استقبل نقاد ومبدعو الإسكندرية الأديب العمانى محمد بن سيف الرحبى وروايته الجديدة "الشويرة" استقبالا حافلا ترحيبا بالمستوى الفني والفكري المتميز للرواية، وذلك في الندوة التي نظمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية الثلاثاء الماضي وأدارها الأديب منير عتيبة الذي تحدث عن الألعاب الفنية التي استخدمها الكاتب لجعل روايته منبعا للمتعة الفنية والفكرية بما فيها من استخدام متميز لضمير المخاطب واللعب بالزمن وتناقضات الذات الساردة. وقد أوضح الناقد محمد عطية محمود قائلا: يرتكز الروائي العماني محمد الرحبي في روايته إلى محورين مهمين على مستوى العلاقات المائزة للمكان الملتحم بالروح والذكريات العالقة بها وبالمكان من خلال هذا التجلي، ومن خلال سرد سيري يمتح من سمات المكان والروح ويجمع بينهما على نحو ما تأتي به الذاكرة الممزقة والموشاة بمشاعرها الدفينة.
أما الدكتور أحمد فرح فقال إن رواية الشويرة تقدم حكاية متخيلة عن مكان حقيقي هو حارة الشويرة بشخوصها المحفورة على جسد السرد التى يمتزج فيها الواقعي بالمتخيل، والتي تتحرك في مكان يختلط بين الواقعي والأسطوري، ليذوب كل هذا في مفارقات الحكاية. ولعل الكاتب بهذا الصنيع خاض مغامرة فنية حين حاول الاقتراب من المجتمع عندما جعل حارته هي البطل واضعا القارئ في خضم الحكاية، وهي مغامرة لا يخوضها إلا أولو العزم من الكُتاب، وأرى أن الرحبي واحد منهم، فقد استطاع أن يخلق من المألوف شيئا مدهشا، فكان كلاعب سيرك محترف حافظ على توازنه وهو يسير على الحبل مبتعدا بروايته عن الإغراق في المباشرة والتقريرية ونائيا بها عن الخيالية المفرطة.