صنعاء ـ من حمود منصر والوكالات:
أفادت مصادر محلية يمينة امس بمقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة العشرات في اشتباكات مسلحة في قرية القابل ومنطقة شملان شمال العاصمة صنعاء بين الجيش والقبائل من جهة ومسلحي الحوثي من جهة أخرى. ولم تصدر حصيلة رسمية حتى الان عن عدد ضحايا القتال المستمر منذ أمس الاول من ناحية أخرى، اندلعت منذ ظهر امس اشتباكات عنيفة بشكل متقطع في منطقة حزيز المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء. وقال مصدر محلي لـ (د.ب.أ) إن الحوثيين سيطروا على معظم المناطق في حزيز، حيث نصبوا نقاط تفتيش على الطريق العام، وأوضح أن الاشتباكات لا تزال مستمرة. وأعلنت لجنة العقوبات الأممية الخاصة في اليمن استعدادها النظر في مقترحات لاتخاذ عقوبات تستهدف الأفراد والكيانات التي تسببت في توتر الأوضاع في اليمن. وأصدرت اللجنة التي انشئت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 لسن 2014 بياناً عقب اجتماعها الذي عقدته لمناقشة التقرير الأولي لفريق الخبراء التابع للجنة في ضوء زيارته لليمن. ووصل مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بنعمر امس الى محافظة صعدة للقاء زعيم التمرد عبدالملك الحوثي والدفع باتجاه التوصل الى حل للازمة التي اوصلت اليمن الى حافة الحرب الاهلية. وذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية ان بنعمر وصل على متن طائرة الى صعدة، وهي معقل الحوثيين، وسيلتقي عبدالملك الحوثي. وقال مصدر من مكتب الحوثي ان بن عمر "سيلتقي عبدالملك" و"زيارته تهدف الى احياء المفاوضات المتعثرة". على صعيد اخر تمكنت قوات مشتركة من الجيش والأمن في مديرية المكلا محافظة حضرموت جنوب شرق العاصمة صنعاء ظهر امس من إحباط مخطط لعناصر تنظيم القاعدة كانت تستهدف فيه بنك التسليف التعاوني والزراعي وذلك بعد تلقي الأجهزة الأمنية معلومات استخباراتية تفيد بأن عناصر التنظيم ستهاجم منشآت حكومية. وقال مدير أمن المكلا العقيد شيخ الحامي لوكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ إنه تم تعزيز النقاط المحيطة بأكثر من منشآه حكومية بمشاركة رجال من الأمن والتي منها بنك التسليف. وأضاف الحامي: "تبادلت القوات الحكومية النار مع الجماعات المسلحة في نقطة تفتيش بالقرب من بنك التسليف لفترة وصلت إلى نصف ساعة ظهر امس الأربعاء ما أدى إلى فرار الجماعات المسلحة". وذكرت تقارير طبية ان 32 شخصا على الاقل لقوا حتفهم خلال الـ24 ساعة الماضية في القتال الدائر شمال العاصمة صنعاء. وأشار الحامي إلى أن قوات الجيش والأمن بما فيها أجهزة الاستخبارات تعيش في حالة طواري في الاشهر القليلة الماضية بسبب الهجمات والتهديدات التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة في حضرموت. فيما هزت ثمانية انفجارات عنيفة امس شمال العاصمة صنعاء استهدفت دار للقران والأمن السياسي كما تصدى الجيش اليمني لهجوم تابع للحوثيين. ولم تعلق اى جهة رسمية عن تلك الانفجارات أو عدد الضحايا وما هي الخسائر . وقالت مصادر إعلامية:"إن زيارة بنعمر لصعدة تأتي تواصلا للمساعي والجهود المبذولة لحلحلة الازمة وتقريب وجهات النظر واقناع الحوثيين برفع مخيمات الاعتصام ومسلحيهم من داخل واطراف العاصمة صنعاء. وأضافت:"ان بنعمر سيؤكد خلال زيارته الى صعده للحوثيين ان المجتمع الدولي سيضع الحوثيين في خانة الاطراف المعرقلة خلال اجتماع سيعقد مجلس الامن في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لبحث تطورات الاوضاع في اليمن. فيما ذكرت مصادر رئاسية إن بنعمر يحمل معه الصيغة النهائية لحل الازمة والتي كانت نتاج مفاوضات ولقاءات استمرت عدة أيام في صنعاء بين الرئاسة وجماعة الحوثي المتمردة بإشراف بنعمر". وأشار مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر إلى أن اليمنيين قطعوا شوطاً كبيراً في العملية السياسية .. لافتاً إلى أن ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر 2011م يعتبر مخرجاً جنب اليمن مخاطر الحرب الأهلية وقال لدى لقائه في صنعاء بلجنة صياغة الدستور:"كان الاتفاق منذ البداية أن المخرج هو الشراكة التي تضمن إشراك جميع الأطرف السياسية عبر مؤتمر حوار وطني للخروج بمحددات ومبادئ دستورية لصياغة دستور جديد يلبي تطلعات كافة أبناء الشعب اليمني".
وتطرق المبعوث الأممي إلى الأزمة التي يشهدها اليمن حاليا .. لافتاً إلى أنه ورغم الاحتقان في الساحة اليمنية إلا أن العملية السياسية تشهد تقدماً كبيراً وأن اليمن أمام أهم مرحلة وهي عملية صياغة الدستور. وأكد استعداد الأمم المتحدة وحرصها على تقديم الدعم الفني اللازم للجنة صياغة الدستور، بما يمكنها من إنجاز المهام المناطة بها على أكمل وجه. وقال:" الدستور كان موضع حوار لمختلف الأطراف في العام 2011م وكان الاتفاق أن العملية الدستورية ستبدأ بحوار وطني وستنتهي بمخرجات دستورية،وكذلك ستؤدي إلى اتفاق سياسي ما بين جميع الأطراف السياسية وتم تسميتها بشكل واضح،بحيث تتقيد لجنة صياغة الدستور بمخرجات الحوار. وثمن بنعمر الجهود التي تبذلها اللجنة لإنجاز المهام المنوطة بها، منوها بالشوط الذي قطعته اللجنة رغم الظروف الأمنية والتحديات المحدقة باليمن. وأكد أن كل أبناء الشعب اليمني ينظرون بترقب وتطلع للجنة صياغة الدستور باعتبار إنجازه يعتبر تتويجا وضمانا لنجاح العملية السياسية في اليمن. هذا تعيش العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المدن الأخرى ظلام دامس منذ أسبوع أثر الاشتباكات المتواصلة مع مسلحي الحوثين ورجال القبائل في محافظتي الجوف ومأرب. وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء أن الفرق الفنية لم تتمكن من إصلاح الاضرار التي لحقت بخطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب ـ صنعاء في منطقة مفرق الجوف مأرب نتيجة لاستمرار المواجهات المسلحة في المنطقة. وقال:"لم تتمكن الفرق الفنية من اصلاح تلك الاضرار رغم وجود الحماية الامنية المرافقة لها نظرا لاستمرار المواجهات في المنطقة، فضلا عن كون الخطوط معرضة لضربات متكررة بعد أن تنتهي الفرق الفنية من اصلاحها مباشرة في حال تواصلت تلك الاشتباكات.