هوميروس
كم علمتني أن البصيرة ليس يغلبها العمى
كم تهت في صفحاتك الزرقاء
حين تناثر الضوء الممزق أنجما
هوميروس ..
كم إلياذة سيسطر التاريخ
حين يجف نحر الطفل من فيض الدما
هوميروس ..
علمت الحياة الشعر
كيف توضأت نطف الحياة بماء حزن مشرقي
ثم صلت خلف آفاق الدموع
وحولها يترنم لاوطن الغريب ترنما
لغة المآسي أنشأت زمنا خرافيا
من الأحلام
والأوهام
والآلام
والنزف المسجى من جروح القدس
قاموس من الإلهام
قل لي أيها الشرقي ..
أين ملامحك ؟
ماذا ستكتب في شقوق الريح ؟
من سيغسل الأمطار من دنس الرصاص ؟
ومن سيشعل أغنيات الضوء
بعد الضوء ..
محراب الشفاعة أظلم

لغة الورود تدرب الأمل القديم
لأنه فقد الأمل
قلب سماوي يعانق نبضه
من بعد غيبة أشهر
وسحابة حبلى بألوان الربيع
تأملت في الأفق
فارتعشت رذاذا مبهما

هوميروس ..
عاد حصانك الخشبي من طروادة أخرى
ولكن لا حروب ولا مدافع
لا رصاص ولا حجارة
ليس إلا الشعر ..
والشعر السماوي الذي ينساب نورا
عاد كي يتلو تفاصيل النجوم
قداسة تتلى على رئة السما

منتظر الموسوي
من ديوان (تلاوات لنبي مجهول)