مينسك (أوكرانيا) ـ عواصم ـ وكالات: اجتمع مندوبون عن كييف وموسكو والانفصاليين في شرق اوكرانيا أمس في مينسك لاحراز تقدم حول عملية سلام دقيقة تراقبها البلدان الغربية، فيما لا تزال الهدنة بين الطرفين هشة.
ومنذ توقيع "بروتوكول وقف اطلاق النار" الذي احدث مفاجأة شاملة بين كييف والمتمردين في عاصمة بيلاروسيا في الخامس من سبتمبر، عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان يضمن "وضعا خاصا" مؤقتا للمناطق الموالية لروسيا في الشرق، على ان يترافق ذلك مع انتخابات محلية في ديسمبر. وقد تبنى النواب هذه العروض في خضم المفاوضات.
في هذه الاثناء، طبق الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تتهم روسيا "بالمس بسيادة اوكرانيا" من خلال مساعدة التمرد بالاسلحة والقوات، عقوبات جديدة على الاقتصاد الروسي الذي يوشك دخول مرحلة الركود. وانتقد باراك اوباما مرة جديدة "العدوان" الروسي خلال الزيارة الاولى لبترو بوروشنكو الى واشنطن منذ وصوله الى الحكم في مايو.
وقد حصلت التنازلات السياسية التي قدمتها كييف على دعم موسكو هذا الاسبوع، الا ان المتمردين رفضوا حتى الان اي عرض تقدمه السلطات الاوكرانية يتعلق بالمنطقة التي يطالبون باستقلالها.
وبعد نزاع استمر خمسة اشهر واسفر عن حوالى 2900 قتيل، تتعامل كييف والبلدان الغربية مع اعلانات موسكو بحذر كبير وتتهم روسيا بتأجيج هذا النزاع الذي تسبب بأسوأ توتر بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
وتأكيدا لذلك يقول الحلف الاطلسي ان حوالى الف جندي روسي ما زالوا ينتشرون على الاراضي الاكرانية، واتهمت كييف روسيا التي تنفي الاضطلاع بأي دور فعال في النزاع، بأنها حشدت حوالى اربعة الاف جندي روسي "مع كامل معداتهم وذخائرهم" على الحدود "الادارية" مع شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها روسيا في مارس.
واسفرت الانتهاكات المتكررة للهدنة التي يتبادل المتمردون الموالون لروسيا والجيش الاوكراني تهمة ارتكابها، منذ الخامس من سبتمبر، عن 32 قتيلا من المدنيين والعسكريين، كما يفيد احصاء اعدته وكالة الانباء الفرنسية بالاستناد الى ارقام السلطات المحلية والجيش.
واعربت بلدية دونيتسك التي دارت فيها معارك طاحنة في الاشهر الاخيرة عن اسفها أمس لأن سكان المدينة امضوا "ليلة شهدت عمليات قصف كثيفة" اسفرت عن مقتل مدني.
وانتقد السكان من جانبهم الهدنة الهشة، وما زالوا يعيشون على وتيرة القذائف ويمضون ليالي في الملاجىء.
واعلن "نائب وزير" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد اندريه بورغين ان المشاركين في مفاوضات مينسك سيركزون على هذا "الوضع الخاص" لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك. وسيمثل الانفصاليين الى جانب "رئيس وزراء" جمهورية دونيتسك الكسندر زاخارتشنكو.
وقبل توجهه الى مينسك، نبه موفد كييف، الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشكما الى ان المفاوضات
لا يمكن "في اي حال ان تجرى على حساب استقلال اوكرانيا ووحدة اراضيها".
ورفض ايضا "اي شكل من اشكال الفدرالية والاعتراف بالجمهوريات المعلنة من جانب واحد" في معاقل المتمردين.
والوثيقة المؤلفة من اثنتي عشرة نقطة والتي وقعها ايضا في الخامس من سبتمبر السفير الروسي في اوكرانيا ومندوب عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا، تتضمن من جهة اخرى بنودا حول مراقبة الحدود الروسية-الاوكرانية بمساعدة منظمة الامن والتعاون في اوروبا واقامة منطقة امنية في الاراضي الحدودية. وتتطرق ايضا الى الجانب الانساني والمساعدة في الانعاش الاقتصادي لمنطقة دونباس الصناعية.
ودعا الاتحاد الاوروبي روسيا والانفصاليين الى القيام بما يتعين عليهم القيام به من خلال تطبيق البنود الواردة في اتفاق مينسك، ومنها خصوصا "سحب المجموعات المسلحة غير الشرعية والعتاد العسكري والمقاتلين والمرتزقة من اوكرانيا واقامة آلية مراقبة للحدود الروسية الاوكرانية".