حيرتني رسالتك بالأمس بين تمادي تدللي، وإحجام تمنعي، وبياض صراحتي، وخجل كتماني،وخفاء إشارتي،وما اعتدت منك أن تحبسيني بين حيطان الأضداد وتتركيني تأكلني حيرتي، وتستبد بي جيوش من علامات الاستفهام وأنا لا أعلم أين أقف فوق هذه الأرض التائه استواؤها في أغوار صحراء لا نقطة لإيقاف حركة كثبانها.
خبريني ماذا أفعل وأنا أمام شرح تربعك في داخلي ، ذلك التربع المناط بحيلولة الأقدار دون اللقاء، ودون شفائي من عطش غاضت دونه عيون الأرض، ومعصرات السماء...أأقول إنك لست مني؟؟ إنك مني ما حملت "من" التبعيضية من معاني البعضية غير أنها بعضية لا تقل عن مقدار الكلية في أوسع نطاقاتها، ولا معنى للتبعيض لدى من لم يبق له سمو الروح المحلق في أجوائك شبرا إلا وملأه، ونزرا إلا وعظمه.
يالها من صراحة بعثرتني تشتتا أمام جفاء رسالتك المعتذرة بلسان الإقرار، المتأبية بلسان التواضع، بل القاتلة بلسان الحياة الخالدة. وهل من أحد يعي ما بعد الحروف عندك مثلي؟ إنني خازنها لي على أبوابها حاجب المنع إلا لي وحدي.
آه من رسالتك وحديثها الصامت المحموم به قلمي الليلة، وكأنما أزحزح الصخر بقلمي لأكتب لك حرفاً واحداً يقول: خبريني ماذا أفعل بدواخلي وأنت فيها؟

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]