لقدس المحتلة:
أعلن الامين العام لحزب الشعب بسام الصالحي دعوة الحزب لاطلاق حوار وطني شامل بمشاركة كافة القوى والشخصيات، يستند إلى الاتفاقات السابقة، ويحسم الموقف من القضايا الإستراتيجية، على ان يكون بجدول زمني لا تزيد مدته عن شهرين، يتبعه اعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كافة.
وكان قد عقد حزب الشعب الفلسطيني اجتماعا مركزيا موسعا لقيادته وكوادره الحزبية في مدينة رام الله، مساء الثلاثاء، خصص لبحث المستجدات السياسية على كل الاصعدة، خاصة تداعيات العدوان على قطاع غزة والوضع الداخلي الفلسطيني، وأثر ذلك كله على تطورات ومكانة القضية الوطنية والمخاطر والتحديات التي تتعرض لها، والمهام الماثلة امام الشعب الفلسطيني وقيادته.
وقال الصالحي انه لتنفيذ برنامج الوحدة الوطنية يجب أن يستند إلى
إنهاء الاحتلال، وضمان استقلال دولة فلسطين كما تم الاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة في 29-11-2012، وحق العودة وفقا للقرار 194. والتوجه إلى مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل تحمل مسؤولياتها في انهاء الاحتلال عن أراضي دولة فلسطين التي اعترفت بها الأمم المتحدة وبحدودها وبعاصمتها، وفي رعاية أية عملية سياسية او مؤتمر دولي من أجل تحقيق هذا الهدف.
وكذلك تعزيز المقاومة الشعبية وبناء جبهة موحدة من أجل ذلك، وبما يضمن المشاركة الشعبية الواسعة في النضال ضد الاحتلال، وحق المقاومة المشروعة في الدفاع عن النفس في وجه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتدعو المبادرة إلى استكمال صياغة دستور دولة فلسطين واقراره من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، بما يضمن طابع دولة فلسطين الديموقراطي والمدني والتعددي، وبما يضمن العدالة الاجتماعية، واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية والسلام.
كما تدعوا إلى انضمام دولة فلسطين إلى كافة المؤسسات والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها معاهدة روما وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين.
وتركيز المبادرة على أولوية دعم السلطة ومهمتها المركزية في مساندة ودعم مقاومة وصمود شعبنا على أرضه ومواجهة الاحتلال ووكل ممارساته وتعبيراته من جهة، واستمرار تأمين تطوير وتقديم الخدمات الأساسية له، خاصة في مجالات الصحة والتعليم من جهة أخرى، وتكييف أولويات السلطة وخطتها على أساس ذلك.
وكذلك تركيز الجهد الفلسطيني من أجل مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها، وتوسيع حركة المقاطعة وتعزيز العلاقات مع قوى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وتوحيد أهداف هذه الحركة في الانهاء الفوري للاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.
وقال الصالحي ان الوحدة على أساس هذا البرنامج وإعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير في غضون شهرين بمشاركة كافة القوى الفلسطينية، بما في ذلك حركتي حماس والجهاد، هي الهدف الأمثل، ولكن ذلك يجب ألا يرتهن بقرار أو رغبة أي تنظيم، وفي حال عدم القدرة للاتفاق على برنامج، يجب مواصلة المضي في هذا المسعى، وبهذا يصبح تحقيق إعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير وتوليها تنفيذ هذا البرنامج هو مسؤولية القوى التي تتفق عليه. وأوضح الصالحي أن الاجتماع الذي تواصل على مدار 3 ساعات وأداره عضو المكتب السياسي نصر ابو جيش، أكدت قيادة الحزب ان هذا الاجتماع مخصص للتشاور في الوضع السياسي أولوية المهام السياسية المطروحة أمام الحزب وشعبنا، هو جزء من سلسلة اجتماعات ولقاءات سيواصل الحزب تنظيمها وعقدها مع كوادره واصدقائه في كافة المحافظات المختلفة، من أجل بلورة وتحديد هذه الاولويات وتعميقها والانطلاق الجماعي للعمل على ضوئها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية ومسيرة كفاح شعبنا.
من جهة أخرى قال الدكتور ياسر الوادية عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير رئيس تجمع الشخصيات المستقلة أن المصالحة الفلسطينية تمر في منعطف خطير يؤدي إلى عدم إعمار قطاع غزة بعد حرب 2014 ويجعل من مؤتمر الإعمار المقبل فرصة لتبادل الصور واللقاءات مع المانحين فقط، مذكرا أن الأيادي التي ساهمت بتعزيز الخلافات الحزبية والتجاذبات السياسية وتعطيل الوحدة أضاعت فرصا عديدة لاعمار قطاع غزة ولرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني بعد الاستهدافات الإسرائيلية الظالمة بحقهم أعوام 2008 و2012 .
وطالب الوادية أبناء الشعب الفلسطيني بتوحيد صوتهم مع أهالي الشهداء والجرحى والنازحين وأصحاب البيوت المدمرة والمصانع المهدمة لمواجهة الأصوات الفردية التي تدعو لتعزيز الانقسام وتتجاهل المعاناة الشعبية وتحارب حكومة التوافق، موضحا أن المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة لا يشعر بها من يعطل المصالحة ويتجاهلها لزيادة نفوذه الذي أنتجه الانقسام.
وشدد الوادية على أن الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت أطفالنا ورجالنا ونسائنا وشيوخنا وبيوتنا في العدوان الهمجي الأخير على القطاع لا تختلف كثيرا عن الأيادي الفلسطينية المتفرقة التي تهاجم تحرير الأسرى وتهين تضحيات الشهداء وتعطل الوحدة الوطنية وتعزز الانقسام وتقتل طموح الشباب وتسعى لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، داعيا القوى والفصائل الوطنية والإسلامية للتوافق حول النقاط المشتركة التي تخدم المشروع الفلسطيني .