كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي:
اختتمت امس فعاليات في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الدورة التدريبية التي حملت عنوان "الإعلامي الإذاعي الشامل" والتي نظمها جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج بالتعاون مع إذاعة سلطنة عمان منذ السابع من سبتمبر الجاري تتخللها خمسون ساعة دراسة وعمل بمبنى إذاعة سلطنة عمان ، وقد هدفت هذه الدورة إلى تدريب وتأهيل وصقل المهارات الإعلامية وتمكينها بالخبرة العملية التي تتناسب مع مواصفات "الإذاعي الشامل" بمشاركة نخبة من دول مجلس التعاون الخليجي ومن جمهورية اليمن الشقيق ، حيث استهدفت الدورة مذيعي ومقدمي البرامج العاملين في إذاعات الهيئات الأعضاء بالجهاز ممن لم يمض على عملهم في هذا المجال أكثر من خمس سنوات.
اقيم حفل الختام تحت رعاية سعادة ناصر بن سليمان السيباني نائب رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحضور المجموعة المشاركة بالدورة والمحاضرين والمشرفين من السلطنة كل من إبراهيم بن عامر اليحمدي مشرف عام الدورة ومحمد بن علي المرجبي محاضر ومدرب وهلال بن سالم الهلالي محاضر ومدرب ولورا أحمد جسار من لبنان محاضرة ومدربة ومن المملكة العربية السعودية كل من نايف بن أحمد الغامدي مدير الشئون الإدارية والمالية ومشرف تدريب بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وعلي بن ثابت اليماني مدير العلاقات العامة ومشرف تدريب بالجهاز.وقد القى سعادة ناصر بن سليمان السيباني نائب رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كلمة رحب بالحضور واثنى على الجهود المبذولة في انجاح هذه الدورة مثمنا دور المشاركين في التزامهم والاستفادة من الدورة متمنيا النجاح والتوفيق للجميع. وفي الختام قام سعادته بتوزيع الشهادات على المشاركين .
الأهداف والمشاركون
وهدفت الدورة التي شملت مجالات متعددة حول الإعداد والإخراج والتقديم وضمت 16 متدربا بواقع متدربين من كل دولة إلى إعداد كوادر إعلامية لأشكال وقواعد جديدة في العمل الإعلامي وسبل توظيف الإعلامي الإذاعي الشامل ومن الأهداف الأخرى التعرف على الطرق الفنية ومهارات الإعداد البرامجي والأساسيات الهامة في أسلوب التقديم ولغة الحوار والتعرف على المفاهيم الحديثة في فنون التقديم واستثمار الإمكانيات الحديثة في تنفيذ برامج"إخراجية" للإعلامي الإذاعي الشامل، حيث انقسم الدورة إلى جانبين "الجانب النظري" وهو التعرف على مفاهيم إذاعية في العمل الإعلامي الشامل والتعرف على الأشكال البرامجية وتصنيف تلك البرامج وأساسيات اللغة ومهارات القراءة الصحيحة والشخصية الإعلامية وثقافة المذيع وكيف يستقي المعلومات وأخيرا فتح باب النقاش وسماع وجهات النظر ، و"الجانب العملي" حيث قام المتدربون وبعد تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات في اختيار طبيعة ونوع البرامج وإجراء تطبيق عملي في أسلوب وطريقة التقديم بحضور المدرب وعلى المتدرب أن يطبق الطرق الحديثة والأساليب الفنية للبرامج الحوارية عمليا وأن يراعي القواعد والأسس السليمة في التقديم وكذلك قواعد اللغة العربية في الإعلام والتعرف على ثقافة الارتجال بشكل عملي.
شارك في الدورة من السلطنة عدنان بن عبدالله الميمني وأحمد بن سالم الكلباني ومشعل بن سالم الحضري ومحمد بن حافط العامري ومن دولة قطر كل من جبر صالح القير وحمد عبدالله حمد فطيس ومن مملكة البحرين سبيكة محمد راشد الشحي وألاء عبد الرزاق علي البناء ومن المملكة العربية السعودية كل من أحمد سليمان علي العلكمي وراكان محمد عبدالله هديب ومن دولة الكويت مبارك فهد الشطي وثامر عزيز الديحاني ومن دولة الأمارات العربية المتحدة كل من حسن إبراهيم الظفيري ولؤي خالد السعدي ومن الجمهورية اليمنية كل من عبدالرحمن سليم كفاين رافون وفواز سلطان غالب البريهي.
إثراء نظري وعملي
ويرى المذيع محمد المرجبي الذي عمل محاضرا ومدربا ان الدورة حققت الاهداف ويقول : ما لمسناه من خلال الالتزام وجدية المشاركة سواء من المحاضرين اوالمشاركين يؤكد فعلا تحقيق الأهداف في هذه الدورة التي تنوعت في برنامجها المنوع بين النظري والعملي اضافة الى جولات العمل الخارجية التي استثمرت كحلقة عمل.
وحول مسألة وضرورة ان يكون المذيع مخرجا والعكس يقول "المرجبي" : هذه المسألة قابلة لبعض الجدل ، فالاذاعي الشامل يجب ان يقوم بمختلف الاعمال ، ان يكون ملما بتفاصيل "العمل الإذاعي" ، وليس بالضرورة ان تجده يقوم بكل تلك الاعمال ، ولنفترض معد جيد ، ولا يوجد عنده صوت كمذيع او ملكة مخرج فيجب استثماره بما يتناسب مع قدراته ، فالإذاعي الشامل مطلب وتوجه عام موجود في الاذاعات الخاصة ولكن من منظور كونها مؤسسات ربحية ، ولكن المؤسسة الرسمية تسعى للجودة في هذا الأمر وهذا امر مهم لهذه العناصر ، ولكن في المقابل من الضروري ان يكون المذيع معدا ويجب ان يكون لديه الحس الاخراجي مارسه او لم يمارسة بحيث يستطيع ان يحل مكان المخرج في اي لحظة ، وبهذه المعرفة تمكّن كذلك المذيع من التعامل مع المخرج بوضع مقترحات اخراجية ويعينه على عمله في متطلباته ، بل من المهم ان يلم المذيع ايضا بالتفاصيل الفنية ، وهذا الالمام يساهم في الرقي ببيئة العمل.
وحول تأخر إقامة دورة إعلامية كهذه يقول المذيع محمد المرجبي : نعم الدورة كدورة اتت متأخرة ، ولكن في الواقع هذا الامر معمول به ضمنيا ولا يعد جديدا ، فمن يدرب المذيع عادة يدربه على الاعداد مثلا ويستفيد من الخبرة التراكمية في ممارسة الاخراج ، فتدريب المذيع الشامل موجود ضمنيا عندما نكلف بتدريب مذيعين .
ننادي بالتدريب
ويقول المذيع هلال الهلالي المحاضر والمدرب في الدورة : ان الدورة هذه جاءت بناء على خطط جهاز الإذاعة والتلفزيون ولكن نحن ننادي باقامة الكثير من الدورات ، ونتمنى تواصل الحراك التدريبي في البلد لاننا بأمس الحاجة له كذلك الحراك الخليجي الذي يجب ان يتسارع ، بتكاتف الجميع في الخليج واقامة دورات متكررة لاثراء الجانب المعرفي الفني الاعلامي للكوادر الاعلامية الفنية التي نفخر بها وتثري المؤسسات التدريبية في الخليج واليمن.
وحول الدورة يقول "الهلالي" : هذه الدورة من عنوانها تبين المدى الجمالي الموجود في قدرة ومهارة الاذاعي الشامل على استيعاب كل مفردات العمل الاذاعي ونحن نعرف ان الان هنالك نقطة تحول تضاف إلى وجود التقنية في العمل الميداني الاعلامي فضروري جدا ان يكون الاعلامي ملما الماما شاملا بكل المفردات ولا نهدف ان يكون المخرج مذيعا او المذيع مخرجا ولكن ان يكون مطلعا وعنده الحس الفني الذي يؤهله ان يكون مذيعا شاملا متكاملا وان يكون على دراية ومهارة فائقة لكل مفردات العمل الاعلامي كـ "الاعداد والتقديم والاخراج".
ويضيف المذيع هلال الهلالي : "الدورة بدأت بدايات نظرية ثم تحولت الى عملية بنسبة 70% لان الان الجانب العملي هو ما تستهدفه الكثير من المؤسسات التدريبية ، تم تطبيق المحاور التي تحدثنا عنها في الدورة بشكل مباشر في الاستوديوهات ، هناك مهارات جيدة تم اكتشافها من المشاركين وتعرفوا على المبادئ والاساسيات وخرجنا بتجارب وعدة مشاريع وكل مشروع يدل على الاستفادة من الدورة من حيث الجانب الموسيقي في العمل الفني واعني بالموسيقي المهارات الفنية الحسية التي يتميز بها العمل الاعلامي ، ونشعر من خلال الانطباعات والمشاركات بان هناك فائدة حتى من خلال الزيارات الترفيهية السياحية والتي نظمت هي الاخرى لتكون حلقة عمل ميدانية .
تجارب مهمة
وحول مشاركته يقول ثامر عزيز الديحاني معد برامج من دولة الكويت ان هذه الدورة كانت فكرة جديدة تستهدف ان يكون الاذاعي متخصصا في الامور التي ترافق طبيعة عمله ، وفكرة جهاز الإذاعة في دول الخليج تطوير الاعلاميين وهذا ما لمسناه فعلا من خلال التجارب المهمة والاحتكاك مع خبرات متميزة وقامات إعلامية في السلطنة ، حيث قدمت للدورة كمعد للبرامج وتدربت على التقديم واصبحت لدي القدرة في ذلك ، اضافة الى الزملاء الذين تعلموا ايضا كل حسب مجاله.
ويضيف "الديحاني" : اتمنى تفعيل فكرة الدورات التدريبية للكوادر الخليجية بشكل اكبر في القادم من الوقت لانه بها ينمي الإعلامي قدرته على التماهي مع عمله والإبداع بشكل متسارع مع الطفرة التي تشهدها القطاعات الإعلامية.