "اذا ارادت دولة مستقلة جديدة ان تكون عضوا في حلف شمال الاطلسي عليها ان تقدم طلب عضوية للحلف."