[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لن ينجو العراق ايضا من الرئيس الاميركي الرابع بعدما تعاقب عليه ثلاثة رؤساء بدأ بجورج بوش الاب الذي اخرجه من الكويت، مرورا بجورج بوش الابن الذي احتله .. ومع ان آخرهم اوباما، هرول مسرعا من بلاد الرافدين، وهو يلعن اللحظة التي دخل فيها الجيش الاميركي الى ذاك البلد، فإنه قد يسحب كلامه ويمشي في الاختيار الذي لا يبدو غيره، وهو انزال قوات برية بعد ان تكون قوات الفضاء قد حققت اغراضا.
كلام رهان، لكن اللعبة مؤاتية لفكرة من هذا النوع .. ومع ان المزاج الشعبي الاميركي مناهض تماما لها، الا ان المسؤول الاميركي الأول بإمكانه دوما تغييره. على كل هنالك دائما مسافات بين التأمل والأمل، وفي لعبة طويلة الأمد تحتاج لوقت وسنوات، ستظل محفوفة بالمفاجآت، فماذا لو كان القصف الاميركي قاسيا على "داعش" واستدعى من قبل هذا التنظيم ردا جنونيا في اي مكان اميركي في العالم، والعالم كله صار اميركيا اي لأميركا وجود فيه، ناهيك عن عمق الولايات المتحدة نفسها .. وهذا قابل للحصول، وليس من قوة يمكنها أن تجلس في عقل كل مسافر وان تقرأ ما في داخله.
إيقاعات اللعبة في العراق ما زالت في اولياتها، لكن العين على سوريا .. صحيح ان بلاد الرافدين ان خربت فلن يهدأ العالم، الا ان سوريا واسطة العقد هي الأصل والفصل، وكم يحلم الاميركي وغيره من ذوي النفوس الاستعمارية لو ان الزمن يعود إلى الوراء، وكم يلف فرنسا الحنين حين ترى علم الانتداب الذي وضعته يرفرف من جديد على ايدي سوريين، فيما ترى نفسها مهزومة وهي ترى غيره من تلك التي ترفع اعلاما سوداء.
لا يحتاج المرء لمعرفة دواخل الاميركي الا عندما يصل الأمر إلى سوريا، البلد الذي ظل صاحب أمره طويلا. كان الراحل حافظ الأسد أمهر من امتلك اللعبة مع الاميركي وعرف ان يدخل إليه القبول على مضض حتى وان لم يكن قابلا بخطواته .. كان الوحيد الذي يقول لا ونعم ولعم في وقت واحد او على دفعات، كان جديرا بأن يحكم العالم العربي لو كان للقدر قوة الفعل وبقبول اميركي. ومثلما صبر الاميركي على جمال عبد الناصر سنوات وسنوات وهو يلاعبه دون فائدة حتى وجه إليه الضربة القاضية في العام 1967 ومع ذلك لم يخر ارضا ولم يسلم وكان واعيا عالي الشكيمة بأنه قابل لرد الهزيمة لولا ان عاجله الموت، فإن الاميركي ظل على صبره لسوريا الى ان حانت فرصة اختلال كبرى في المنطقة .. ومنذ العام 2005 اتضح ان اميركا بدأت اطلاق النار على سوريا وهي قادمة لدور أكبر.
العين على سوريا مهما قيل من تحضيرات للعراق فإن كلمة السر هي سوريا. ويعرف القادة السوريون ان الكلام موجه إلى العراق لكن هم المخاطبون، وان اللعبة باتجاه العراق، لكن اللعاب يسيل من الاميركي كلما وضعوا له خارطة سوريا.
اما سوريا، فلها مع ذاتها انها أكبر من ان يأكلها خطر من اية جهة .. هي تعيشه على مدار الساعة ومع ذلك قتلته ويجري دفنه في اكثر من مكان.
الرئيس الأميركي الرابع عاد إلى العراق، اذ ليس باستطاعة اي رئيس اميركي ان يخرج على الشرق الأوسط وعن بلاد العرب تحديدا. تتوه الولايات المتحدة ان هي ابتعدت عن هذه المنطقة، فلا حياة لها بدونها، ولا مرجلة امام العالم الا من خلالها.