صنعاء ـ (الوطن) ـ وكالات:
تجددت الاشتباكات بشكل عنيف في شارع الثلاثين في محيط مقر المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع)، وفي محيط التلفزيون اليمني الرسمي بحي الجراف بصنعاء أمس حيث فشل المبعوث الأممي جمال بنعمر في العودة من صعدة باتفاق يفضي الى حلحلة الأزمة اليمنية.
وقالت مصادر محلية يمنية إن دخانا كثيفا يتصاعد من مقر الفرقة، إلى جانب ارتفاع أصوات الانفجارات الصادرة من أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وأشارت تلك المصادر إلى ان الطيران الحربي لم يقصف أي مواقع حتى الآن، قام فقط بالتحليق بعلو منخفض في سماء العاصمة.
ولم يتضح ما اذا كان قد سقط قتلى اوجرحى خلال الاشتباكات المتواصلة.
من جانبهم قال شهود ان الطيران اليمني قصف موقعين للحوثيين في شمال صنعاء.
وأوقعت المعارك التي ازدادت حدتها قبل ان تخف أمس نحو اربعين قتيلا من جماعة "انصار الله" وحزب الاصلاح المدعوم من الجيش. كما اضطر التلفزيون الرسمي الى قطع برامجه مؤقتا بسبب استهدافه بقصف مدفعي.
كذلك أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن أن شركات الطيران علقت رحلاتها إلى مطار صنعاء بسبب المواجهات.
وأضافت الهيئة أن الاجراء الذي دخل حيز التنفيذ خلال الليل سيستمر لمدة 24 ساعة على الاقل.
وجاء في بيان صدر عن الهيئة العامة للطيران المدني ان "شركات الطيران العربية والأجنبية قررت تعليق رحلاتها إلى صنعاء لمدة 24 ساعة نظرا للمستجدات التي تشهدها العاصمة".
يأتي ذلك فيما فشل المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر عصر أمس في اقناع زعيم ما يسمى جماعة أنصار الله الحوثية عبدالملك الحوثي بالتوقيع على اتفاقية السلام.
وقال مصدر مقرب من لجنة الوساطة إن الحوثي يرفض التوقيع على الاتفاق ولكنه أوكل مدير مكتبه وعضو في المجلس السياسي لجماعة أنصار الله بالتوقيع على الاتفاق.
وأضاف المصدر أن بنعمر قرر العودة إلى العاصمة صنعاء بعد مكوثه في محافظة صعدة (شمال اليمن) منذ الأربعاء من أجل التفاوض مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين (أنصار الله) إن المفاوضات مازالت جارية وأنه لم يتم الاتفاق على أي خطوة "كما أننا لا نستطيع القول بأن الاتفاق قد فشل بشكل نهائي".
من جانبه قال بنعمر للصحفيين على متن الطائرة التي اقلته من صعدة، في الشمال، حيث تفاوض طوال ثلاثة أيام للتوصل الى وقف للنار مع عبد الملك الحوثي "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها كأساس للاتفاق".
كما أبدى أحد المقربين من الحوثي حذرا مماثلا، مؤكدا قبل مغادرة بن عمر صعدة "حل 98 في المئة من المشاكل" لكنه رفض تاكيد التوصل الى اتفاق ناجز.
وعبر بن عمر عن اسفه للمعارك في صنعاء داعيا الى "وقف فوري" للمواجهات معبرا عن الامل في ان "تتصرف جميع اطراف النزاع بمسؤولية من اجل صالح اليمن".
ولاتزال الاشتباكات مستمرة في مناطق مختلفة في العاصمة صنعاء بين قوات الجيش وعناصر تابعة لجماعة الحوثيين (أنصار الله) وسط تحليق للطيران العسكري في أجواء العاصمة.
ووصف الرئيس عبد ربه منصور هادي ظهر أمس خلال لقائه بسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ما يحصل في العاصمة صنعاء بأنه محاولة انقلاب.
وأشار الرئيس بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إلى أن ما يجري على الساحة يؤكد أن الشعارات التي كانوا يرفعونها في بادئ الأمر تحت عناوين ومطالب شعبية ماهي إلا غطاء.
وأضاف الرئيس: "تلك القوى تريد تفجير الأوضاع وهذا ما حاولنا مرارا وتكرارا تفاديه وتجنبه لإدراكنا مخاطر ذلك وتداعياته على البلاد اقتصاديا وتأثيره البالغ على السلم الاجتماعي.