موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أرسل الجيش الروسي أمس المزيد من التعزيزات العسكرية الى اقليم القرم المنضم حديثا الى الاتحاد الروسي عقب افصاله عن اوكرانيا, في وقت اتمت أوكرانيا الإجراءات التشريعية للموافقة على الشراكة التاريخي مع الاتحاد الاوروبي كما اعتمدت قانونا يعطي مناطق الشرق الانفصالية حكما ذاتيا.
ودعا وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أمس الى نشر تعزيزات في منطقة القرم وجنوب روسيا بسبب تدهور الوضع في اوكرانيا ووجود حشود لقوات اجنبية، حسب قوله، في مناطق قريبة من حدود روسيا.
وقال الوزير في اجتماع لكبار قادة وزارة الدفاع ان نشر "مجموعة كاملة من القوات لها قدراتها الذاتية باتجاه القرم .. يعد اولوية".
واضاف ان "الوضع في اوكرانيا يتدهور بشكل كبير كما ازداد التواجد العسكري الاجنبي في مناطق قريبة جدا من حدودنا" بحسب وكالات الانباء الروسية.
واضاف ان "الوضع العسكري والسياسي في جنوب غرب روسيا" تغير كثيرا منذ بداية العام.
وتخشى روسيا بشدة من توسع الحلف الاطلسي شرقا، واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب باشعال ازمة في اوكرانيا لتحقيق هذا الهدف.
وكانت روسيا ضمت منطقة القرم الاوكرانية اليها في مارس الماضي، حيث تعد شبه الجزيرة مقرا للاسطول البحري الروسي على البحر الاسود.
من جهة اخرى اعلنت اللجان الانتخابية المحلية أمس ان الحزب الحاكم في روسيا فاز بدون مفاجأة في الانتخابات الاقليمية في شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في مارس الماضي.
وبحسب المعطيات الرسمية حصل حزب الكرملين "روسيا الموحدة" على 70 مقعدا من اصل 75 في برلمان القرم مع نسبة مشاركة بلغت 53,61%. وفي مدينة سيباستوبول ذات الوضع الفدرالي حصل الحزب على 22 مقعدا من اصل 24 .
اما الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي القومي المتطرف، الحزب الوحيد الذي تجاوز عتبة ال5% من الاصوات مع روسيا الموحدة، فكان نصيبه خمسة مقاعد في برلمان القرم ومقعدين في سيباستوبول.
وقد صوت سكان شبه الجزيرة حيث يرسو الاسطول الروسي في البحر الاسود، لانتخاب نواب البرلمان في القرم وسيباستوبول، ولاختيار المستشارين البلديين المحليين. وستكون مهمة البرلمانيين بعد ذلك انتخاب حكام المنطقة.
ودانت اوكرانيا هذا الاقتراع الاول الذي نظم في القرم منذ ضم شبه الجزيرة الى روسيا واعتبرته غير شرعي. كما اعلنت الولايات المتحدة أمس انها لا تعترف بشرعية الاقتراع.
واعرب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي يترأس ايضا حزب روسيا الموحدة عن ارتياحه لنتيجة التصويت "التي اكدت لنا، لنا ولجيرانها، ان الحكم في روسيا يرتكز الى اجراءات قانونية".
وقد جرت انتخابات محلية الاحد في روسيا لانتخاب الحكام او المجالس المحلية في 84 منطقة. وادت النتائج في غالبيتها العظمى الى فوز المرشحين المدعومين من الكرملين.
ميدانيا: اعلن اندريه بورغين "نائب رئيس وزراء ما تسمى جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد ان منطقة دونباس، معقل المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، "لم يعد لديها اي رابط مع اوكرانيا".
وقال "ان دونباس تخضع لادارة حكم ذاتي بالكامل، وهذه المنطقة لم يعد لديها اي رابط مع اوكرانيا" وذلك ردا على اعتماد كييف قانونا يعطي منطقتي دونيتسك ولوغانسك، معقل المتمردين، حكما ذاتيا اوسع.
وفي السياق ذاته صادق البرلمان الاوكراني أمس على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الاوروبي كما اعتمد قانونا يعطي مناطق الشرق الانفصالية حكما ذاتيا اوسع وينص على تنظيم انتخابات في 7 ديسمبر.
ميدانيا، اوقع قصف جديد على دونيتسك معقل المتمردين الموالين لروسيا اربعة قتلى في خرق جديد لاتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في 5 سبتمبر بين كييف والانفصاليين لانهاء خمسة اشهر من النزاع الذي اوقع اكثر من 2700 قتيل.
ونال اتفاق الشراكة اصوات 355 نائبا، ولم يصوت ضده اي من النواب الحاضرين.
وبعد التصويت ادى البرلمانيون النشيد الوطني الاوكراني ثم وقع الرئيس بترو بوروشنكو الاتفاق وسط تصفيق النواب.
وتم بث وقائع الجلسة مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع ستراسبورغ حيث صادق النواب الاوروبيون ايضا على اتفاق الشراكة.
واعتبر الرئيس الاوكراني ان الاتفاق "يشكل خطوة اولى" مهمة نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وتساءل الرئيس امام النواب قبل دقائق من التصويت "من سيعارض احتمال الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي نخطو اليوم نحوه اول خطوة مهمة؟".
وهذا الاتفاق الذي يتضمن شقين اقتصادي وسياسي، يبقى رمزيا الى حد كبير في هذه المرحلة لان الاتحاد الاوروبي اعلن ارجاء دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ حتى نهاية 2015 لافساح المجال امام اجراء مناقشات مع روسيا المعارضة لهذا الاتفاق.
وفي ستراسبورغ، صادق البرلمان الاوروبي ايضا على الاتفاق في الوقت نفسه.
والاتفاق الذي وصفه رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز بانه "تاريخي" نال اصوات 535 نائبا مقابل 127 صوتوا ضده فيما امتنع 35 عن التصويت.
من جانب اخر اقر البرلمان مشروعي قانون عرضهما الرئيس الاوكراني، احدهما يتعلق بمنح "وضع خاص" لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك والاخر ينص على اصدار عفو مشروط عن "المشاركين في احداث دونيتسك ولوغانسك" .
وياتي ذلك بموجب خطة السلام التي وقعها في مينسك في 5 سبتمبر السفير الروسي لدى كييف ميخائيل زورابوف والرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما وممثلان عن الانفصاليين وعن منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وهذه الخطة اتاحت دخول وقف اطلاق نار حيز التنفيذ رغم انه ينتهك باستمرار. وقتل اربعة مدنيين امس في قصف في دونيتسك وماكييفكا. وشهد أمس الاول افدح خسائر بشرية منذ الالتزام بوقف اطلاق النار مع مقتل ستة مدنيين.
والقانون حول منح منطقتي دونيتسك ولوغانسك "وضعا خاصا" والذي يرفضه المتمردون ويطالبون باستقلال، ينص ايضا على اجراء انتخابات محلية في 7 ديسمبر على مستوى "المناطق والمجالس البلدية ومجالس القرى" في هاتين المنطقتين.
ونال النص اصوات 277 نائبا.
ويشمل هذا القانون ايضا تشكيل حكومة تحظى بحكم ذاتي موقت وتتولى مهامها فور اعتماد القانون ولمدة ثلاث سنوات.
وياتي ذلك قبل ايام من لقاء جديد يعقده الموقعون على اتفاق وقف اطلاق النار في العاصمة البيلاروسية لدفع عملية السلام قدما.
وبحسب الرئاسة الاوكرانية فان هذه الاقتراحات تمهد الطريق امام نظام لامركزي ويضمن في الوقت نفسه "سيادة ووحدة اراضي واستقلال" اوكرانيا.
وصوت النواب من جانب اخر على قانون العفو عن "المشاركين في احداث دونيتسك ولوغانسك".
وبحسب الرئاسة فان مشروع القانون يعفي المقاتلين من ملاحقات ادارية وجنائية باستثناء الذين ارتكبوا "اعمال قتل واغتصاب وارهاب". كما يستثنى من هذا العفو المسؤولون عن سقوط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الماليزية في يوليو الذي ادى الى مقتل 298 شخصا.
واعلنت بلدية دونيتسك أمس ان ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب خمسة اخرون في المدينة، فيما قتل شخص رابع في ماكييفكا بالقرب من معقل المتمردين.
ولم يتسن على الفور تحديد مصدر هذه النيران التي ادت الى مقتل مدنيين.
وقال ناطق عسكري ان المتمردين استهدفوا مواقع القوات الاوكرانية قرب المطار الخاضع لسيطرة القوات النظامية لكن بدون ان يتسبب بانسحابها.