صنعاء ـ من حمود منصر والوكالات:
وجه اللواء عبده حسين الترب وزير الداخلية اليمني كافة منتسبي الوزارة بعدم الاحتكاك مع أنصار الله أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار ، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية ، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب ، واعتبار أنصار الله أصدقاء للشرطة ، وبما يخدم المصلحة العامة للوطن . وجاء ذلك بعد أن سيطر الحوثيون امس الاحد على مقر الحكومة والاذاعة ومقار عسكرية مهمة في صنعاء، وذلك رغم اعلان الامم المتحدة التوصل الى اتفاق لوضع حد للازمة الحالية، بحسب ما أفادت مصادر رسمية وأخرى من الحوثيين. وبالتزامن مع تقدم الحوثيين الميداني في العاصمة اليمنية، تقدم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة باستقالته.
وقال مصدر رسمي ان الحوثيين "سيطروا على مقر رئاسة الوزراء (الحكومة) وعلى الاذاعة اضافة الى مقر اللواء الرابع". من جهته، اكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام عبر صفحته على فيسبوك ان "الجهات العسكرية والأمنية التي ايدت الثورة الشعبية وانحازت إلى خيار الشعب هي: القيادة العامة للقوات المسلحة، معسكر الإذاعة، المؤسسات الرسمية المتواجدة بمنطقة التحرير (و) رئاسة الوزراء". واشارت مصادر متطابقة الى ان الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالاسلحة . وفي وقت لاحق، اعلن عبد السلام السيطرة على مقر الفرقة الاولى مدرع (سابقا)، اي مقر اللواء علي محسن الاحمر الذي يبدو انه تمكن من الفرار، مع العلم انه من الد اعداء الحوثيين. وقال ان "اللجان الشعبية اعلنت التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة وتعلن أن علي محسن الأحمر مطلوبا للعدالة". وما زال الحوثيون يحاصرون مبدئيا جامعة الايمان معقل رجل الدين السلفي المتشدد عبدالمجيد الزنداني، وهو ايضا من ابرز اعداء الحوثيين. واكد شهود عيان ومصادر سياسية ان عددا كبيرا من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد اي مقاومة من جانب الجيش. وفي الاثناء، قدم محمد سالم باسندوه رئيس الوزراء اليمني استقالته من رئاسة حكومة الوفاق يوم أمس بعد اشتباكات وتفجيرات عنيفة شهدتها العاصمة صنعاء على مدى خمسة أيام سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى : وجاء في رسالة الاستقاله:"انطلاقا من حرصي الشديد لإتاحة الفرصة للتوصل الى اتفاق بين جماعه انصار الله (الحوثيين )وبين الرئيس هادي وكي لا يكون بقائي معوقا امام تشكيل حكومه وطنيه جديدة اتقدم باستقالتي. وقال باسندوه:"إنه وعلى "الرغم من إن المبادره الخليجيه نصت على الشراكه في قيادة الدوله بيني وبين الرئيس هادي الا ان هذا لم يحدث الا لفترة قصيرة جدا الى ان تم التفرد بالسلطه بعدها وأصبحنا لا نعلم شيئ لا عن الاوضاع العسكرية والأمنية ولا عن علاقات بلادنا مع الدول الاخرى". وأضاف باسندوه:"انه قاطع مؤتمر الحوار لأنه لم يدع للمشاركه في التحضير له والإعداد كما نصت على ذالك المبادرة لكننى لم اعلن السبب تحاشيا لإظهار الخلاف ".وأشار رئيس الوزراء الى أنه "استمر هذا التجاهل حتى وصلت الاوضاع الى ما وصلت إليه وقال:"في اخر استقالته اكتفي بما سلف مراعاة مني للمصلحة العامة في هذا الوقت العصيب واختتمها بالدعاء لليمن ان يحفظها من كل شر ومكروه. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر إن الحكومة والحوثيين المسلحين توصلوا إلى اتفاق لإنهاء أسوأ قتال شهدته العاصمة صنعاء منذ سنوات. وعقد بن عمر محادثات مع الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة يومي الأربعاء والخميس. وتأتي هذه التغيرات والأحداث بعد أن سيطر أجواء من الرعب والقلق على سكان العاصمة صنعاء مع نزوح كبير للأسر وانتشار عدد من القتلى والجرحى على الطرقات من جهتها وجهت الناشطة اليمينة توكل كرمان والحائزة على جائزة نوبل للسلام رسالة عاجلة الى المبعوث الاممي في اليمن جمال بن عمر وطالبته فيها باتخاذ موقفا صارماً بشان مليشيات جماعة الحوثي المسلحة التي تحكم حصار صنعاء وتنشر القتل في شوارعها حد تعبيرها. وانتقدت كرمان التقاء "بن عمر"بزعيم جماعة الحوثي والتفاوض معه في صعدة وخاطبته بالقول:"جلوسك مع زعيم جماعة الحوثي المسلحة ولقاءاتك بهم تشرعن للقتل من حيث لا تقصد،وتغسل جرائمهم من حيث لا تريد،وتشجعهم على ارتكاب المزيد،و وبالمحصلة فإن مثل هذه اللقاءات تقوض كل فرص بناء السلام في اليمن. وقالت كرمان:"بان لقاء بن عمر مع عبد الملك الحوثي لا يتناسب مع موقعه كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة وكصوت للضمير الإنساني،ويفترض به أن لا يقبل بالقتل ولا بأسلحة المليشيات وهمجيتها. وأشارت كرمان في رسالتها الى ان المبعوث الأممي " بن عمر " فعل ذلك بالتزامن مع استمرار جماعة الحوثي في عمليات القتل والعنف الشامل لتحقيق اهدافها ومخالفتهم للقرارات الدولية. منوهة إلى أن بن عمر ايضا يعلم تماماً أن الحوثي جماعة مسلحة وتعلن رفضها لميثاق حقوق الانسان والعهود والاتفاقات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.