دمشق ـ الوطن ـ وكالات:

أعلنت دمشق استيلاء " النصرة " على الجزء المحرر من الجولان السوري المحتل. منتقدة في الوقت نفسه اتهام الحكومة التركية لها باستخدام مواد كيماوية. فيما أكدت الأمم المتحدة ان " داعش " ارتكب مذابح. وتزامن هذا مع تأكيد طهران ان أميركا ستندم إذا هاجمت سوريا. صرح مصدر رسمي في وزارة الخارجية بأن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تستمر في حملتها الدعائية المضللة ضد سورية بما في ذلك مزاعمها حول استخدام مواد كيميائية. وقال المصدر في تصريح لـ سانا امس أن “حكومة حزب العدالة والتنمية التي تقوم بتزوير مضامين تقارير لجان الأمم المتحدة التي ما زالت تحقق في مزاعم استخدام غاز الكلور في سوريا تنتهك بهذه السياسات وبشكل سافر قرارات الشرعية الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب واخرها القرار 2170 الامر الذي يفقدها أي مصداقية عندما تتحدث عن الالتزام بالقانون والمواثيق الدولية. وفي سياق متصل قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن مقاتلين من "جبهة النصرة"، نجحوا في الاستيلاء بشكل كامل على الجزء السوري المحرر من الجولان عبر طرد جنود الأمم المتحدة. مضيفا ان "المقاتلين يستخدمون أسلحة ومواقع قوة الأمم المتحدة لإطلاق النار على الجيش السوري والمدنيين داخل القرى". مبينا أن "إسرائيل" هي المستفيد الأول من إخلاء منطقة الجولان المحتل من قوات حفظ السلام كي تغيب عنها الرقابة الدولية. وأعلنت الامم المتحدة، أن قوات حفظ السلام التابعة لها، انسحبت من الجانب السوري بالجولان إلى الجانب المحتل من قبل " إسرائيل"، واكدت المنظمة ان جنودها مهددون بتقدم "مجموعات مسلحة" سورية. وأكد الجعفري أن من يدعون مكافحة الإرهاب لا يريدون أن ينسقوا مع الحكومة السورية ولا مع الحكومة الإيرانية ولا الروسية ولا الصينية لأنهم لا يريدون مكافحة الإرهاب بشكل حقيقي بل يريدون استخدامه للتدخل أكثر فأكثر في شؤون المنطقة الداخلية. وفي ذات السياق قال وزير الإعلام عمران الزعبي ان :”الإدارة الأميركية تعرف ضمنا أنه يتعذر تحقيق إنجازات في الحرب على الإرهاب إذا لم يكن هذا التحالف مبنيا على انخراط جميع دول المنطقة في مواجهة الإرهاب بشكل جدي واقله الاعتراف بدور الدولة السورية وعلى ضرورة التزام تركيا وقطر والسعودية بوقف دعم الإرهاب بالفعل وليس بالخطاب السياسي والإعلامي كما يحصل الآن”. ورأى أن “ما دفع الولايات المتحدة لإعلان مواجهة إرهاب داعش ليس حسن النوايا تجاه شعوب المنطقة بل لأن التنظيم المدعوم من دول عربية وإقليمية خرج عن المسار المحدد له وهدد مصالح واشنطن في حديقتها الخلفية”. وشدد :”أي طرف يريد محاربة الإرهاب لا خيار أمامه سوى التنسيق مع كل القوى القادرة على الأرض ومع كل الدول والحكومات في المنطقة وأي خيار آخر هو خيار أعرج ومجتزأ وسيفضي إلى الكثير من الأضرار”. من جانبه وصف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا, تقرير اللجنة الدولية المستقلة المعنية بتقصي أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بأنه "مسيس ومنحاز ويفتقر إلى المهنية", منتقدا "التحامل ضد الحكومة السورية والاعتماد في المعلومات على أشخاص ومصادر معادية للدولة السوري واشار الا, خلال جلسة الحوار التفاعلي التي عقدها مجلس حقوق الإنسان امس في إطار دورته العادية الـ 27, الى ان "إفراد جزء خاص في التقرير لجرائم “داعش” وتجاهل الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الأخرى والتعامل مع هذه التنظيمات باعتبارها “مجموعات معارضة مسلحة” كما يصفها التقرير لا يشكل مدخلا صحيحا لتقرير موضوعي ومهني". من جانبه حذر القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري الولايات المتحدة انها ستندم إذا ما هاجمت النظام السوري. وقال جعفري في مؤتمر صحافي عقده أمس "إننا كنا نعارض داعش منذ اليوم الأول في سوريا التي ساعدناها للتخلص من هذه العصابة"، ورأی أن الولايات المتحدة أعلنت الحرب علی داعش فقط، لكنها ما زالت تقدم المساعدة لبقية "المجموعات الإرهابية" في سوريا، وحول إمكان استهداف المضادات السورية للطائرات الأميركية أو العراقية التي تدخل الأجواء السورية من دون التنسيق مع الحكومة السورية، قال جعفري إن "إيران تدعم خطوات الحكومة السورية وستستمر بدعمها السياسي لكنها لا تتدخل عسكرياً". ميدانيا سقطت، امس، قذائف صاروخية على أحياء المزرعة وعين الكرش والعدوي والشعلان بدمشق، كما سقطت قذيفة هاون على سوق الهال في الزبلطاني، في وقت تواصلت الغارات الجوية على جوبر بدمشق وعين ترما ودوما بريفها وضربها بالبراميل المتفجرة، وأفادت "سانا" أن شخصا قتل وأصيب آخر بجروح نتيجة سقوط قذائف هاون على حي المزرعة بدمشق. في حين شن الطيران الحربي غارات على الزبداني بريف دمشق". ويأتي ذلك بعدما أعلن "الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام" عن بدء عملية لإطلاق صواريخ محلية الصنع, الثلاثاء, تستهدف حيي المالكي والمزة 86, كـ رد على القصف الذي يطال "المناطق المحاصرة" بريف دمشق. وفي ذات السياق استمرت السلطات في قطع المياه عن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لليوم الثامن على التوالي . فيما أغلقت السلطات الطريق من وإلى قدسيا بريف دمشق أمام سيارات النقل والمواطنين والطلاب والموظفين" ، وسط بوادر لأزمة خبز ومواد غذائية وطبية في تلك البلدة، وجاء إغلاق الطريق ، حسب مصادر ، بسبب انتشار مسلحين معارضين في قدسيا وإقامتهم حواجز هناك، في خرق لاتفاق سابق بين الطرفين". وتتهم تقارير أممية السلطات السورية بتنفيذ سياسة "تجويع" عبر حصار مناطق في البلاد، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية لتلك المناطق. وسبق أن قطع الطريق إلى قدسيا، في أبريل الماضي، لمدة أسبوعين، قبل أن يعاد فتحه بعد اتفاق بين السلطات ومسلحين معارضين هناك برعاية لجنة المصالحة في البلدة.