[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
في مدينة اربيل وتحديداً في عام 1848 م توفي المبعوث اليهودي الرباني فتحيا، وصادفت وفاته في ذات السنة، التي زار فيها بنيامين الثاني مدينة اربيل وكتب عنه يقول:
(توفي في هذه السنة الرباني فتحيا في اربيل والذي كان قد جاء اليها مع وفد ابناء اليهود الساكنين في القدس، وذلك من اجل جمع الهبات من اغنياء المدينة لصالح اخوانهم الفقراء في القدس) وقال انه قد تم حفر قبره واخرجت جثته والقوها في احدى الحفر، فذهب اليهود الى القبر وملأوه بالتراب ولم يتجرأوا على عمل اكثر من هذا بأنفسهم.
واذا كانت الاخبار تذكر ان هناك مبعوثاً او اثنين، فنجد بنيامين الثاني يذكر، ان وفداً كان في اربيل من يهود القدس، وهذا يعني ان اليهود كانوا ينظمون حملات لتفقد ابناء طائفتهم شمال العراق ولجمع التبرعات وتعميق ارتباطهم بالفكر اليهودي.
في عام 1854م، أي بعد ست سنوات من زيارة بنيامين الثاني، كان مبعوث طبريا الرباني نسيم حنوخاه في كردستان وإيران وفي عام 1867 اصبح مبعوث طبرية الى تلك المناطق، وبعث برسالة من اربيل في تلك السنة الى جمعية( كل اليهود اصدقاء) في بغداد، يصف فيها معاناة يهود اربيل على ايدي الجيران وطلب ان تسعى الجمعية للدفاع عنهم.
وهناك مبعوثون آخرون كثر، من بينهم الرباني دافيد دبيت هليل الذي زار شمال العراق عام 1826 اضافة إلى مناطق اخرى من العراق وإيران. وما الفه من كتب الطبيب اليهودي البوهيمي الأصل الدكتور يعقوب ادوراد فولق، الذي زار المنطقة ثم استقر في طهران (1851-1855).
في عام 1884 زار الرحالة اليهودي افاريم نيمارق مدينة الموصل، واستناداً إلى المعلومات التي حصل عليها من السكان، بصورة خاصة من رئيس الجالية اليهودية هناك، يذكر أن في مدينة الموصل ألف يهودي، ولهم كنيسان كبيران، ويلاحظ الزائر هناك كأنه يقف على حدود مدينة بابل، لأن اساليبهم وملابسهم وعمائم رؤوس ابنائهم الكبيرة وايضاً لكنة لغتهم العربية وبناء منازلهم يتم وفق النظام البغدادي، وهي تختلف تماماً عن اساليب اخوتهم في ضواحي حلب. ومن وجهاء المدينة الحاخام يعقوب موسى، وكبير الحاخاميين هناك اهرون برزاني، يوجد في المدينة حرفيون وصناع يهود. ولكن عدد الحرف التي يشتغل بها السكان عموماً واليهود خصوصاً تعتبر قليلة. لا اخطئ اذا قلت ان الشخصية الكردية أو شخصية الناس غير المثقفين تسود ارجاء المدينة الكبيرة. وعلى بعد ساعة من هذه المدينة يرى السكان قرية نينوى التي تضم قبر يوناه بن متي (النبي يونس) الذي اقيم عليه مسجد للمسلمين وهواية في الجمال. وينتقل الرحالة اليهودي إلى مدينة اربيل فيقول عنها: أنها تبعد مسافة يومين عن الموصل ويوجد فيها حوالي 200 يهودي وبينها وبين كركوك مسافة يومين ايضاً، ويوجد فيها 400 يهودي ويشاهد سكان كركوك قبري حننيناه ميشال وعزراياه.اما اليهود ساكنو الجبال ـ يقصد المناطق الأخرى شمال العراق ـ فمنهم من يسكن مدينة السليمانية وفيها حوالي 200 بيت يهودي، كويسنجق وفيها 120 بيتاً يهوديًّا وراوندوز حوالي 120 بيتاً، وتضم شقلاوة 10 منازل، وفي بيت واتاه حوالي 20 اما عقرة فتضم حوالي 100 منزل، سوسا حوالي 50 منزلاً، سيند فار حوالي 100 بيت، وتحتوي دهوك على حوالي 100 بيت ايضاً، لغة هؤلاء اليهود هي اللغة الجبلية، وهي قريبة جداً من اللغة الارامية، أما وضع اليهود الروحي هناك فهو في اسوأ حال، فمنهم من يعيش في وضع بدائي بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وعلى بعد يومين من كركوك تقع مدينة طوزخورماتو والتي يقطن فيها نحو عشرين يهوديًّا، ومن هذه المدينة مسيرة يومين حتى يصل المسافر إلى كفري وفيها نحو50 يهوديًّا ومن هناك مسيرة يومين الى خانقين او حجي قارا وتقع قريباً من إيران وفيها نحو 80 يهودياً. وفي مناطق شهربان، بعقوبة ومندلي فيوجد تقريباً نحو 10 او 20 يهودياً.