بغداد ـ وكالات: أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس الاثنين خلال استقباله وزير الدفاع الاسترالي عن رفضه تدخلا بريا في بلاده لقتال تنظيم داعش. واستقبل حيدر العبادي وزير الدفاع الاسترالي ديفيد جونستن الذي يقوم بزيارة الى بغداد اليوم الاثنين، وفقا لبيان صادر عن رئاسة الوزراء. وكان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت اعلن الاسبوع الماضي أن استراليا سترسل 600 عنصر الى الإمارات للانضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "داعش". ونقل بيان صادر عن مكتب العبادي قوله ان "اللقاء ناقش التعاون الامني بين العراق واستراليا لمواجهة خطر عصابات داعش الاجرامية بالاضافة الى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب وتأثيره على العراق والمنطقة والعالم". واضاف ان "العراق يتعرض لهجمة شرسة من قبل تنظيمات داعش الارهابية وبقية التنظيمات الارهابية وهو ما يتطلب موقفا موحدا وداعما من المجتمع الدولي للعراق لصد هذه الهجمة". واكد العبادي اهمية "احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والتي تعد من ثوابت عملنا حاليا وخلال الفترة المقبلة". وجدد وفقا للبيان "تأكيده على رفض اي تدخل بري في العراق" مبينا ان "قواتنا الامنية وقوات الحشد الشعبي تمتلك القدرات البشرية لكسب المعركة من العدو". ودعا تنظيم "داعش" امس الاثنين انصاره المتطرفين الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة المتطرفين في العراق وسوريا. وقال ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة، مخاطبا المتطرفين "اذا قدرت على قتل اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين او استرالي او كندي او غيره اقتله". واضاف "سواء كان مدنيا او عسكريا فهم في الحكم سواء". وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اكثر من 50 دولة اعلنت التزامها ضمن الائتلاف الدولي من بينها مصر التي تعهدت التعاون مع القوات العراقية والكردية . واعلن التنظيم في يوليو الخلافة في العراق وسوريا حيث يسيطر على مناطق واسعة في البلدين. ودعا ابو محمد العدناني الذي بثت كلمته باللغة العربية، المتطرفين الى اعتماد امور اخرى في حال عدم توفر المعدات العسكرية لقتل المدنيين. وقال "ان عجزت عن العبوة او الرصاصة (...) فارضخ رأسه بحجر او انحره بسكين او ادهسه بسيارتك ارميه من شاهق او اكتم انفاسه او دس له السم (...) وان عجزت فاحرق منزله او سيارته او تجارته او زراعته". ويثير مئات المقاتلين المتطرفين في تنظيم "داعش"، مخاوف من تنفيذهم هجمات لدى عودتهم الى دول غربية . وحذر رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت امس الاثنين الاستراليين الذين يتوجهون للقتال مع مجموعات متطرفة في الشرق الاوسط من تعرضهم لعقوبات بالسجن لفترات طويلة في حال عودتهم الى استراليا. وقال في البرلمان عبر بيان حول الامن القومي "رسالتي الواضحة لجميع الاستراليين الذين يقاتلون مع مجموعات ارهابية هي انه سيتم توقيفكم ومحاكمتكم ووضعكم في السجن لفترة طويلة جدا". كما دعا ابو محمد العدناني المتطرفين الى تنفيذ عمليات ضد جنود مصر وطالبهم ب"تفخيخ الطرق لهم ومهاجمة مقراتهم وقطع رؤوسهم". وانتقد اهل اليمن متسائلا "اما في اليمن من يشفي غللينا من الحوثيين؟". كما دعا المتطرفين في ليبيا الى الاتحاد. وقال "آن لكم ان تلموا شملكم وتوحدوا كلمتكم وترصوا صفكم وتعرفوا من معكم ومن ضدكم فان تفرقكم هذا من الشيطان". على صعيد اخر أعلن ضابط كبير في الشرطة العراقية مقتل 12 من عناصر الدولة الاسلامية (داعش سابقا) امس الاثنين وتدمير دبابات ومدافع في قصف لطائرات عراقية استهدف مواقع المسلحين في مطار الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين 170 كم شمال بغداد. وقال العقيد قنديل الجبوري مدير شرطة الضلوعية ، في تصريح صحفي إن الطيران العراقي قصف اليوم تجمعات المسلحين في مطار الضلوعية ما ادى الى مقتل 12 من المسلحين وتدمير دبابتين ومدفع و10 عجلات عسكرية. على صعيد أكد وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري على أهمية العلاقات السعودية - العراقية والتي تنطلق من حقائق جغرافية وتاريخية، وعلى ضرورة وجود تعاون سعودي - عراقي في مكافحة الإرهاب لوضع حاجز حتى لا ينتقل الخطر من دولة إلى دولة. وكشف الجعفري لصحيفة "الرياض" في عددها الصادر امس الاثنين عن أن "المستقبل القريب سيشهد ولادة الدبلوماسية العراقية والتي ستخضع لنظرية سياسية وطنية مستوحاة من طبيعة مبادئنا ومصالحنا العامة ومشتركاتنا مع هذه الدول وبنفس الوقت نكيف الطرف الثاني لمراعاة الطرف الآخر". وفيما يتعلق بالتعاون السعودي العراقي في مكافحة الإرهاب خاصة في ظل تغلغل "داعش" في العراق قال ابراهيم الجعفري "بكل تأكيد فالدولتان أصبحتا هدفاً لداعش وللعمل الإرهابي فبروح الفعل والمشتركات التي بيننا ومن وحي رد الفعل من الخطر الدائم علينا وعليهم يجب أن نتعاون معا". وأضاف الجعفري ، "لا يمكن صد ووضع حاجز لانتقال الإرهاب من دولة إلى دولة أخرى فعندما ينشط الإرهاب في مكان ما سرعان ما ينتشر . وينفذ إلى دولة أخرى وبالضرورة نجد أنفسنا أمام مسؤولية درء خطر الإرهاب لكيلا ينتقل ثم ليس فقط ألا ينتقل إلى السعودية ومنها إلى العراق" ، مؤكدا "اننا يهمنا أمر المملكة العربية السعودية مثلما يهمها أمر العراق فبحكم استحقاقات الجوار الجغرافي بيننا وبينهم يجب أن نعمل من أجل صالح بلداننا ونرسي قاعدة الأمن، وأن نطرد عناصر الإرهاب ومكائن ومفاعلات الإرهاب من أوطاننا". واكد الجعفري ، ، الذي تولى وزارة الخارجية في حكومة حيدر العبادي التي نالت ثقة مجلس النواب في الثامن من سبتمبر الحالي ، على ان ما "يجمعنا مع السعودية كثير من العوامل التي يجب أن نراعيها ونحسن العلاقات ونتكيف مع هذه الحقائق". وشدد على ان " ما مضى من بعض المقاطع الاستثنائية ( في العلاقة بين الرياض وبغداد) ينبغي أن يبقى استثنائياً، لا ينبغي أن تتحول إلى حالة مستمرة ،وأن تكون هناك علاقة ، لأننا لا نستطيع أن نغير الجغرافيا لكننا نستطيع أن نتكيف سكانياً واجتماعياً وديموغرافياً مع هذه العلاقة". وعن تأثر السياسة العراقية علي بعض الأطراف الإقليمية ، في إشارة إلى ايران ، وهذه العلاقة أثرت في علاقتها بالدول العربية والخليج قال وزير الخارجية العراقي "لا أعتقد أن السياسة العراقية تتأثر بأحد ولا أن تكون انعكاساً وصدى لهذه الدولة أو تلك الدولة". واوضح "طبيعة علاقة العراق بدول العالم فيها ثوابت وطنية ومتغيرات إقليمية". وقال الجعفري "عندما نراعي السعودية وتركيا وإيران فهي بطبيعتها أنظمة مختلفة فالطرف الثاني من النظرية والطرف المتحرك سيختلف من بلد إلى آخر فمراعاتها لا يعني أن نتحول لانعكاس لهذه الدولة".