بغداد ـ واشنطن عواصم ـ وكالات:
قال الجنرال مارتن ديمبسي امس الثلاثاء ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيدرس ارسال مستشارين عسكريين اميركيين الى جبهات القتال في العراق "بحسب كل حالة". وصرح الجنرال ديمبسي امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان اوباما "ابلغني بالعودة اليه بحسب كل حالة"، مضيفا ان المعارك المستقبلية في العراق قد تتطلب وجود قوات اميركية على الارض للمساعدة في توجيه الضربات الجوية الاميركية لقوات المسلحين في تنظيم (داعش). كما افاد سكان محليون ان 22 عنصرا من عناصر (داعش) قتلوا في غارات للطيران الامريكي امس الثلاثاء على مناطق متفرقة في مدينة الموصل ( 400 كم شمالي بغداد). وابلغ السكان في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "ان الطيران الاميركي قصف مواقع المسلحين في مناطق الخازر وتلعفر واسكي موصل وادى الى مقتل نحو 22 مسلحا". من جهته اعلن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى ان الغارة الاولى التي نفذتها القوات الجوية الاميركية ضد "داعش" قرب بغداد اصابت هدفا لهذا التنظيم المتطرف في منطقة صدر اليوسفية (جنوب غرب العاصمة) واصفا الضربة بانها "مهمة" ومشيرا الى تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف. وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية لوكالة فرانس برس "نفذ الطيران الاميركي ضربات مهمة لاهداف معادية في صدر اليوسفية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد". وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كلم من وسط مدينة بغداد وهي احد اقرب معاقل تنظيم داعش الى العاصمة العراقية. وتعد هذه المنطقة الساخنة الاقرب الى بغداد وتشهد عمليات قتل متواصلة، حيث تكافح قوات الجيش العراقي من اجل الدفاع عن الخطوط الامامية لحماية بغداد. واضاف عطا "هناك تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الاميركي". واعتبر عطا ان "توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الاهداف والقضاء عليها". وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض الكشف عن هويته اعلن في وقت سابق ان مقاتلات اميركية نفذت غارة بالقرب من بغداد واخرى بالقرب من سنجار في شمال العراق في ال24 ساعة الماضية. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان "القوات العسكرية الاميركية تواصل مهاجمة ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وشنت غارتين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غرب بغداد". وتابع البيان ان "الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الاولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الانسانية بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس (باراك اوباما) الاربعاء الماضي". وادت الغارتان الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار بالاضافة الى موقع قتالي جنوب غرب بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية. واضاف البيان ان "جميع المقاتلات عادت الى مواقعها سالمة بعد شن الغارتين". وتابع ان "الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشات للولايات المتحدة ودعم الجهود الانسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها على تنظيم الدولة الاسلامية". على صعيد اخر استعادت قوات البشمرجة الكردية امس الثلاثاء السيطرة على اربع قرى بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. وقال ضابط بارز في قوات البشمركة الكردية ان "قواتنا تمكنت صباح امس من طرد مسلحي داعش من اربع قرى غرب اربيل واستعادة السيطرة عليها". واوضح ان "الاشتباكات تخللها قصف مكثف بالصواريخ وقذائف الهاون تمكنت قوات البشمركة بعدها من استعادة السيطرة على قرى حسن الشام وسيوديان وبحرة وجسر الخازر". واشار الى ان هذه القرى تقع في منطقة الحمدانية الواقعة شرق مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) . واكد مصدر مسؤول في مكتب البطريرك لويس ساكو للكلدان في العراق والعالم، ان "قوات البشمرجة تمكنت بعد اشتباكات خاضتها في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الثلاثاء) من تحرير عدد من القرى بينها حسن شام وسيوديان، بعد ان فر المسلحون من تنظيم داعش منها".
وأشار إلى أن هذه قرى مسيحية مهمة جدا كونها مطلة على برطلة والحمدانية.
وسيطر المتشددون مطلع ااغسطس، على مناطق واسعة بينها برطلة وبلدة الحمدانية التي تعد اكبر مناطق التي يسكنها المسيحيون في محافظة نينوى، شمال العراق، ما دفع عشرات الاف الى النزوح وتوجه غالبيتهم الى اقليم كردستان . من جهته اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الجيش التركي يعتزم اقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع العراق وسوريا لمواجهة تهديد مقاتلي تنظيم داعش، حسبما نقلت عنه الصحف الصادرة امس الثلاثاء. وصرح اردوغان امام الصحفيين الذين رافقوه خلال عودته بالطائرة من قطر حيث قام بزيارة رسمية، ان "القوات المسلحة التركية تعمل (على خطط) سترفعها الينا وسنتخذ قرارا في حال اقتضى الامر ذلك". وردا على سؤال وجهته اليه وكالة الصحافة الفرنسية اكد مصدر حكومي تركي هذا المشروع. وقال "ان هيئة الاركان بصدد القيام بعمليات تفقد لتحديد ما اذا كان بالامكان اقامة منطقة عازلة، لكن لم ينجز اي شيء بعد" موضحا ان ذلك لن يكون سوى ل"دوافع انسانية بحتة". وأضاف "أن همنا الأكبر هو وصول دفعة جديدة كبيرة من اللاجئين. نستضيف اصلا نحو 1,5 مليون سوري وسنتمكن من استيعاب موجة جديدة بهذا الحجم". على صعيد اخر عقد البرلمان العراقي امس الثلاثاء
جلسة للتصويت على الحقائب الوزارية التي لم يتم تسمية مرشحيها خلال جلسة إعلان تشكيل الحكومة العراقية الشهر الماضي . وصوت البرلمان خلال جلسته امس التي حضرها 285 نائبا على منح الثقة لمرشح وزارة الموارد المائية محسن عصفور لفته فيما لم يتم منحها لمرشحي وزارات الدفاع والداخلية والسياحة لأن المرشحين للحقائب وهم كل من رياض الغريب لوزارة الداخلية وجابر الجابري لوزارة الدفاع وعلي الأديب لوزارة السياحة لم يحصلوا على الأصوات الكافية لمنح الثقة. وأكد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء خلال الجلسة أن "تأجيل أسماء الوزراء الأمنيين في جلسة منح الثقة تم بناء على طلب الكتل". وقال "خلال الفترة الماضية عرضت اسماء لمرشحين محترمين يمثلون كتلا نيابية لكن كانت لنا رؤية خاصة بهذا الموضوع والملف الأمني يعد من أكثر الملفات خطورة التي يتطلب معالجتها". واتفق البرلمان العراقي على عرض اسمي المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية على جلسة البرلمان يوم الخميس المقبل بعد التفاهم بين الكتل السياسية . وأدى اليمين القانونية حسين الشهرستاني وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي ومحمد مهدي البياتي وزيرا لحقوق الانسان.