- ما تقوم به وزارة التراث والثقافة حاليًا، في صون التراث الثقافي غير المادي.

* إن وزارة التراث والثقافة حاليًا ، تقوم بجمع التاريخ المروي لولايات المصنعة وبركاء والرستاق ووادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة ، وكذلك العمل جار على طباعة كتاب عن فن العازي ، بمناسبة إدراج هذا الفن في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي ، وهناك أيضا كتابان تحت الطبع عن فني العيالة والميدان .

* كما تقوم الوزارة بجمع التاريخ المروي لولاية نزوى وقد تم الانتهاء من الجمع الميداني للمادة ، وحاليًا في مرحلة التقييم والإعداد للنشر ، وسيصدر بمناسبة اختيار نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015 .

* كما تقوم الوزارة بتسجيل الأغاني العُمانية الشعبية وحفظها في اسطوانات ممغنطة .

* وتقدم الوزارة مهرجانًا لفرق الفنون الشعبية كل عامين مرة.

* كما أصدرت الوزارة المُوسوعة العُمانية ، لِمَا لها دور كبير في حفظ وتوثيق المفردات المادية وغير المادية للسلطنة.(8)

(2) وزارة الإعلام ممثلة في مركز عُمان للموسيقى التقليدية .

أصدر مركز عُمان للموسيقى التقليدية كتابين هما :
• "الموسيقى العُمانية التقليدية"، "وعلم الموسيقى" في جزئين ومعه شريط فيديو.
• "دور المرأة في الحياة الموسيقية العُمانية" ومرفق معه شريط فيديو كذلك. والكتابان على الصعيد الموضوعي يقدمان جوانب عديدة من الموسيقى التقليدية العٌمانية وأنماطها والآتها.
• بالإضافة إلى مطبوعات مركز عٌمان للموسيقى التقليدية والبحوث ( محدودة الكم ) والأقراص المدمجة والأشرطة السمعية. (9)

(3) الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
• قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالرصد والتصنيف الكامل للصناعات الحرفية من حيث أنواعها .
• تعمل الهيئة على الارتقاء بهذه الصناعات وتطويرها من منطلق أنها عملية إبداعية ، ولذلك خصصت لها مسابقة " التميز الحرفي" ، وهي مسابقة سنوية لتحفيز التنافس بين الحرفيين ، كما خصصت تاريخ 3 مارس من كل عام يومًا للحرفي العُماني ، يتم فيه تكريم المبدعين في مختلف الصناعات .
• تسعى الهيئة لتسويق الصناعات الحرفية والانتقال بها من مستوى المحلية إلى الدولية ، وذلك محليًا عبر المعرض الدائم الذي هو "بيت الحرف العماني" بمسقط وبالمركز التجاري بدار الأوبرا ، وعبر منافذ الحدود العُمانية البرية والجوية . وعبر إنشاء مصنع النسيج عام 1976م بولاية (سمائل)، ومصنع الفخار عام 1978م بولاية (بهلا) .(10)

(4) وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم .

إن أهم ما تقوم به هذه اللجنة منذ عام 1974 م هو ترجمة الاهتمام العالمي المتمثل في "اليونسكو" والمنظمات ذات الصلة بقضايا التربية والثقافة والعلوم والوصول إلى برامج ومشاريع تنفيذية ، وبصيغة أخرى ، تعتبر اللجنة الرابط الأساسي بين "اليونسكو" وحكومات الدول الأعضاء التي في مجملها 75 دولة من بينها 10 دول عربية هي : سلطنة عُمان – الجزائر – مصر – الأردن – لبنان – موريتانيا - المغرب – سوريا – تونس – الإمارات العربية المتحدة. " وجميعها وافقت على وثيقة " اتفاقية حماية التراث غير المادي " التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المشار إليها باسم " اليونسكو " في باريس من 29 سبتمبر إلى 17 أكتوبر عام 2003م في دورتها الثانية والثلاثين.(11)

(5) وزارة الشئون الرياضية .

أصدرت الوزارة في عام 2012 م، كتابًا بعنوان "الألعاب والرياضات التقليدية العُمانية" ، مساهمة منها في الاهتمام بالتراث الثقافي غير المادي للسلطنة، حيث يحتوي الكتاب على شرح فني مفصل لكيفية أداء وممارسة لأكثر من عشرين لعبة تقليدية عُمانية ، كما يقدم الكتاب من المسح الشامل لأماكنها في مختلف محافظات السلطنة والتعريف بما تبقى منها وكيفية ممارستها وأعداد الممارسين لها وأماكن مزاولتها . (12)

(6) الجهود الذاتية .
وتتمثل في اهتمام مسئولي الدولة ورجال الأعمال بالتراث الثقافي غير المادي وهذه الجهود محددة في :
• موسوعة للصناعات الحرفية بعنوان " التراث الحرفي في سلطنة عُمان" (13) . حيث أتت الموسوعة في مجلدين كبيرين مساهمة ومبادرة من صاحب السمو السيد: (شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد) (**) تخليداً للصناعات الحرفية العُمانية.

• متحف "بيت الزبير" (14) ، الذي هو متحف خاص يُعد في الأصل أحد البيوت التراثية بمدينة مسقط ، يضم مقتنيات خاصة وأخرى تاريخية وتراثية تحوي مفردات حرفية ورموزا تراثية تتمثل في مجموعة الخناجر والسكاكين والملاقط والأسلحة النادرة، فضلاً عن تشكيلة مختلفة من ملابس الرجال والنساء وأدوات الحُلي والمكاحل وأدوات فخارية ونحاسية وفضية... إلخ. تمثل مختلف مناطق السلطنة .

ذ- كيف نحقق الربط بين التراث الثقافي غير المادي والتنمية المستدامة ؟ ( والسؤال بصيغة أخرى كيف بإمكاننا تفعيل أهداف هذه الدراسة الواردة سلفًا ؟)

في تقديرنا أن الربط بين التراث الثقافي غير المادي والتنمية المستدامة يمكن أن يتم من خلال خطة عمل يتمثل أهم نقاطها في الآتي :

1- رصد التحديات والمعوقات التي تعترض جهود السلطنة في صون التراث الثقافي غير المادي ، وأول هذه التحديات والمعوقات تتمثل في العولمة التي تهدد مفردات التراث الثقافي غير المادي بالاندثار والتلاشي ، وذلك عبر ما تقوم به العولمة من تنميط لمختلف مظاهر الحياة اليومية للفرد والجماعة ، والمقصود بالتنميط (أي التشجيع على نمط معين ) . وكي يتحقق هذا لا بد من الوقوف على مفهوم الثقافة بوصفه مفهومًا متعدد الجوانب ، فالثقافة " بمفهومها الواسع تعني مجموع العناصر التي تساهم في تشكيل حياة المجموعة وأسلوبها الذي يميزها عن غيرها من المجموعات . ومن العناصر المهمة التي تساهم في تشكيل حياة المجموعة اللغة ، والقيم والمعتقدات والفنون والآداب والعادات المتصلة بالمأكل والمشرب والمسكن والملبس وكل ما يتصل بحياة المجموعة. وعليه فالثقافة هي طريقة حياة لأي مجموعة بشرية ، وتشمل رؤية المجموعة لنفسها وللآخرين . كما تشمل ابداعاتها ومهاراتها التي تكتسبها من خلال تجاربها الحياتية التي تنتقل من جيل إلى الذي يليه عن طريق المحاكاة والتعليم والملاحظة وما إلى ذلك من الوسائل التي تتوفر لدى المجموعة . فاستناداً على مفهوم الثقافة كأسلوب حياة تتشكل من مجموعة عناصر يصبح من الضروري فهم هذه العناصر وكيفية توزيعها المكاني ." (15 ) ومن ثَمَ يأتي التصدي ومقاومة العولمة عبر الإدراك لما تشكله العناصر من قصة المكان ( المنطقة ) والزمان والمجموعة ، والتي في مجملها تشكل الجدار الحامي لدعوات الرمي في احضان "الآخر" الثقافية .

2- العمل على نشر الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، لما لهذا من تأثير فعال في تقليص الفجوة النفسية والفكرية والثقافية، بين جيل الأوائل من الأجداد والآباء ، وبين جيل المستقبل من الشباب والأطفال، فإذا كان التطور التكنولوجي بوصفه إحدى مفردات العولمة يعد سلاحًا ذا حدين إذ في جانبه السلبي يؤدي إلى هذه الفجوة ، فإن هذه التكنولوجيا الحديثة في جانبها الإيجابي بإمكاننا توظيفها في نشر الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي وما يؤديه هذا التراث من وظائف في المجتمع .

3- تفعيل دور الحماية في مجال صون التراث الثقافي غير المادي ، عبر تشجيع المجتمع العُماني في حماية التراث الثقافي غير المادي من خلال محتوى إعلامي قوي والتنظيم لسلسلة من حملات التوعية مع التأكيد بأن الأهداف المنشودة من هذه الحملات لا يُتوقع مسؤولية تحقيقها على الجهات الحكومية المعنية بالتراث الثقافي غير المادي ، بل على مختلف شرائح المجتمع ، بما في ذلك هيئات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم ( من مرحلة المدارس إلى الجامعات ) الحكومية منها والخاصة .

4- إدخال دراسة التراث الثقافي غير المادي كمادة أساسية ضمن المواد التربوية المدرسية والجامعية ، ووفق مناهج علمية معمقة ورؤية إبداعية ، بما يحقق الحفاظ لهذا التراث ، والفهم والوعي بأهميته في تشكيل الهوية العُمانية ، فضلاً عن ضمان انتقاله من الذاكرة إلى المستقبل.

5- تشجيع البحث والابتكار في مجال التراث غير المادي عبر الأبحاث الأكاديمية ، بما يؤكد على أهمية التحديث له من خلال البحث في الجوانب العملية ( التطبيقية ) ، ومن خلال أبحاث تركز على إبراز سبل ممارسة هذا التراث بمفرداته المختلفة .

6- الحث على إصدار مجلة عملية أكاديمية مُحكمة تعنى بالتراث الثقافي غير المادي على مستوى السلطنة ، لتشجيع البحث في هذا المجال ولتكون مرجعًا للدارسين والمتخصصين.

7- تخصيص جوائز مادية وغير مادية لتشجيع الباحثين والدارسين المهتمين في الكتابة والبحث في مجال التراث الثقافي غير المادي ، وانشاء صندوق يعنى بدعم الحركة التراثية غير المادية بحيث لا تعتمد موازنته على الجهات الحكومية المعنية بالسلطنة ، بل أيضًا على المؤسسات التجارية الخاصة ، ومؤسسات المجتمع المدني ، بالإضافة الى المؤسسات الدولية الداعمة للمشاريع الثقافية .

8- تخصيص وإيجاد خبراء ومتخصصين للتأكد من أن الربط بين التراث الثقافي غير المادي ، وبين استراتيجيات ومخططات التنمية المستدامة يتم بعيدًا عن احتماليات التعارض مع الخصوصيات الثقافية للمجتمع العُماني .

9- إنشاء مركز بمسقط العاصمة للتراث الثقافي غير المادي يحوي التراث بمختلف عناصره ، بحيث يتوفر في المركز جانبان : التعليم لهذا التراث وكيفية ممارسته لمختلف شرائح المجتمع العُماني، لاسيما أجيال الشباب والشابات لما في هذا من فائدة في بناء القدرات الإبداعية في مجال التراث الثقافي غير المادي ، لأن الإبداع في هذا التراث يعد أحد مقومات الجذب إليه والتفكير نحو الارتقاء بالمركز في المراحل المستقبلية بحيث يتحول إلى معهد عال متخصص في تدريس الفنون التراثية . أما الجانب الثاني أن يكون المركز مزارًا سياحيًا وترفيهيًا يفتح منافذ الاقتصاد والتسويق بالسلطنة .

10- العمل على إيجاد قرى ومراكز وأسواق تراثية بمختلف مناطق السلطنة ، لاسيما في تلك المناطق ذات العمق التاريخي والبعد الحضاري ، لما لها من دور فعال في إبراز التراث الثقافي غير المادي وتطويره عبر الزمن بقصد الحفاظ عليه و ضمان استمراريته ا للأجيال المستقبلية ، وهذه القرى والأسواق والمراكز لها أهمية في خلق فرص العمل لجيل الشباب من الجنسين وفي تحفيز العمل الحي والإبداعي في التراث الثقافي غير المادي ، فضلاً عن تنشيط الحراك السياحي بر نقاط بيع المنتجات التراثية ، وخلال بيئة سياحية ثقافية لنشر المعلومات عن التراث الثقافي غير المادي بلغات مختلفة . يتوفر فيها (أي البيئة ) انشطة تراثية موسيقية وغنائية ومسرحية وأكلات وملابس شعبية تراثية ، ... إلخ ومهرجانات موسمية وسنوية بتواريخ لها صدى في الماضي حتى لا نفقد الصلة بين الماضي والحاضر.

11- الحث على تنظيم حلقات عمل داخلية تهتم بطرح قضايا التراث الثقافي غير المادي بالسلطنة ، إذ لم يتحقق في هذا المجال سوى حلقة عمل ، إقليمية واحدة بعنوان: "التراث الثقافي غير المادي وكيفية إعداد قوائم الجرد الوطنية"، عقدت في مسقط خلال الفترة من(1– 3 مايو2011م) كانت بتنظيم مشترك بين وزارة التراث والثقافة ، واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة.

12- الحث على إقامة المزيد من حلقات للفنون الشعبية العٌمانية ، لما لها من أهمية في تقديم المعلومة الصحيحة حول أصل الفن وطريقة أدائه والآلات الموسيقية المصاحبة لذلك الفن وعدد الممارسين له، والهدف من هذه الحلقات نقل المعلومة الصحيحة الى الجيل الجديد سواء الممارس للفن أو المتابع له ، الأمر الذي يقود الى المحافظة على هذا الفن عبر ضمان تناقله واستمراريته من جيل الى آخر.

فرغم ما تبذله وزارة التراث والثقافة كجهة معنية فإن ما تم تقديمه في مجال حلقات عمل الفنون الشعبية لا زال محدود ًا ويتمثل في : حلقة لفن العيالة أقيمت في البريمي ، حلقة الرواح أقيمت في محافظة مسندم وحلقة أخرى للفنون الحماسية أقيمت في منطقة الباطنة بولاية صحار ، وحلقة للفنون البحرية أقيمت في ولاية صور.

1- إيجاد سبل لجذب مجتمع رجال الأعمال والمؤسسات ذات المشاريع الاقتصادية ، على إقامة المطاعم والمنتزهات البحرية الثابت منها والمتحرك ، بحيث تنشأ على شكل هندسي يعكس مفردات من البيئة العُمانية كالقلاع والحصون والمراكب الشراعية ، بحيث يقدم فيها كل ما هو عُماني ويعكس التراث ، لما في ذلك من إنعاش لحركة الدولة السياحية والاقتصادية .

المراجع :
(1) أحمد على مرسي . مقدمة في الفلكلور ، القاهرة ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ، 1995م ، ص 82 .
(2) أحمد علي مرسي. مقدمة في الفولكلور، القاهرة، دار الثقافة، (د.ت)، ص17.
(3) أحمد علي مرسي. حول المأثورات الشعبية: قضية للمناقشة، مجلة الفنون الشعبية، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ع 19، إبريل – يونيو 1987م، ص13.
( 4) راجع : موقع منظمة اليونسكو www.unesco.org/new/ar/unesco/ http:///عبر الشبكة المعلوماتية.
( 5) راجع: الموقع السابق .
(6) للوقوف على تلك الكتب لاحظ أنها متوفرة لدى وزارة التراث والثقافة بسلطنة عُمان راجع موقع الوزارة عبر الشبكة المعلوماتيةttp://www.mhc.gov.om/arabic/tabid /81/Default.aspx
(7) راجع : موقع وزارة التراث والثقافة السابق.
(8) راجع : الموقع السابق.
(9) راجع : موقع مركز عمان للموسيقى التقليدية www.octm-folk.gov.om/ http:///
(10) راجع: موقع الهيئة العامة للصناعات الحرفية www.paci.gov.om/ http:///
(11) راجع : موقع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم http://www.onc.gov.om/
(12) راجع : كتاب "الرياضات الشعبية التقليدية 2012م" ، إصدار وزارة الشئون الرياضية، سلطنة عمان كتاب، 2012م الألعاب والرياضيات التقليدية العُمانية ".
See: Neil Richardson and, Maria Dorr. The Craft Heritage of Oman, vol 1-2 Published under the Auspices of his Highness Seyyid Shihab bin Tariq Al- Said, Motivate Publishing, Dubai, UAE, 2003. (13)
(**) مستشار صاحب الجلالة ، ورئيس مجلس البحث العلمي .

( 14) المتحف ملك لمعالي المستشار: محمد بن الزبير بن على ، مستشار صاحب الجلالة لشؤون التخطيط الاقتصادي .

( 15) راجع : أ.د سيد حامد حريز . د. بدر الدين طه عثمان ، آسيا الهندي . مشروع خريطة السودان الثقافية ، وزارة الثقافة ، جمهورية السودان 2009 -2011م.

* ورقة ألقيت في ندوة " تعزيز المفهومية القانونية للتراث الثقافي غير المادي في الدول العربية " التي اقيمت الأسبوع الماضي ونظمتها وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم.

د.آسية البوعلي
مستشار العلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي