[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
■ قبل الدخول في متاهة تحالف الحرب الشاملة التي تشنها الولايات المتحدة على مسلحي ما يسمى تنظيم داعش سواء أن كان نصيبنا من هذه المتاهة هو المشاركة أو المشاهدة وانتظار ما ستسفر عنه فإنه حري بنا أن نلقي نظرة قد تكون الأخيرة على أوضاع المنطقة قبل شروع أميركا في حربها التي ستمتد لـ3 سنوات على حد قول الرئيس باراك أوباما.
ففي سوريا التي منها كان الاعلان الأول عن تنظيم داعش مالت الكفة لصالح الجيش السوري في عملياته ضد المسلحين سواء أن كانوا من (الداعشيين) أو (النصرويين) أو ممن تعتبرهم أميركا (معتدلين).
فالجيش السوري اضافة إلى حسمه بشكل كبير معركة جوبر فإنه تقدم أيضا في عدرا البلد من عدة محاور في البلدة التي لها أهمية استراتيجية في شرق العاصمة لقربها من عدة بلدات من الغوطة الشرقية وأيضا قربها من منطقة الضمير ذات الأهمية الاستراتيجية للجيش السوري حيث يتواجد فيها مطار الضمير العسكري.
واضافة إلى هذا الوضع العسكري للجيش السوري كان الوضع على الصعيد السياسي في أفضل حال منذ اندلاع الأزمة عام 2011 حيث تزايد اليقين بخطورة اسقاط النظام السوري وما يترتب عليه من مخاطر بالمنطقة وخروج اصوات تنادي بالتعاون مع سوريا لدحر خطر الإرهاب، هذا بالاضافة الى ما تسرب عن قرب اعلان مبادرة عربية تقضي بحل سياسي للأزمة وفق حوار سوري يعقد في دمشق على غرار حوارات جنيف.
أما في العراق التي سارع العالم بإبداء مخاوفه فور اجتياح المسلحين لمناطق شاسعة بعد تراجع غير مبرر لقوات الجيش العراقي.. فقد تشكلت هناك حكومة توافقية بعد اتفاق شبه عالمي على ازاحة المالكي باعتباره سبب الأزمة منذ البداية.
وأعطت هذه الحكومة بادرة أمل في امكانية تغلب العراق على مخاطره كما أن هذه الحكومة حتى قبل تشكيلها حظيت بدعم روسي تمثل في تسليم بغداد طائرات سوخوي وان كانت مستعملة فإنها كانت تفي بالغرض.
لكن التسابق العالمي سواء أن كان أوروبيا أو أميركيا على دعم قوات البشمرجة الكردية يثير المخاوف حول وضعية اقليم كردستان بالنسبة للعراق بعد السنوات الثلاث التي حددها أوباما للقضاء على داعش.
وفي مصر التي تعد أكثر المعنيين بما يجري في سوريا والعراق تسير الأمور إلى الاستقرار وتجاوز الاضطراب الذي عاشته على مدار السنوات الثلاث الماضية كما أنها دخلت فعليا عهدا جديدا في سياساتها الخارجية وتجلى في تطور العلاقات مع روسيا التي أعلنت رسميا عن ابرام صفقة سلاح بـ3.5 مليار دولار الأمر الذي بالتأكيد يقلق واشنطن ويدفع القاهرة الى النظر بعين الاعتبار في ما يتردد بوسائل اعلامها عن مساع لاستدراج الجيش المصري الى شراك عبر دفعه للمشاركة بعمليات عسكرية في التحالف الذي تصيغه أميركا.
أما إيران التي تعد لاعبا أساسيا في المنطقة فالمسائل تتأرجح بين تعاون مع أميركا في (حربها على الارهاب) حيث قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري انها سيكون لها دور بعد ان كانت واشنطن تنفي نفيا قاطعا أي دور لايران، مثلما تتأرجح المسائل أيضا بين اعلان عن تقدم في مفاوضاتها النووية مع القوى الكبرى أو تعثر في هذه المفاوضات التي لا تقتصر على الملف النووي انما تتطرق أيضا إلى مكافحة الارهاب مثلما أعلنت واشنطن مؤخرا.
هذا الوضع الحالي يستدعي نظرة ربما لتذكره بعد 3 سنوات بالتأكيد ستغير من شكل المنطقة حتى وان تهكم روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في مقال حمل عنوان من «غزة إلى داعش تقرير رحلة لتقييم الساحة العربية الإسرائيلية» على الأحاديث السائدة عن تغيير (خرائط سايكس بيكو). ■