قال في عمان : بلادي أم الماجدين وتاجهم اذاقت قنا كسرى مناضلها كسرا يعد أحد مراجع الفقه والأدب في السلطنة

توفي فجر أمس الأحد الفقيه والشاعر والقاضي الشيخ الأديب حميد بن عبد الله بن حميد الجامعي العماني السمائلي "أبو سرور" عن عمر ناهز الــ 72 عاما ، حيث يعد "الراحل" أحد المراجع في السلطنة التي يلجأ إليها الناس في علم الفقه والأدب. وله عدة دواوين وكتب قد ألفها مثل ديوان أبو سرور "اربعة مجلدات" ، و"الفقه في إطار الأدب" ، و"بغية الطلاب" ، وكتاب "الوحدة الاسلامية" ، وديوان "باقات الأدب" ، وديوان "إلى أيكة الملتقى" ، و" نحوية أبي سرور" ، حصل على جائزة المنتدى الأدبي في الشعر الفصيح 1989, وجائزة القضاة التقديرية 1991.
ولد "الجامعي" عام 1942 في سمائل، حيث يعتبر من أشهر شعراء السلطنة ، بدأ كتابة الشعر في الرابعة عشرة من عمره ويعتبر من افصح شعراء السلطنة واكثرهم علما بالشعر،عمل مدرساً للنحو والفقه والحديث بمسجد الصوار, ثم بمسجد رجب, ثم بمدرسة مازن بن غضوبة 1967 . وبعد خمس سنوات قضاها في التعليم عين قاضياً, ثم انتدب عاماً واحداً مدرساً للنحو والحديث وأصول الفقه في معهد القضاء ثم عاد إلى القضاء.
وكان قد نعى الوسط الثقافي الراحل حيث أصدر صالون صالون "مساءات ثقافية" نعيا للشاعر الراحل حيث جاء في البيان " تلقت الساحة الثقافية بالسلطنة نبأ وفاة الشاعر العماني أبو سرور الجامعي ، وهي خسارة أخرى تضاف إلى قائمة الراحلين المبدعين على الساحة المحلية والعربية.
وقد نعى الصالون المكتبتين الثقافية العمانية والعربية غياب هذه القيمة الأدبية الإنسانية الرفيعة ، حيث اعتبر "البيان" ان الراحل جوهرة العقد وحجره وناموسه الأسنى، فإنه مع ما طبع عليه من حب الأدب والولوع بالشعر والنبوغ في فهو رجل سُنة وفقيه حديث وحامل فقه لأنه علق قراءة كتب الحديث ودأب عليها بكل جد واجتهاد. وهو طبقة كادحة فتجده عند منجله ومحراثه والكتاب بين يديه يقرأ جملة أو جملتين أو حديثا أو تفسير آية فيلتفت إلى عمله الشاق يردد بين يديه ما قرأ من كتابه يناجي به نفسه الطامحة ليكون فيها مع بعض ودائعها المكتنزة بها وطالما تجده يتخذ خلسة من عمله ليكتب ببراعة المطاوعة بيده المفتولة وفكره الوقاد مسألة من كتابه أو من وحي نبوغه أو أبياتا مشاعريته أو نماذج مما لا تزال تجيش نفسه الحرة الأبية؛ فهو كادح عامل قارئ كاتب شاعر أديب فلا تجده كاسلا ولا يجد الملل والسأم إلى نفسه سبيلا هذا مع ما يتحلى به من خلق كريم عفافا وكفافا وورعا ووفاء.
صحب الدنيا في صلابة رجال بواسل وصمت الصحابة الأفاضل رضي الله عنهم تناديه الدنيا عن كثب فلا يعيرها أكثر من نظرة النافر ووقفة الهارب ويناجيه الدهر كالمتخشع فتراه يجعل أصابعه في أذنيه ولكم نفح له طيب الحياة فجعل كمه في أنفه وتستقبله الدنيا في محاسنها وجمالها الخلاب فوضع فضل عمامته على عينيه .!!! فهو أعمى إلا عما يرضي الله، أصم إلا عن الحق أبكم إلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

روح القوافي

ماذا ستكتب إذ غادرت أشعاري؟!!
وأنت روح القوافي نبضُها الساري
فمن محياك أسْتجدي الحروف لها
ذاك المسجى على أكفان أنوار
عاش السرور على جنبيك مؤتلقا
تنفس اسمك في نثر وأشعار
وجاءني اليوم مهموما يخاطبني
فهل رأيتم سرورا بين أكدار
أبا ، سرور ، أبا ودّ ، أبا ألق
أبا الأبوة في حب وإيثار
الجامعي جمعت العلم مدرسة
في الشعر والنحو في فقه وأخبار
قضيت عمرك ميزانا على نسق
ترتب العدل فيما يقتضي الباري
كأنك الوزن في شعر ومحكمة
تجري يداك على مهل ومقدار
هذي سمائل والآثار باكية
آثارها اليوم تبكي خير آثار
هذي سمائل والنخلات مائلة
حزنا عليك أيا ينبوعها الجاري
نسجت للفقه إكليلا تؤطره
بزهر شعرٍ زكيِّ البوح مِعطار
ولم تزل بغيةُ الطلاب تمنحها
سِفرا تجلّى بإشراق وإسفار
سيذكر الأدب الزاكي هديته
باقات شعر زكت في عطر أحبار
وأيكة الملتقى تبكي فأين لها
بدون حرفك من ظل وأطيار
وسعفة الفرض تبكي إذ كتبت بها
قصيدة النصر من حر لأحرار
وروضة الأنس إذ أعليت دوحتها
شعرا جرى بين جُلّاس وسمّار
صلت عليك حروفي وهي خاضعة
على محاريب دمع فيّ مدرار
وأقبلت كل أوراقي مرتلة
حزن القصائد من دار إلى دار
هذي المنايا لها الأرواح أمنية
تسعى إلى نيلها منا بإصرار
تختارنا قرعة الموتى ونحن بها
نفرّ من قدر في حضن أقدار
يا رب رحماك أنزلها على جدَث
آوى إليه حُميد عند أبرار
واجعل غصون القوافي فيه مورقة
حتى يُلقّى سرورا بين أنهار

هلال الشيادي