بيروت ـ العمانية: تعد "مغارة الريحان" الطبيعية في جنوب لبنان رابع أكبر مغارة في لبنان من حيث الطول ومن حيث هندستها الفريدة. وتسقط من سقف المغارة النوازل المائية والهوابط الطبيعية وترتفع من أرضها أشكال حجرية تحسبها قناديل ومنحوتات تحكي لغة العصر التي تكونت فيه.
وقد اكتشفت المغارة في عام 1939م عندما سقط معول مزارع يعمل في أرضه بحفرة وراح يبحث عنه فانزلق فيها وبقي داخلها ساعات حتى عثر عليه أبناء بلدة "الريحان" جنوب لبنان ليكتشفوا مغارة حملت اسم البلدة.
يقول المهندس فيصل زين رئيس بلدية الريحان: بعد سنوات طويلة من الحديث عن المغارة التي يفوق عمرها ملايين السنين تمكّنت بلدية الريحان بمساعدة جمعيات دولية من تأهيلها وإدخالها إلى خريطة السياحة الجنوبية إذ تحولت إلى مقصد للناس من مختلف القرى الذين يأتون للتعرف إلى واحدة من أجمل مغارات الأرض الدفينة التي تم اكتشافها عام 1939م وأصبحت اليوم موقع جذب سياحي في منطقة بيئية مميزة.
وأضاف: المغارة تتكون من قسمين الأول يمتد على مساحة 180 مترًا يحملك إلى عالم جيولوجي قديم جدًا ويحوي القسم الثاني أشكالًا غريبة من نوعها وبركًا طبيعية فريدة تميّز المغارة عن غيرها إضافة الى تسلل جذور أشجار الصنوبر إلى سطح المغارة لتضفي جمالًا عليها. وتجذب "مغارة الريحان" الطبيعية عشاق الاكتشافات الطبيعية إذ تبدو تكويناتها كمنحوتة غريبة تشكلت من خلالها تكوينات زمن سحيق يعود إلى ملايين السنين.
وأوضح رئيس بلدية الريحان أن الطابق الأول فتح أبوابه أمام الزوار بممراته المتعرجة الطبيعية فيما لا يزال الطابق الثاني الذي يحوي بحيرات وغرفًا ونوازل كريستالية مغلقًا بانتظار بدء العمل داخله وقد أقامت البلدية ممرات تحاكي واقعها وتكويناتها الكلسية للحفاظ عليها وعلى طابعها إضافة إلى اعتماد تهوية خاصة للحفاظ على الرطوبة داخل المغارة.
من جانبه قال الدكتور علي حيدر عالم الجيولوجيا "مرّت المغارة بثلاث مراحل تكوينية وتتميز بكثافة بناها وغنائها بالصواعق والنوازل التي تتفرد بهما وتعد الأولى من نوعها في لبنان".
وبين حيدر أن المرحلة الأولى يعود عمرها إلى أكثر من 113 مليون سنة تشكّل خلالها سطحها فيما تولت المرحلة الثانية من عمرها إفراغ جوفها لتسهم المرحلة الثالثة في تشكيل المنحوتات الصخرية جراء تسرب المياه من أعلى إلى أسفل. ورأى أن أكثر ما يلفت نظر زائر المغارة هو التقاء الهوابط مع النوازل في مشهد اتحادي يمنحها طابعًا جميلاً إذ تبدو بعض الهوابط كأرواق تاريخية تمكّن الباحثين من قراءة تاريخها وتمنحها قيمة جمالية مضافة إلى قيمتها التاريخية من خلال دراسة الصواعق والهوابط لتاريخ المغارة .