[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
”.. (الائتلاف) الذي يشكل المظلة الرئيسية للمعارضين السوريين في الخارج والذي هو أيضا بمثابة الواجهة والوكيل المعتمد لقوى غربية وإقليمية على رأسها الولايات المتحدة وتركيا متمسك بضرورة أن يفضي المؤتمر إلى سلطة جديدة يعتبرها انتقالية ولا وجود فيها للرئيس السوري بشار الأسد.”

تصاعدت الاختلافات واحتدمت من قبل أن يبدأ المؤتمر الدولي جنيف ـ2 الرامي لحل الأزمة السورية حتى ما يبدو على السطح يكاد يجزم أن هذا المؤتمر ـ رغم إصرار كافة الأطراف على انعقاده ـ محكوم عليه بالفشل وثماره لا تكاد تغطي تكاليف الانتقال والإقامة للوفود المشاركة حتى إن جلسته التي تبدو رئيسية تم نقلها إلى مونتيرو بدلا من جنيف نظرا لانشغال الأخيرة بإقامة معرض للساعات في نفس الفترة التي يقام فيها المؤتمر.
وتذهب الوفود المشاركة في المؤتمر إلى الجلسة الافتتاحية في مونتيرو بتمسك تام بمواقفها وإعلانات أكدت وشددت أنه لا تراجع.
فوفد (الائتلاف) الذي يشكل المظلة الرئيسية للمعارضين السوريين في الخارج والذي هو أيضا بمثابة الواجهة والوكيل المعتمد لقوى غربية واقليمية على رأسها الولايات المتحدة وتركيا متمسك بضرورة أن يفضي المؤتمر إلى سلطة جديدة يعتبرها انتقالية ولا وجود فيها للرئيس السوري بشار الأسد.
هذا الموقف الذي تتبناه الولايات المتحدة ومن في فلكها في تصريحات إعلامية متكررة يلفت انتباهنا إلى حقيقة مفادها أنه من الحماقة أن نعتقد أن أميركا بالسذاجة التي تدفعها إلى الاعتقاد بأن أيًّا من الأسماء التي سيطرحها (الائتلاف) لعضوية هذه الحكومة يجرؤ على المكوث في سوريا ليوم واحد.
ويعلم (الائتلاف) أكثر من غيره أن المعارك على الأرض باتت شبه محسومة لصالح الجيش السوري الذي وان كان لم يتمكن من تطهير كافة المناطق السورية من المسلحين المدعومين من الخارج فإنه بات يسيطر على الأماكن الاستراتيجية وما هو تحت سيطرة المسلحين يترنح بين فصائلهم المتطاحنة فيما بينها من كر وفر.
وفي المقابل بات واضحا كالشمس في منتصف النهار التفاف الشعب السوري حول قيادته وجيشه في حربه على الإرهاب.
وبات من المؤكد أن حكومة الرئيس بشار الأسد التي لم تترنح في بداية الأزمة وفي خضم استعار آلة القتل المدعومة من الخارج غير مستعدة للرضوخ إلى مطالب هؤلاء الداعمين بعد أن خاب أملهم وتبدد حلم ارهابهم في اسقاط الدولة السورية.
وهكذا يبدو طرفا المشهد في خطين متوازيين لا نقطة التقاء بينهما تنافر ازداد حدة قبل نحو 48 ساعة من افتتاح المؤتمر حيث أعلنت ايران التي لا خلاف أنها عنصر فاعل في حل الأزمة مشاركتها في المؤتمر بعد تلقيها دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة مع تأكيدها عدم القبول بأن يكون المؤتمر هدفه تخلي الحكومة السورية عن السلطة الأمر الذي أثار جدلا واسعا من قبل ائتلاف معارضي الخارج وأيضا الولايات المتحدة التي لم يتناسب تشددها مع التوقيت الذي تزامن مع رفعها العقوبات عن ايران مع بدء تطبيق اتفاق جنيف الخاص بالملف النووي الإيراني.
وفي خضم هذا الجدل حول مشاركة ايران جاء قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعدم مشاركة ايران في تجمع اليوم الواحد في مونتيرو.
ومع هذا الإصرار والمضي قدما لعقد (جنيف2) ورغم المواقف المتنافرة للأطراف المشاركة التي تؤكد عدم امكانية اجتماع الوفود التي ستحظى بعدسات المصورين في تجمع اليوم الأول بمونتيرو على كلمة سواء ليس أمامنا الا انتظار ما سيتحقق على الأرض بعد المؤتمر مع توقعات بأن يطغى الطابع الأمني المتمثل في مكافحة الإرهاب على الطابع السياسي المتعلق بالسلطة في مناقشات لا تحظى بالأضواء المصاحبة لعدسات التصوير.
توقعات تستند إلى تواتر الأخبار حول ضجر أوروبي مصحوب باعتقالات في صفوف العائدين من القتال في سوريا وأنباء غير رسمية عن عودة التنسيق الأمني بين أجهزة الاستخبارات السورية والغربية.