[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

مهما كان الحل في جنيف ـ2 فمن يغسل الحزن والتعب عن السوري وعن العربي عموما، ومن يمسك بهذا الذي تأبط شرا ان يكف عن قتل المنطقة وتحويلها إلى مكان تفوح منها روائح الموت والدم والخوف والقلق.
ثم من يحل عقدة العقد التي صارت من أسس المنطقة وهي خوف الآخر من الآخر، وقلة الثقة بالآخر، والضجر منه، وعدم الايمان به، بل تحول إلى عداوة بعدما كان الوضع يشبه الخلاف او يقترب منه في احسن الاحوال.
وحدها هي الدولة السورية من تقارب تلك المفاهيم وهي تسعى إلى غايات انصاف الشعب السوري اذا ما صحت نتائج المؤتمر ووقفت النار وتمكن السوريون من الخروج إلى الحياة لأول مرة وهم عزيزو النفس والجباه. ففي خطط الدولة السورية مراجعة شاملة لكيفية ازاحة الكابوس الثقيل الذي وقع على شعبها، ويقال ان الرئيس بشار الأسد يخطط شخصيا في هذا المجال، ويضع روزنامة تكون فيها الخطوات نحو حلول نفسية لآثار الكارثة أكبر من حلولها البنائية والتحتية وغيره، فعلامات الهلاك الانساني لا بد دخلت في النفوس، صار لها مكان داخل كل نفس سورية، فكم من البكاء اكل عيونا وافئدة وعقولا، وكم من الأسى رسم على وجوه الشعب، وكم هي حالات الخوف والذعر التي ما زال قائما، وكم يعيش السوريون من الكوابيس اليومية سواء في نومهم أو في صحوهم. الألم عميق للغاية، والخلاص منه يحتاج لسنين مهما حاول المحاولون استعجاله.
هل يعرف هذا الذي يسمونه بالائتلاف ان مسألة سوريا أكبر بكثير من قضية السلطة والحكم والنظام والدولة، انها مأساة شعب بكامله لم يتعرفوا بعد عليها ولا هم اقتربوا منها .. هل يعرفون مثلا عدد الثكالى واليتامى والرؤوس التي قطعت أو اقسام الجسم التي بترت، والبطون التي بقرت، والاطفال الذين تاهوا بلا اهل وما زال منهم من يبحث عنهم .. هل يعرفون مثلا كم هي عدد البيوت التي دمرت والمؤسسات التي لم تعد موجودة، والمستشفيات التي خربت، والمعامل والمصانع التي نهبت وسرقت، والكنائس التي سقطت من عليائها وكذلك الجوامع والمساجد .. كم وكم وكم فعلتها عصاباتهم المسلحة.
لم نسمع من هؤلاء كلاما مريحا أقله التفكير بالمواطن السوري وبإنسانيته المعذبة وخصوصا أولئك الذين ألفوا كتابات مثل برهان غليون وغيره وقدموا احلاما سرعان ما كشفت الأحداث عوراتهم، وبانوا على حقيقتهم من خلال افكار خاصة صدمت المجتمع حين استعجلوا القول فيها، لكنهم في كل الأحوال افادوا الدولة بأن كشفوا حقيقتهم وصورة مشاريعهم الصادمة للروح والجسد في آن معا.
وحدها الدولة تنصر شعبها لأنها القادر الوحيد على التفاهم معه بعد تحديد مطالبه وتلبية رغباته وإخراجه من مآزقه وازماته. صورة سورية الغد لا يرسمها سوى الدولة ولا يعمرها سوى النظام، هذان فقط يجعلان الحياة اللاحقة نهجا عظيم البنيان، مشع الأمل.
سوف نسمع كلاما لا حول له في المؤتمر اليوم، وقد نرى من ينسفه كرمى لمواقف قيلت أو ستقال في وقته .. هكذا هي حال المعارضة السورية سواء في خياراتها السياسية أو في الميدان العسكري .. فهل لها بعد مكان في خيارات الشعب السوري الذي سيقول نعم لدولته، في الوقت الذي سيقول نعم مضاعفه لإعادة انتخاب رئيسه.